عبد الله الشيخ : الإنقاذ « إتْغيَّرتْ » يا جِدْعانْ ..!
عمرنا ما سمعنا بي زول إغتنى من زراعة البرسيم أو من بيع التمباك..! لكن الانقاذ إسْتًغنتْ ــ رسمياً ــ عن خدمات على عثمان طه، والزبير بشير طه، وإسْتًغنتْ عن « طُهاةٌ» كثيرين غيرهم،، و لا يمكن أن تفتعل هذه « التشطيبات النهائية»، إلا إذا كانت لديها خُطة متكاملة ومدروسة..!
الانقاذ تغيرت ،كما تُغيِّر الحية جلدها..! الانقاذ سكنتْ واستكانتْ ، كما يستكين الشباب حين يخرج من شهواته الجامحة بهلاك المفاصل ووجع الكرعين..! ليست هذه فوضى مُنظمة ، ولا هي محض صدفة، ضربت الانقاذ على جناح السرعة، فجعلت قيادتها العليا « تفهمها وهي طايرة »..! الحقيقة الأساسية في مناخ السياسة السودانية، أن الشارع العام يرى أن «الجيش والشعب، إيد واحدة» ، وأن مشكلة البلد في تسييس الجيش، و في التمكين الحزبي..!
من يدري، قد يكون فهم هذه الحقيقة،هو نقطة الإرتكاز لكل ما جرى..! لكن هذا لا يعني ، ان ما حدث ويحدث الآنَ ، من ململة القيادة بلفظها لبعض أجنحة التنظيم ، هو عسكرة للدولة..! ربما تتفضل القيادة في اللحظة من التاريخ – مع فائق الشكر – بكنس أثار التمكين، ومد الجسور مع كافة القوى الوطنية ، تمهيداً « لعدالة انتقالية »، لا يمكن أن تُحلْ مشاكل السودان بدونها..! فالخرطوم اليوم، ينبثق فيها نظام آخر،«يشبه الانقاذ، ولا يشبهها»..! و هكذا البداية، «تشبه النهاية ولا تشبهها»..!
الخرطوم اليوم ليست خرطوم « لحسْ الكوع »، لقد أسْكَتتْ صوت نافع، فلم يَعُدْ لساناً للتنظيم ..الخرطوم اليوم، و حجَّمتْ الدور«التنفيذي» للمتعافي، ورَفعتْ سدود أُسامة عبد الله من قائمة الاحتفالات ، وأغلقت خزائن أبو الجاز التي كانت تعمل بطاقة « صلاة البكور»..! فلا يمكن والحال هذه ، ألا تُفْهمْ الإشارة لمْ تُفهمْ .. الخرطوم اليوم، يئِسَتْ من المهدي والميرغني، وبدأت تستمع لإبراهيم الشيخ، و محمد ضياء الدين في بثٍ مباشر.. الخرطوم اليوم ، تقوم بتسريب ملفات الفساد، والتي كان حراماً، قراءة تفاصيلها قبل ارتخاء القبضة..! وأزيدكم من الشعر ثلاثة أبيات أخرى.. ! الإنقاذ التي بين ظهرانينكم، تتطلع غداً الى تطبيب جراحها بازاحة « الشنبلي، وايلا، وكِبِرْ» ، فهمْ ليسوا أعز عليها من والي سنار)..!
الانقاذ لم تفعل هذا وذاك، كفعل مزاجي، ربما لأن(أكبر مؤسسة في البلاد) تعرف وسائل كثيرة، لكسب وُدْ الجماهير..فكم ستكون هذه الخرطوم صافية المزاج، إذا تسودنت مرة أُخرى، ولم يعتكرْ مزاجها بهرطقة التنظيم، ولم يعتورها تنطُع السلفيين..!؟
لكن بالمقابل:إن كان ما حدث مؤخراً في الخرطوم، هو محض مكايدات داخلية بين نافذين، أو صدفة أو فورة غضب ،أو توزيع أدوار، أو… إن لم تغَّير الخرطوم (ما بِأنْفُسِهم )، هل هي بمفازة من الزلزال الذي ضرب أعماق الشرق..؟! هاهو عبد الناصر يأتي الى المحروسة عبر صناديق الاقتراع،، إن فاز السيسي أو فاز صباحي..! مالكم، (كيف تحكمون) ، وأين تسهرون هذا المساء..؟!
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]