حوارات ولقاءات

د. الحبر المراقب العام للأخوان المسلمين : نصحت عصام البشير بالإنضمام للوطني والاخوان سيخوضوا الانتخابات القادمة

[ALIGN=JUSTIFY]عاد الدكتور الحبر يوسف نور الدائم مجدداً لموقع المراقب العام للأخوان المسلمين بالسودان خليفةً للشيخ صادق عبد الله عبد الماجد بعد أن اختارته الجماعة مرة أخرى لتولي هذا الموقع.. وبالإضافة إلى أنه يعتبر الرجل الأول في الجماعة فإنه يمثلها بالمجلس الوطني (البرلمان) مع اثنين آخرين ويتولى رئاسة لجنة التربية والتعليم به. وقد عرف عنه تبحره في اللغة العربية وكان صاحب علاقة وطيدة بالراحل البروفيسور عبد الله الطيب، وبين طيات هذا الحوار تعلو لغة الأدب والاستشهاد بالشعر والنصوص.. وقد عرفت من خلال هذا الحوار أن الدكتور الحبر من أنصار الزوجة الواحدة كما أنه مخلص جداً لأم أولاده ويقول فيها شعراً.. معاً نتابع تفاصيل هذا الحوار:-

حاوره: زين العابدين العجب .. تصوير: سفيان البشرى

* دكتور، ما هي حقيقة نصحك للدكتور عصام أحمد البشير بالانضمام للمؤتمر الوطني بعد أن كان أحد قادة الإخوان المسلمين الفاعلين؟

– أنا الذي نصحته بأنه صاحب إمكانات وقدرات خطابية وبيانية ولذلك يجب أن ينضم للمؤتمر الوطني.

* هل قلت له هذا الكلام ونصحته بالانضمام للمؤتمر الوطني؟

– قلت له ذلك بعد أن (فارقنا).. حيث قلت له إن أقرب الناس إلينا إخواننا في المؤتمر الوطني لأننا في الأصل كنا جماعة واحدة، ولذلك من الأفضل أن تنضم لهم وفعلاً ذهب و (ختوه) في المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.

* إذاً هو عمل بنصيحتك والتي قلتها له بعد أن غادر جماعة الإخوان المسلمين؟

– نصيحتي تلت خروجه من جماعتنا ولو كان باقياً بالجماعة لما قلت له اذهب للمؤتمر الوطني.

* إذاً بمغادرة دكتور عصام الجماعة فقدت وزير الإرشاد والأوقاف؟

– الآن نحن لنا وزير دولة بوزارة الشؤون الاجتماعية وهو سامي عبد الدائم، ولدينا معتمد في الفاشر وهو الأخ علي تنقو ولدينا وزير ثقافة بولاية البحر الأحمر وهو الأخ أبوبكر الدرديري، ولدينا معتمد في القضارف هو الأخ سيف ولدينا تمثيل رمزي في المجلس الوطني بثلاثة أشخاص، هم شخصي كرئيس للجنة التربية والتعليم بالمجلس والأخ علي جاويش ودكتور عصام يوسف بدري، وكذلك لدينا عدد من الأعضاء بالمجالس التشريعية.

* البعض يرى أن مشاركتكم ديكورية ولا تأثير لها؟

– طبعاً هذا الحديث يقال دائماً عن كل الأحزاب التي تشارك في الحكومة الآن ويقال إنما الحكومة بجناحيها، ويعنون المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وأحياناً الحركة الشعبية نفسها يقال عنها أنها (تِرلَّة) ويقولون إن المؤتمر الوطني هو الذي يصرف الأمور، وفي ظل وضع كهذا يكون مجال تحركك محدوداً وغير واسع وكل من شارك في هذه الحكومة يعلم ذلك، ولكنك تستطيع أن تبين مواقفك السياسية بوضوح وتستطيع أن تقدم النصح وكل ما تستطيع أن تفعله يمكن أن تقوم به، ولكن وصف المشاركة بالديكورية وأنه لا تأثير لها فيه إجحاف كبير.

