[JUSTIFY] أمس وأنا أتابع واحداً من برامج الـ «إف. إم» الصباحية على قناة «قوون» كان الشخص الذي يتحدث في الفقرة والتي على ما يبدو «أنها إعلانية» من الجنسيات العربية.. وأظنه تحديداً فلسطيني يسبقه في التعريف باسمه لقب شيخ وهو صاحب مركز للعلاج والتداوي بالقرآن الكريم والأعشاب.. وبالطبع كان خط هاتف البرنامج مفتوحاً مع المشاهدين من أهلنا الطيبين.. وجاءته مكالمة من سيدة تبدو عليها البساطة من نبرات صوتها والأسلوب الذي تتحدث به.. حيث شكت له السيدة بأنها لم تنجب وأنها تعاني من ارتفاع نسبة الهرمونات.. وقبل أن تكمل المتحدثة حديثها «استلمها» الشيخ بأن هذه العوارض سببها الشيطان وأن الشياطين نفسها أنواع.. نوع صغير ممكن يمنع الإنسان عن آداء الصلاة أو الفرائض.. ونوع خطير وابن ستين «لزينة» وهو الذي يتسبب في زيادة الهرمون في الجسم أو انكماش البويضة فيمنع الإنجاب! وبعيداً عن جدلية صحة هذا الكلام من عدمه من ناحية دينية إلا أنني استغربت وتعجبت أن يجهل ويتجاهل هذا الرجل الأساس الطبي الذي يفترض أن ترتكز عليه شكوى المريضة، وبالتالي البحث لها عن علاج طبي وعلمي ليحول المسألة برمتها لعمل شياطين وجان.. أنا واثقة أنه أدخل هذه السيدة إلى دائرة من التوهان النفسي لن تخرج منه بالساهل إن كانت ثقافتها متواضعة أو من بيئة تميل إلى مثل هذه الاعتقادات!! وكأن الرجل يمثل هذا الفهم الذي يطرحه من خلال جهاز إعلامي يدخل كل البيوت يعيدنا إلى محطة نحاول جاهدين أن نبتعد عنها وغيرنا وصل إلى القمر ونحن لا زلنا في محطة المعتقدات التي تميل بنا إلى الجهل والخرافة.. ودعوني أوجه سؤالاً للجهات الأمنية التي يفترض أن تحفظ أمن المواطن الذي يشمل حتى أمنه على فكره وصحته من الذي يصرح لأمثال هؤلاء لفتح مراكز للمعالجة بالتداوي بالأعشاب والقرآن وبعضهم لا يقرأ عليك من سورة الفاتحة ويهري من يأتي إليه أعشاب لمن يقول بس.. والمصيبة أنها بمبالغ تقارب أو تفوق أسعار الدواء المستورد!! وهذا الحديث ينسحب على من يمتهنون هذه المهنة ويمارسونها من السودانيين فما بالكم بالقادمين إلينا من الخارج ومن جنسيات مختلفة ليس هناك ما يؤكد أو يعضد معرفتهم أو علاقتهم بهذا العمل خاصة وأن الأخ «قوقل» ما عاد مؤشره يبخل على أحد بمعلومة وممكن لكل شخص أن يصبح مداوياً ومعالجاً بالأعشاب!!٭ الدايرة أقوله إن كثيراً من الأسباب التي تؤدي إلى استفحال الأمراض الخطيرة كالسرطان والفشل الكلوي للدرجة التي يصل فيها إلى مراحله الأخيرة هي الجهل بالمرض نفسه واللجوء للتداوي بطرق غير علمية أو غير طبية مما يوصل المريض إلى حالة اللا عودة أو هي معركة نحاول أن نكسبها بمزيد من نشر الوعي خاصة في الولايات البعيدة لكنها بالتأكيد ستكون معركة خاسرة إن وجد أمثال هؤلاء الفرصة كاملة من خلال الشاشات لينشروا هذه «الردة» العلمية ويوهم سيدة لا تنجب بإمكانها أن تتعافى لو أنها تابعت مع طبيب شاطر «يظبط» هرموناتها.. يوهمها بأنها ممسوسة وضاربها شيطان!!
.. كلمة عزيزة!
٭ إذا كانت المعلومة التي بطرفي صحيحة أن كوبري القوات المسلحة سيظل مقفولاً لاتجاه واحد لمدة ثلاثة شهور.. فهذا معناه أن الخرطوم موعودة باختناقات مرورية كارثية وأمس الأول كان اختباراً حقيقياً فاشلاً لهذه التجربة.. حيث عانى سائقو السيارات من الاكتظاظ على كوبري المك نمر وكوبري «الحديد» خاصة وأن الجو غاية في السخانة وتاني الموظفين لو وصلوا حداشر ما في زول يلومهم.
.. كلمة أعز!
٭ أكاد أجزم أن ثلاثة أرباع المتسولين في شوارع الخرطوم ليسوا سودانيين.. أنا ما عارفة منتظرين شنو عشان تنظفوا منهم شوارع العاصمة وبعضهم يحمل عاهات وجروحاً مقززة يستعرضون بها في الإشارات!!
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]