رأي ومقالات

محمد الننقة: الكاتب والقاص محمد الخير حامد .. محطات من الابداع المترف

الزمان مابين (2000) و (2005م)، المكان جامعة الخرطوم نتلفت هنا وهناك على الاشجار والاركان، في مدخل الآداب ومخرج القانون وهناك في (الاندرلاب) علنا نجد اعلاناً لمنتدى رابطة (بلاحدود الثقافية)، ويستمر البحث ذهاباً واياباً لكافتيريا اقتصاد وقاعة عبد الله الطيب وصويحباتها، ومكتبة المين، وعندما نخرج بطاقاتنا في منتصف شارع الجامعة لنعلن انتمائنا للجميلة ومستحيلة، ويعج القلب بالفرح عندما تقع اعيننا على اعلانهم ونكون حضوراً في الزمان والمكان المحددين، لنستمتع بابداعات رابطة بلا حدود الثقافية، وقوفاً او جلوساً لايهم فالنظم المتدفق يرحل بالروح في فضاءات الجمال والرقة والادب.
ومن مؤسسي هذه الرابطة الفتية كان القاص والكاتب محمد الخير حامد، عرفته قبل جامعة الخرطوم فكان متفرداً في كل شيء في افكاره وتجواله وحله وترحاله، وجمعتنا معاً جامعة الخرطوم فكانت اقتصاده تجاور ادابي في جامعتنا، كما كانت الزومة تجاور مقاشي في نشئتنا، فكانت اللقاءات مستمرة بيني وبينه، وزاد احتكاكي به، فلمست فيه المبدع الحق، والفنان المتطلع، واستمرت اللقاءات والافتراقات بعد التخرج من فرح هنا إلى ترح هناك.
ولم يكمل محمد الخير مرحلته الجامعية بدأ نجمه في البزوغ في مجال الشعر والقصة القصيرة وتأيتنا الاخبار بفوزه بالجائزة الأولى في مسابقة صحيفة اخبار اليوم للقصة القصيرة للكتاب السودانيين الشباب (2002م)، وايضاً الجائزة الاولى لمسابقة اتحاد طلاب الخرطوم (2003م) والجائزة الاولى في مسابقة القصة القصيرة بجامعة الخرطوم، كما مثل الجامعة في الملتقى العربي الادبي بجامعة الامارات، وقد نال ايضاً الجائزة الثانية في الشعر بجامعة الخرطوم مسابقة السيف الذهبي (2002م)، والجائزة الثانية في مسابقة الشعر التي نظمها الاتحاد الوطني للشباب السوداني، وقد شارك أخيراً وليس أخراً في مؤتمر الدبلوماسية الثقافية ببرلين، هذه المشاركات والمسابقات التي خاضها محمد الخير ساهمت كثيراً في صقل تجربته الأدبية وادخلت عليها المزيد من التجارب اهلته للتقدم في مجال القصة والشعر.
بعد التخرج واصل الاستاذ محمد الخير مشواره الأدبي حيث اسس صحيفة (بلا حدود) الالكترونية وظل يمارس الكتابة الصحفية عبر عموديه (مجرد كلام، وهذي رؤاي) بصحف سودانية مختلفة منها الوطن، القرار، والصحافة وآخر لحظة والأسواق، أما في مجال القصة فقد كانت باكورة انتاجه الادبي فيه (رواية لعنة الساعة التاسعة) التي وقعت في (88) صفحة وصدرت عن عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة سبتمبر 2013م، وقد فازت هذه الرواية بالمرتبة الثانية في جائزة نبيل غالي للقصة القصيرة التي نظمها نادي القصة السوداني بالتعاون مع محلية الخرطوم عام 2010م.
أما مولوده الثاني فقد صدر هذه الايام وجاء تحت عنوان (تراتيل على رصيف الشجن) وهو ديوان شعر يحتوى على عدد (20) قصيدة تختلف في طولها ومواضيعها وشكلها، يقع في (105) صفحة، وقد صدر هذا الديوان عن دار أوراق للنشر والتوزيع بالقاهرة.
ومازالت محطات الابداع المترف متسلسلة لدى الاستاذ محد الخير حامد حيث كان برنامج عطر الكلام بالاذاعة الرياضية هو المحطة القادمة والذي تشاركه في تقديمه الاستاذ لبني عثمان ويقدم كل ثلاثاء، ومازالت المحطات مستمرة لمبدع اعطى وسيعطي لمسيرة القصة والاداب السوداني حيث يرتب هذه الآن لاصدار مجموعة قصصية باسم (وابتسم الشيطان) ودواوين شعرية بالعامية تحت عنوان (حزمة جراح) و (اغنيات الفرح الشارد).
محمد الخير حامد بنشاطه وابداعه الثر، كان له الاثر الفعال في تحريك مجال القصة القصيرة مع زملائه الاخرين، ومازال الطريق امامهم طويل حتى تأخذ القصة والشعر السوداني مكانهما بين الشعوب، ومازلنا في انتظار المولود الثالث والرابع والخامس، فمكانك استاذي محمد الخير محجوز بين الكتاب والادباء الكبار وانت بما حققته من انجازات تستحق تلك المكانة فانت اهل لها وهي اهل لك.

عمود منحنيات/يكتبه الصحفي محمد الننقة