تحقيقات وتقارير

بوكو حرام في السودان..(أمينو صادق).. طالب (جامعة إفريقيا) في قبضة (الإنتربول)

[JUSTIFY]أعادت حادثة توقيف الطالب بجامعة إفريقيا العالمية (أمينو صادق أوغوشي)، من قبل البوليس الدولي، على خلفية ضلوعه في تفجير يُنسب إلى جماعة بوكو حرام، أعادت إلى الأذهان أحاديث المجتمع الدولي عن أن السودان يعد إحدى الحاضنات الرئيسية للجماعات المتشددة.

وتأسيسًا على ذلك فإن الخرطوم الرسمية ستكون موعودة بصيف ساخن مع الأسرة الدولية، ولن يشفع لها سوى التعاون غير المنكور سابقًا وحاليًا في الحرب على الإرهاب. ومعلوم أن عملية توقيف (أمينو صادق) تمت بتعاون سوداني خالص. وهذا التعاون الخرطومي حتّم على نيجيريا أن تبعث بتحايا ناعمة إلى السودان، على دوره في توقيف (أوغوشي).

في قبضة الإنتربول

لم يمضِ كثيرُ وقت حتى وجد طالب جامعة إفريقيا (أمينو صادق أوغوشى)، نفسه محاطًا بسياج أمني منيع، لم يجد معه سوى الإذعان إلى الأمر الواقع، بل إن الطالب ذا البنية الجسمانية المائزة لم يعمد إلى مقاومة رجال البوليس الدولي الذين أحاطوا به إحاطة الأغلال بالأعناق، حينما اصطفَّ في يوم الخميس الماضي في طابور من يودون الحصول على تأشيرة الدخول إلى تركيا، من خلال نافذة السفارة التركية الكائنة بشارع البلدية بالخرطوم.

لم تكن عملية القبض على (أمينو صادق أوغوشي) أمرًا خاطفًا، فقد خطط لها بطريقة حاذقة أوقعت (أوغوشي) في قبضة الشرطة، بعدما تأكد تورطه في حادثة تفجير يُشتبه أن وراءها جماعة بوكو حرام، وهي الحادثة التي وقعت في (15) أبريل، بمحطة حافلات في أبوجا، وأدت إلى مقتل سبعين شخصًا وإصابة المئات. وبحسب مصادر تحدثت لـ (الصيحة) أمس فإن عملية تعقب واسعة جرت لمن وصفته وكالة الأنباء الفرنسية بـ (طالب اللغة العربية بجامعة إفريقيا العالمية)، وهو التعقب الذي تيقنت بعده الشرطة الدولية أن الهدف موجود بالأراضي السودانية، وتبعًا لذلك قامت إدارة البوليس الدولي في ليون الفرنسية ــ من خلال فرعها في أبوجا ــ بتعميم نشرة حمراء للقبض عليه، وهو ما تم بعد عملية رصد دقيقة من قبل أفراد البوليس الدولي بالخرطوم.

تطور لافت

المعلومات المبذولة عن (أمينو صادق أوغوشي) تقول إنه وصل إلى الخرطوم في خواتيم العام الماضي لدراسة اللغة العربية في جامعة إفريقيا العالمية، قبل أن يعود أدراجه إلى نيجيريا في وقت سابق من هذا العام، للاشتراك في تنفيذ حادثة التفجير، ومنها إلى السودان. والمعلومات ذاتها تقول إن الفتى لا تبدو عليه أي ميول أو نزعة ناحية الدم.

ولا يُعرف على وجه الدقة ما إذا كان (أوغوشي) هو المنفذ أم المخطط لعملية تفجيرات محطة الحافلات في أبوجا، لكن ذلك لن يُلقي عنه التهمة لجهة أن النشرة الحمراء ــ بحسب مراقبين ــ تصدر بعد أن يتقدم صاحب الطلب بما يدعم موقفه، وبعد أن تتيقن إدارة البوليس الدولي بصحة مزاعم مقدم طلب التوقيف.

الشاهد أن وجود (أمينو صادق أوغوشي) في السودان سواء إن تم بعلم الحكومة السودانية أو بدونه فإنه عند الخبير في شؤون الجماعات الدينية الهادي الأمين (تطور خطير)، لجهة أن يفتح بابًا للأسئلة القديمة المتجددة حول وجود السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأبعد من ذلك يرى (الأمين) في حديثه مع (الصيحة) أمس أن وجود (أوغوشي) في السودان بعد اشتراكه في حادثة تفجير حافلات أبوجا يعطي مؤشرًا سلبيًا، خصوصًا في ظل التطورات الدامية في مناطق مثل مالي، والصومال، وسوريا وليبيا وبعض دول غرب إفريقيا.

وقريبًا من قول الهادي الأمين فإن الحكومة السودانية لا يبدو أنها على علم ليس بوجود (أوغوشي) فحسب بل بصدور مذكرة حمراء لتوقيفه، فقد قطع وزير الداخلية وهو أعلى رجل في الهرم الأمني الشرطي بعدم تلقيهم أي مذكرة حمراء للقبض على أي مطلوب يحمل الجنسية النيجيرية. في وقت حوى فيه خطاب الشكر الذي بعث به وزير الشؤون الخارجية النيجيرى أمينو بشير ما يفيد بأن المذكرة الحمراء تم تعميمها بواسطة المكتب الوطني للشرطة الدولية بنيجيريا يوم الإثنين الماضي. ويرى الخبير الإستراتيجي البروفيسر حسن مكي أن جماعة بوكو حرام هي صنيعة يُراد بها إيجاد مبرر لتدخل القوى العظمى في المنطقة، ولفت مكي في حديثه مع (الصيحة) أمس إلى أن الأسرة الدولية تستخدم تلك الجماعات كمحلل لتبرير دخولها إلى المنطقة).

