سياسية

الجيش السودانى يضع يده على منصة إطلاق صواريخ


منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش السودانى ومتمردى الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال ، بولاية جنوب كردفان ظلت مدينة كادوقلى عاصمة الولاية تحت نيران صواريخ الكاتيوشا التى تنطلق من قواعد للمتمردين حول المدينة.

وعلى مدى نحو ثلاثة اعوام، ظلت تلك القواعد محصنة رغم ضربات الجيش السودانى، وظل سيل الكاتيوشا منهمرا على رؤوس سكان مدينة كادوقلى، ولكن اعلان الجيش السودانى أخيرا تحرير منطقة “دلدكو” شرق مدينة كادوقلى يحمل مؤشرات ودلالات على نجاح ما تسميه الخرطوم “حملة الصيف الساخن”.

ويقول مسئولون سياسيون وعسكريون سودانيون إن “دلدكو” التى تبعد نحو 23 كيلو مترا شرق كادوقلى عاصمة جنوب كردفان، كانت أقرب قاعدة عسكرية للمتمردين والمنصة الرئيسة التى تطلق منها صواريخ الكاتيوشا على العاصمة كادوقلى.

وفى مؤتمر صحفى بمدينة كادوقلى يوم (الثلاثاء)، قال آدم الفكى والى جنوب كردفان ” إن تحرير منطقة دلدكو يجعل مدينة كادوقلى فى مأمن من قصف متمردى الحركة الشعبية ، قطاع الشمال”.

وأبان الفكى أن عمليات الصيف الساخن للقوات المسلحة السودانية تحقق نجاحات كبيرة لحسم التمرد وحصره فى جيوب ضيقة، وقال ” بعد العمليات الاخيرة للجيش فقد تم تأمين نحو 95 بالمائة من المنطقة الشرقية لولاية جنوب كردفان”.

وأضاف ” نحو 95 بالمائة من المنطقة الشرقية خالية تماما من المتمردين الذين باتوا الأن فى جيوب محددة، وهناك تقدم كبير فى المنطقة الغربية، وتم طرد المتمردين فى مناطق كثيرة مثل (ابو زبد، كتلا وابو جبيهة).

وتابع ” نحن نعمل على توسيع الدائرة الأمنية بولاية جنوب كردفان، ونعمل على تحرير المناطق التى يتواجد بها المتمردون، ونسعى لحصر التمرد فى جيوب قليلة ان لم نستطع حسمه نهائيا”.

من جانبه، قال العميد حسن جبر الدار قائد القوات التى حررت منطقة دلدكو، فى تصريحات لفريق صحفى زار المنطقة اليوم ” إن تحرير دلدكو يشكل اهمية استراتيجية كون أن المنطقة كانت قاعدة عسكرية للمتمردين الذين استمروا فى قصف المدنيين داخل كادوقلى”.

وأضاف ” تبعد هذه المنطقة نحو 23 كيلو مترا شرق مدينة كادوقلى، وتقع فى العمق الأمنى للمدينة، كما انها كانت منطقة للامدادات العسكرية لقوات الحركة الشعبية ، لقطاع الشمال”.

وتابع ” نستطيع القول إن مدينة كادوقلى أمنة الآن تماما بعد طرد المتمردين من دلدكو، وفقدانهم لاهم قاعدة عسكرية فى القطاع الشرقى”.

وخلال جولة للفريق الصحفى فى منطقة دلدكو، بدت معالم المعركة الأخيرة ما تزال باقية على الارض، فعشرات السيارات رباعية الدفع المدمرة، واثار الحرائق التى اصابت بعض المبانى تؤشر إلى أن معركة حامية الوطيس دارت فى تلك الاقاصى البعيدة فى خضم مواجهات تسميها الخرطوم بالصيف الساخن.

ويبدو ان الجيش السودانى مصمم على ان يتوج حملته العسكرية بالوصول إلى هدف طالما استعصى منذ اندلاع التمرد فى جنوب كردفان فى يونيو من العام 2011، وهو الدخول إلى مدينة “كاودا” معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وقال العميد حسن جبر الدار قائد القوات التى حررت منطقة دلدكو ” نحن نعتقد ان الطريق إلى معقل المتمردين بات مفتوحا بعد السيطرة على دلدكو وقطع خطوط امداد قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال”.

وتبعد مدينة “كاودا” عن كادوقلى عاصمة ولاية جنوب كردفان نحو 92 كيلو مترا إلى الشرق، وتعد المدينة المعقل الرئيس للحركة الشعبية ، قطاع الشمال ، وهى المنطقة التى شهدت اعلان الجبهة الثورية لاسقاط نظام الخرطوم.

وتضم الجبهة الثورية تحالفا من اربع مجموعات مسلحة هى الحركة الشعبية ، قطاع الشمال ، وثلاث حركات مسلحة من اقليم دارفور المحاذى لكردفان وهى حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وجيش تحرير السودان بزعامة منى اركو مناوى، والعدل والمساواة برئاسة جبريل ابراهيم.

ويبلغ تعداد سكان مدينة كاودا حوالي (50) ألف نسمة، وينحصر نشاطها البشري في حرفتي الزراعة والرعي، والقبيلة الرئيسة فيها هي الطورو، وعناصر من قبائل محلية هيبان، وفي كاودا معهد للعلوم العسكرية يسمى معهد “جبدي” كما تضم قاعدة “لوريري” العسكرية وهي القيادة العسكرية للحركة الشعبية، وتشكل كاودا رمزية لقوات الجيش الشعبي لوجود قبر قائدها المتمرد يوسف كوة الذي توفى في العام 2001.

وتخوض الحركة الشعبية قطاع الشمال منذ العام 2011 مواجهات مسلحة ضد الجيش السوداني في منطقتي “جنوب كردفان” و “النيل الأزرق”، وهما منطقتان على الحدود مع دولة جنوب السودان.

وتضم ولاية جنوب كردفان معظم الاحتياطي النفطي في السودان، كما انها تضم مناطق نفوذ تاريخية للحركة الشعبية، وتتواجد بها مجموعات مسلحة كانت إحدى اذرع الجيش الشعبى طوال القتال بين شمال وجنوب السودان والذى انتهى باتفاق السلام الشامل عام 2005، وأدى فى نهاية المطاف إلى انفصال جنوب السودان رسميا فى العام 2011.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن في وقت سابق أن العام 2014 سيكون موعدا لنهاية كل الصراعات والنزاعات المسلحة في كافة مناطق السودان.

وأعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، فى نوفمبر من العام الماضى، عن بدء أكبر حملة عسكرية لإنهاء التمرد المسلح في إقليم “دارفور” غربي السودان ومنطقتي “النيل الأزرق” و “جنوب كردفان” على الحدود مع جنوب السودان.

كادوقلى، جنوب كردفان 20 مايو 2014 (شينخوا)