رأي ومقالات

شمائل النور : الفساد والتجاوز اللا معقول في المال العام


[JUSTIFY]لقد بات شبه مؤكد أن الصراع بين الحاكمين اكتملت صورته النهائية فيما نتابعه يومياً وأن الوسيلة الوحيدة للتصفية هي ملفات الفساد لا غيرها،حتى ولو لم تنته بالمحاسبة الحقيقية واسترداد المال المنهوب واكتفت فقط بالإقالات والحرق السياسي،لكنها باتت أكثر وضوحاً من قبل..تيار محدود الوجوه لكنه قابض تقدم في حربه ضد تيار آخر تمدد في كل المؤسسات لطالما أُثير حوله غبار كثيف فيما يتعلق بقضايا الفساد والتجاوز اللا معقول في المال العام والتهاون فيه مع انعدام كامل للمحاسبة بل إقصاء من يتحدث عن ضرورة ذلك،وطالما لاحقته التهم التي لم يستطيع أن ينفيها لأنها معززة بالمستندات،وإن كان هذا التيار حليفاً بالأمس لكنه اليوم أشد الأعداء،ما يحدث الآن من عاصفة إقالات أو ضغط لتقديم استقالات وصلت حتى رئيس القضاء الذي بُرر لاستقالته ببلوغه سن التقاعد،رغم أنه بلغها قبل أن يتم تعيينه قبل فترة قصيرة..هي الحرب في صورتها النهائية والتي ستحدد قطعاً المشهد غداً،هذه الحرب التي يبدو أنها لن تتوقف كما عهدنا سابقاتها من قبل سوف تشمل الكل والدليل أن الكل الآن بدأ يتحسس موقعه ويقلب أدراجه علّه ينظفها من شبهات فساد قد تورطه وتطيح به وتحرقه سياسياً،والتحسس هذا لحق بأكثر من يتصور نفسه أنه جزء أساسي من منظومة الحكم في هذه المرحلة،فهذه العاصفة لن تنتهي فقط بإثارة ملفات الفساد كخطوة تخديرية اعتمدها الحاكمون فيما يتعلق بالفساد دون أن تصل إلى المحاسبة أو الإقالات لأن الجميع تمسه هذه الملفات،لكنها باتت الآن الوسيلة الوحيدة للتصفية..الملخص أن عسكريين انتفضوا وشرعوا عملياً في تصفية سياسيين وحرقهم وإن كانوا محسوبون لقيادات بارزة خرجت عن المشهد إلا أن المحصلة في النهاية هي حرب واضحة المعالم لا تقبل تفاسير أخرى،وربما النجاح حليفهم بدرجة كبيرة إن سارت الأمور كما عليه الآن دون أن يتحرك التيار المتغلغل في كافة مؤسسات الدوة بوسائله المعروفة حتى ولو بلغت الوسائل ما هو غير متوقع.

حلفاء الأمس باتوا أعداء اليوم والغد،لكن ليس بالسهولة القصوى أن يتحول المشهد لانتصار كامل لأي طرف بين ليلة وضحاها وإن كانت الصورة تقول أن طرفاً متقدماً نوعا ما وقد نجح عملياً في إخراج عدد من القيادات من المشهد وحرقها سياسياً والمرحلة الآن مرحلة الولايات وهي الأشد عصفاً،فما بعد استقالة والي الجزيرة ربما يتأهب والي الخرطوم وينتظر البقية إما العفو والسماح أو اللحاق برصفائهم، وإن كان التيار الذي يتقدم على الآخر الآن قابض على المفاصل المهمة ممثلة في أعلى قيادة في الدولة،لكن ليس من اليسير أن ينتصر على حليف طالما أنهما كانا على اتفاق كامل على كافة التفاصيل التي يُدفع ثمنها الآن،وتبقى النقطة الفاصلة في يد العسكريين.

صحيفة الجريدة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. “الملخص أن عسكريين انتفضوا وشرعوا عملياً في [B]تصفية[/B] سياسيين [B]وحرقهم[/B] وإن كانوا محسوبون لقيادات بارزة خرجت عن المشهد إلا أن المحصلة في النهاية [B]هي حرب واضحة المعالم لا تقبل تفاسير أخرى[/B]” ولماذا نسميها حربا لا تصحيحا أو استيقاظ ضمير!!؟ صيحي أن الاحباطات في بلدنا كثيرة لكنها يجب ألا تجعل تفكيرنا دائما سلبيا، دعونا نعطي فرصة – ربما أخيرة- لنظرة إيجابية للحراك الحاصل الآن فربما يأتي بخير، أو ربما يثبت أنه ليس بالامكان أفضل مما كان، فالسارق والمسروق سودانيين لم يأتوا من المريخ بل خرجوا من رحم هذه الأمة، ولنقرأ تاريخنا الحديث لنتعلم من أخطائنا بدلا من أن نعيدها!!