إرهابيون أم طلاب؟

حادثة توقيف (أمينو صادق أوغوشي) الذي يُشاع أنه يحمل بطاقة جامعة إفريقيا العالمية، تصلح لسبر أغوار الهُوية السياسية والفكرية لبعض الطلاب الذين تضمهم الجامعة التي تجد إقبالاً كبيرًا من بعض طلاب الدول الإفريقية، لدرجة أن بعض قادة العمل السياسي والفكري والدعوي في عديد البلدان الإفريقية يحملون ديباجة تقول: (درس في السودان), وهذا بدوره يفتح الباب حول طبيعة الالتحاق بالجامعة، وما إذا كان الطلاب يخضعون لفحص أمني أم أن الإدارة تكتفي بالفحص الأكاديمي؟، يقول محمد عبد الله القاضي وهو رئيس منظمة رعاية الطلاب الوافدين إن الجامعة ملزمة بعمل فحص أكاديمي وليس سواه، ونفى القاضي في حديثه مع (الصيحة) أن تكون منظمته بمثابة حاضنة للطلاب المتطرفين، وقال إن (المنظمة معنية بدراسة حالة الطلاب الوافدين الاجتماعية لتقديم العون لهم في ما يلي السكن والإعاشة وغيرها من الخدمات الاجتماعية)،مشدداً على أن منظمته لا تكفل الطالب الموقوف، لكن الخبير في شؤون الجماعات الدينية الهادي الأمين يرى أن جامعة إفريقيا وأذرعها ستجد نفسها محاطة باستفاهمات عديدة في حال ثبوت انتماء (أوغوشي) لها، منوهًا بأن انتماء الموقوف لجماعة بوكو مقرونًا مع كونه طالبًا بالجامعة العالمية، يؤكد وجود خلايا نائمة وساكنة لبعض الجماعات المتطرفة والتشكيلات المتشددة في الجماعة، منوهًا بأن جماعة بوكو حرام يمكن أن تبعث ــ انطلاقًا من آيدلوجياتها ــ بعض منسوبيها لنهل العلم الشرعي في جامعة إفريقيا العالمية), وعلى نحو يُفسر الوجهة التي مضى إليها (الهادي) فإن عبارة بوكو حرام تعني التعليم الغربي محظور أو حرام، وربما هذا نفسه ما دعا الجماعة التي يقودها أبو بكر شيكاو بوكو حرام، بعدم مقتل مؤسسها (محمد يوسف) إلى اختطاف نحو 267 طالبة من مدرستهن بمدينة شيبوك شرقي نيجيريا، قبل نحو شهر. وهي الحادثة التي أثارت موجة غضب عالمية بعد أن هددت بوكو حرام ببيعهن أو تزويجهن بالإكراه.

صحيفة الصيحة
يوسف الجلال
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. لا ينبغي أن يعكر وجود طالب واحد أو طالبين صفو أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة من مختلف أنحاء إفريقيا يدرسون بهذه الجامعة الإسلامية ولا أن يؤخذ عليها أنها تدرس هؤلاء الطلاب المسلمين أمور دينهم ودراسات علمية أخرى ترفع عنهم الظلم الذي حاق بهم طوال عقود , استولى فيها النصارى الأقلية على مقاليد الحكم في بلدان الأغلبية المسلمة والذين ميزهم الاستعمار الغربي وترك لهم الحكم وتسيير البلاد والأمثلة كثيرة كالسنقال وتنزانيا ونايجيريا وتشاد , فقد ترك الفرنسيون في السنقال القس ليوبولد سنقور ليحكم شعباً 90% منه مسلمون منذ أول الستينات وحتى منتصف الثمانينات حتى شبع وخرف ومات والأمر كذلك في تشاد التي ترك لها فرانسوا تمبلباي وعلى تنزانيا القس جوليوس نايريري الذي قضى على المسلمين وأحدث بهم مجازر لم يشهد لها التاريخ مثيلاً , (وكان منصور خالد يبشرنا بحكم البائد جون قرنق لكن الله له قدر آخر) ولذلك لا يصح أن يقلقنا مثل هذه الأقوال وأقوال الشيوعي عرمان الذي ذهب في وسط إفريقيا قبل فترة ليؤلب الكلاب على هذه الجامعة حتى يستقصدها الأعداء ويدعي أنها مفرخة للقاعدة والتشدد ..وإلخ , كل مسلم عاقل لا يرضى بأفعال بوكو حرام التي نراها في وسائل الإعلام ولا ينبغي نسبة هذه الأفعال إلى الإسلام وكل الأعداء يعرفون أن السودان أبعد ما يكون عن الإرهاب والتشدد ولكنهم يريدون / كما قال حسن مكي / خلق ذريعة لتعكير حياة السودانيين خاصة والمسلمين عامة . والله غالب على أمره ولكــن أكثر الناس لا يعلمون.