خالد حسن كسلا : عودة «المتوسطة» عودة الأمن الأخلاقي
لكن لندلف إلى لب موضوعنا، فقد عادت المرحلة المتوسطة، وطبعاً الغرض من تقسيم التعليم العام إلى ثلاث مراحل يبقى تربوياً بالدرجة الأولى. فقد كانت مقسمة إلى «4ـ4ـ4». ولولا الناحية التربوية كان يمكن ان تكون من الصف الأول إلي الصف الثاني عشر في مبنى واحد يوفر على الدولة الأرض. ويمكن أن تجرى امتحانات موحدة للالتحاق بالصف العاشر. لكن حماية سلوك الطلاب والطالبات تملي على الدولة والمجتمع ان يكون نظام التعليم العام بثلاث مراحل. وألا تكون المرحلة الواحدة «أولى مثلاً» بأكثر من أربع سنوات.. لتكون بداخلها الأعمار متقاربة.. ويكونوا أبناء جيل واحد في «حوش» واحد.
وكان سبب تغيير السلم التعليمي في عهد حكومة نميري محاكاة النظام المصري لأن محيي الدين صابر ناصري أي قومي عربي ومتأثر بالناصرية.. مع أنه من النوبيين في أقصى الشمال السوداني. لكنه حاكى مصر الناصرية وبعد رحيل عبد الناصر.. وبعد النكسة. ولا أدري لماذا لم يتجرأ أحد من كبار الموجهين آنذاك ويسأل عن سبب محاكاة النظام المصري؟! إن نظام الـ «4ـ4ـ4» هو نظام ويلز البريطانية، وهو نظام يراعي تربية وسلوك الناشئة، ويحميهم من الاعتداءات عليهم.. لكن «الناصرية التي قتلت سيد شهداء مصر« سيد قطب» لا تبالي بأخلاق الأجيال. فهي تحارب الإسلام وتنكسر وتنهزم أمام العدوان الصهيوني بخلاف شباب استئناف الجهاد.
لقد غير نظام نميري السلم التعليمي إلى «6ـ3ـ3» بعد أن نجح نظام الـ «4ـ4ـ4». ترى هل كان المقصود سد الطريق أمام الاستقطاب الذي كانت تقوم به الحركات الإسلامية والسلفية وسط الطلاب؟! ربما يتراءى للكثير أن هذا السؤال خارج السياق الموضوع. لكن لسنا هنا بصدد الخوض في التفاصيل التي توضح «الربط». عادت المرحلة المتوسطة.. وبهذا نكون قد اطمأننا إلى تعليم ابنائنا وبناتنا. وتكون الطمأنينة أكبر إذا عدنا إلى فكرة بخت الرضا. وفكرة بخت الرضا هي «4ـ4ـ4». لكن المحاكاة بلا موضوعية كانت مأساة فعلاً على التعليم.
عاد اسم «المتوسطة» فهل يعود اسم «الابتدائية» ام ان حكومة الانقاذ ستبقى مساهمة باسمها هو «الأساس»؟ هذا غير مهم. وقد غير نظام نميري الاسمين القديمين وهما «الأولية .. الوسطى». وهي التي كانت في النظام الذي ابتعثت البلاد من اجله إلى ويلز مجموعة من الاكاديميين الكبار وهم ثمانية وأبرزهم بروفيسور عبد الله الطيب وسر الختم الخليفة رئيس الوزراء الاسبق، وكان الصحافي المعروف بشير محمد سعيد قد لحق بهم. والآن يقال عودة «المتوسطة» واضافة عام. والصحيح اعادة العام المحذوف مع «المتوسطة».
ثم ألغت وزارة التعليم ايضاً ثلاث مواد غير مهمة لطلاب الأساس و «المتوسطة» العائدة. وقالت لتخفيف «الشنطة» لكن ايضاً لتخفيف اعباء الواجب الدراسي.. الحكومة لا تكذب لكنها تتجمل.
صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا
ع.ش
ليس كافيا اعادة المتوسطة انما المطلوب ايضا محاكمة من اجرم فى حق الاجيال بالقرارات الغير مدروسة
الأخ خالد هل بمقالك هذا تهنيء و تبارك للوزارة و للدولة قرارها النير بإعادة المرحلة المتوسطة؟؟؟ إن كان كذلك فهذا قرار لا حاجة لإعمال الفكر و النظر و التدبر لاتخاذه و لكن فليخجلو على الرجوع الي الحق بعد مكابرة و عناد ثمنه غاليا و سوف لن يمحي أثره على التلميذ و المعلم و ولي الامر و الاسرة و المجتمع و الشارع و البيت و مكان العمل. فقد عاندت الدولة و اصرت على التنظير و حتى التنظير الذي هو بمثابة لعب بمستقبل أجيال بل أمة بحالها عندما اصؤت على التغيير – و أظنه كان تغييرا فقط من اجل التغيير و العرض – فطبقت السلم 8 و 3 سنوات مباشرة و بارتجال و تعمد و تعنت دون تجهيز المكان و الكتاب و المعلم و ما الي ذلك وز خولت مباني المتوسطة الي مباني اخرى و المضحك أن احدى المدارس المتوسطة و تحديدا و للامانة مباني داخليتها التي كانت تأوي طلاب الريق القصي تحولت الي محكمة و عموما و للاختصار من يتحمل تبعات هذه التخبطات و عدم التخطيط و الدراسة؟؟؟؟؟؟؟ انه جيل من بلادي ان اردت ان تعرف كيف فاليك بمن درسوا مرحلة الاساس و امتحنه ليس في المعلومات العامة أو عن جغرافية السودان بل اختبره في كتابة الهمزات نعم الهمزات. عموما لا تزينو ما فعلتم بانه من نتاج فكركم الثاقب البناء و لكن اعتذروا اولا مع ان الاعتذار لا يجدي اعتذرو بانكم تعنتم و تخبطتم و اخطأتم و تريدون الرجوع عما فعلتم بهذا الشعب في فلذات اكباده و ذلك يا عزيزي خالد بغض النظر عن ابتدائية أو متوسطة فالتسميات لا تفرق بل يفرق مبدأ فصل تلك الفئات العمرية عن بعضها البعض و حسبي الله و نعم الوكيل
لنتفق مع الكاتب بان نظام ويلز البريطانية الكافرة للتعليم ارحم باخلاق التلاميذ باتباع نظام الاربع سنوات للابتدائية، من الناصرية التي اتبعت نظام الست سنوات والذي حاكاه محي الدين صابر في السودان، علما بان الناصرية لم تخترع ذلك النظام وانما ورثته عن الحكم الديمقراطي الذي سبقها. طيب اذا كان طول او قصر الفترة الابتدائية هو المعيار لاهتمام النظام باخلاق الاجيال، فماذا نقول عن نظام الاسلامويين الذي جعل الابتدائية 8 سنوات؟ حيث يتم التحرش الجنسي واللفظي والجسدي بصغار التلاميذ من سن (6-10) من قبل زملائهم المراهيون من عمر (15)؟ والادهى عندما نرى صغار التلميذات وهن يولولن لرؤية الدماء تسيل على أقدام زميلاتهن المراهقات وقد باغتتهن الدورة الشهرية وهن على مقاعد ذات المرحلة الابتدائية؟ بذات المعيار فان مدرسة ويلز البريطانية الكافرة هى الارحم باخلاق الاجيال (4 سنوات) تليها الناصرية (6 سنوات) لتتذيل القائمة الانقاذ الاسلاموية (8 سنوات)؟ والخلاصة الرياضية البسيطة بمنطق هذا الارزقي، هي انه لئن كان نظام مدرسة ويلز الكافرة ارحم باخلاق الاجيال فانها ارحم الف الف مرة من نظام الانقاذ الجديد (9 سنوات ابتدائية) .. ولكنه التلبيس والتغبيش الذي ادمنه كتبة الانقاذ دونما مراعاة لدين ولا اخلاق دفاعا عن كل باطل الانقاذ للتنصل منه غدا بذات الجرأة بلا حياء وهم في ذلك انما يسايرون كبير اخوانه البشير الذي قالها بالامس داوية (لا حوار مع احزاب الخيانة والعمالة ومن ارادها فليحمل بندقيته .. لاننا انما جئنا بالندقية وليس بالانتخاب) واليوم يخاتلنا (بان لا سبيل الى السلطة الا بالانتخاب عقب الحوار) ومن عجب مع ذات الاحزاب، اي البشيرين نصدق؟ أفتونا يا هيئة علماء السلطان؟
الحمدلله رب العالمين على هذا القرار ويدوب قلبنا اطمن وهمنا برد على اولادنا الصغار يدوب سن الدخول للمدرسة وياريت المدارس تفصل الحيط بسرعة عشان تكمل الصورة