رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : بدايات الضربات القاضية لحركة «خليل»


جاء في الاخبار أن متمردي جنوب السودان دمروا معسكرات في بلادهم تتبع لحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم. وبهذا يكون ما قام به المتمردون الموالون لرياك مشار أكثر نفعاً بالنسبة لصالح الأمن والاستقرار في البلاد من زيارات سلفا كير وتصريحاته الدبلوماسية وهو في مأزق لا يُحسد عليه، وهو الذي فتح أو رتضى على الأقل فتح حدوده للتمردين الذين طردتهم التطورات في ليبيا. نعم تلك التطورات كانت سبباً في أن يتعرض قائد حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم للقتل. سلفا كير ليس سياسياً، وأبسط فكرة لم ينتجها ذهنه، وهي أن حسم «العدو الشمالي» يعني فتح المجال لعدو جنوبي من داخل الحركة الشعيبة بالنسبة لرئيس الدولة. والعدل والمساواة التي تعلم المخابرات الامريكي والموساد الاسرائيلي انها تتبع لمجموعة منشقة من الحزب الحاكم في السودان لن تجد دعماً مثل حركة عبد الواحد وحركة مناوي من خارج افريقيا، ولذلك تبقى حكومة جوبا هي الوحيدة التي يمكن أن تدعمها، لكن المتمردين بدأوا هناك يحولون هذا الدعم إلى رماد. لقد دمروا معسكرات حركة العدل والمساواة. وفي اليوم الثاني من التدمير كانت بانتيو في قبضة قوات مشار. وحتى لا تدع حكومة سلفا كير قوات مشار تقوم بما يفيد أمن السودان مثل أن تدمر معسكرات المتمردين الدارفوريين، فلتبادر حكومته بحسم دعمهم كما فعل من قبل الرئيس ادريس دبي. ربما «دبي» خشي من أن تلعب الخرطوم دوراً فعالاً ومؤثراً في إطاحته إذا هو تمادى في دعم أبناء عمومته في حركة العدل والمساواة، فكان أفضل له أن يبعدهم ليتحمل عبئهم القذافي. وسلفا كير قد لا يخشى من شيء مماثل، لكن سيكون كسر عظم المتمردين الأجانب في بلاده الذين يحاربون الدولة السودانية التي انشق عنها اقليمه وتربطه بها مصالح مهمة جداً سيكون كسر عظمهم بواسطة من تمردوا عليه. أي سيكون تمرد مشار ذا قيمة أمنية للسودان، بينما علاقته هو كرئيس لحكومة جوبا بالسودان ستكون بلا جدوى وبدون ما يفيد. هكذا نقولها واضحة كتحليل لمعطيات أمام أعيننا. وهو تحليل بسيط وليس معقداً. نعود للخبر: يقول أحد قادة تمرد مشار وهو أتير ماويت أن اشتباكات واسعة تدور منذ مطلع الاسبوع الماضي بالقرب من فاريانق ومواقع أخرى، وأن قافلة تحمل مؤناً وشحنات أسلحة وذخائر تتبع لقوات حركة العدل والمساواة المساندة في القتال للجيش الشعبي قد هوجمت وتم تدمير حمولها. هذا ما جاء في الخبر الذي يعكس معاناة حركة العدل والمساواة من تطور الاوضاع في جنوب السودان. وهي لم تعان في ليبيا بعد اندلاع التمرد على القذافي ما عانته في جنوب السودان. وربما التطورات في ليبيا منحتها «لوجست» بمقدار ما كانت ستتحصل عليه من القذافي في وقت وجيز.
قد لا يكسب تمرد مشار كل الجولات، لكنه سيؤثر حتماً في معادلة الحرب داخل السودان. نعم سيظن الكثير من قوات حركة العدل والمساواة أن أرض جنوب السودان ما عادت هي الملاذ الآمن لمنطلقات أنشطة التمرد. فقد نسف تمرد محلي هناك أمن واستقرار المعسكرات التابعة للحركات المتمردة الأجنبية.

إذن نقرأ أن السودان الذي استعصت فيه حلول مشكلاته الأمنية، يستفيد من تطورات الأوضاع في دول الجوار. وكان نظام حسني مبارك سلبياً تجاه السودان في مشكلة الجنوب.. لقد ذهب.. وتغيرت بعده مواقف مصر إلى الأحسن.

وهذا الأمر منذ عام 1992م، فحينما تغير نظام منقستو في إثيوبيا في هذا العام أغلقت معسكرات حركة قرنق هناك وفتحت في كينيا ويوغندا.. ولو كانت العلاقات حينها مع هاتين الدولتين جيدة جداً وممتازة لكان مصير حركة قرنق مثل مصير حركات دارفور الآن، تتوه من مكان إلى آخر، وتبتعد كل يوم عن تحقيق أهدافها التي تمردت من أجلها.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش


تعليق واحد

  1. عليك أن تموت بغيظك فحركة العدل والمساواة حركة لها مؤسساتها وهى أكبر وأعظم من أن تتداولها كلمات تفوح منها رائحة العنصريه النتنة ، وعليك أن تعلم أن فى الحركة مليون خليل الذى زرع فيكم بعبع الخوف بعملية الذراع الطويل ، وعليك أن تستعد لما هو آت.