تصاعد أحداث العنف في البرازيل قبل 4 أسابيع من المونديال
واجتذب اليوم العالمي لمكافحة المونديال الذي دعت إليه اللجنة الشعبية للكأس آلاف الأشخاص إلى شوارع المدن الكبرى من أجل الاحتجاج على النفقات الباهظة على الاستعدادات للبطولة.
وعصفت الاحتجاجات في المقام الأول بعاصمة ولاية ساو باولو ، المدينة الأكبر في البلاد ، والتي تستضيف في 12 حزيران/يونيو المقبل مباراة الافتتاح للمونديال بين البرازيل وكرواتيا.
وبدأت المظاهرات في ساو باولو وسط أجواء سلمية ، لكن مع حلول الليل وقعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين ، بعد أن غزت مجموعات يفترض انتماؤها لحركة (بلاك بلوك) مقر شركة هيونداي ، وهي واحدة من رعاة
مونديال 2014 ، ودمروا واجهتها الزجاجية فضلا عن عدد من السيارات.
كما أشعل المتظاهرون النار في أكياس القمامة وحاويات المخلفات ، ردا على الشرطة التي حاولت إيقاف الدمار الذي تعرضت له الشركة ، عبر إطلاق الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع.
وبحسب موقع صحيفة (أو جلوبو) ، أصيب أربعة أشخاص على الأقل خلال المواجهات ، من بينهم ضابط في الشرطة العسكرية ، واعتقل ما قد يزيد على العشرين من أعضاء حركة (بلاك بلوك).
وبدأت سلسلة الاحتجاجات في الصباح ، بمظاهرة قادها أعضاء من حركة العمال المشردين (إم تي إس تي) ، الذين احتشدوا في المنطقة المحيطة باستاد (أرينا كورينثيانز) ، مقر مباراة افتتاح المونديال.
وينتمي بعض أعضاء حركة العمال المشردين الذين شاركوا في الحدث، إلى مجموعة تضم أكثر من أربعة آلاف شخص احتلوا منذ نحو أسبوعين قطعة أرض فضاء تقع على مسافة أربعة كيلومترات من الاستاد ، في عملية أطلقوا عليها
(كأس الشعب).
وأكدت اللجنة الشعبية للكأس أن المطلب الرئيسي هو احترام الحق في التظاهر الحر ، كي لا يتكرر القمع العنيف للاحتجاجات التي تعصف بالبرازيل منذ كأس القارات في يونيو/حزيران من العام الماضي.
وأيضا في ريو ، التي تستضيف النهائي الكبير للمونديال في 12 تموز/يوليو ، وقعت احتجاجات عنيفة بين الشرطة ونحو ألف متظاهر كانوا يهتفون ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وتعمق التوتر في البرازيل خلال اليوم جراء موجة عنف الجريمة الذي عاشته ريسيفي في الشمال الشرقي -التي تستضيف خمس مباريات مونديالية- خلال إضراب للشرطة العسكرية ، بدأ أول أمس الأربعاء وانتهى ليل الخميس.
وتعرضت عاصمة ولاية بيرنامبوكو خلال الأربع والعشرين ساعة تلك إلى موجة من السرقة الجماعية والسطو على المتاجر ، حملت حاكمها جواو ليرا نيتو على أن يطلب من الرئيسة ديلما روسيف إرسال عناصر عسكرية وأفراد من القوة
الوطنية للأمن إلى المدينة.
وعلى خلفية الهجمات ، أغلقت العديد من متاجر المدينة أبوابها ، فضلا عن مدارس وجامعات وهيئات عامة ، وأعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تأجيل مباراتين في الدوري المحلي كانتا مقررتين خلال اليومين المقبلين في ريسيفي.
ورغم أن محللين يعتقدون أن أحداث الخميس قد تكون مؤشرا على موجة جديدة من الاحتجاجات خلال المونديال ، أكد السكرتير العام للرئاسة جيلبرتو كارفاليو أن المظاهرات لا تخيف الحكومة.
وقال كارفاليو “لا يوجد احتجاج يخيفنا. ما يقلقنا هو اللجوء إلى أساليب ضد الديمقراطية ، وطرق عنيفة ، سواء من قبل الشرطة أومن قبل المتظاهرين”، واصفا تبرير الاحتجاجات بأن الحكومة أسرفت في الإنفاق على البطولة دون أن تهتم برفع مستوى خدمات عامة للمواطنين بأنه “عبثي”.
وأكد كارفاليو “من العبث القول إن الصحة والتعليم تضررا جراء البطولة. على العكس ، الكأس ستزيد أرباح الضرائب كي نتمكن من زيادة الاستثمار في الصحة والتعليم”، مؤكدا أن تتنظيم البطولة “لم ينتزع ولو سنتا واحدا” منالإنفاق على هذه القطاعات.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] موقع كووورةم.ت
[/FONT]