* هل أنتم راضون عن مشاركتكم في الحكومة؟

– أنا أظن أن المشاركة لها إيجابيات أكثر من عدمها وهذه مسألة خاضعة للتقدير..

وكذلك فإن المعارضة المستمرة خاصة في دول العالم الثالث غير صحيحة والسياسة لا تعرف أن تقف موقفاً ثابتاً لا تفارقه، ولكن فيها الأخذ والرد وبهذا من الممكن على ضوء ذلك أن تحدد مواقفك، ونحن نسعى إلى تحقيق شيء من الإيجابيات وتقديم النصح.

* يا دكتور تتحدث عن تقديم النصح للحكومة.. هل تحدثتم عن نسب الفساد العالية التي ظهرت في تقرير المراجع وأنتم كشركاء في الحكومة تتحملون جزءاً من المسؤولية؟

– يجب أن يتحدث الناس بشيء من الإنصاف ولكن الحديث الآن عن الفساد ليس فيه إنصاف وكأن الفساد يحيط بالبلاد من كل جانب.

* هل حديثك هذا يعني أنه لا يوجد فساد؟

– نعم هناك شيء من الفساد موجود وهناك بعض الاختلاسات للأموال ولكن الحديث عن الفساد بهذه الصورة فيه تثبيط للهمم، ويعطي انطباعاً بأنه لا وسيلة لتحقيق الطهر والعفاف وإذا رأيت الرجل يقول هلك الناس فاعلم أنه أول الهالكين.

ولذلك الفساد ليس بهذه الصورة التشاؤمية القاتمة.

نعم هناك جوانب سالبة يجب معالجتها وما يقوم به أخونا عباس في ملاحقة الشركات جانب مشرق، وكذلك عندما تقول الحكومة إنها عندما بدأت كانت هناك أخطاء فادحة جداً سواء كانت سياسية أو اقتصادية، وتقول إنها الآن تود التراجع عن هذه الأخطاء وأن يكون هناك نوع من المحاسبة ورفع الظلم عن الناس، وفي النهاية إذا وصل الناس إلى مرحلة الانتخابات فسوف يتخلصون من كل ذلك.. والآن كلٌّ ينادي على ليلاه وليلى لا تقر لهم بذاك، والجميع يزعم أنه صاحب أغلبية ولكن المحك الحقيقي هو صناديق الاقتراع.

* أنت عضو بالبرلمان فما هي دفوعاتك بشأن اتهام البعض للبرلمان بالعجز حتى عن إلزام كثير من الشركات بتقديم تقاريرها المالية السنوية؟

– البرلمان ما زال يسعى في هذا السبيل.

* ولكنه حتى الآن فشل في إجبارها على تقديم تقاريرها؟

– الآن هناك جهد مبذول من قبل البرلمان في سبيل الحد من هذه الظاهرة.

* كأنك تبرئ البرلمان من كل تقصير؟

– أنا لا أدفع كل ضروب التقصير عن البرلمان ويمكن أن يكون هناك تقصير من قبل البرلمان، ولكن يجب أن لا نبخس الناس أشياءهم.

* هل هناك تقصير أم لا؟

– هناك تقصير ولكن هناك سعي لمعالجة أي قصور ولكنك إذا كنت تشعر بأن هناك تقصير فإن هذه مرحلة انتقالية وبعدها يمكن أن يختار الناس من يقوم لهم بالواجب.

* هل تعترف أن هناك تقصيراً؟

– ليس هناك إنسان كامل وليس هناك جهة يمكن أن نقول إنها 100% مؤكد أن هناك تقصيراً ولكن يجب على الناس أن يسددوا ويقاربوا ويحكموا بين الناس بالعدل ويحكموا بموضوعية، وتكون هناك إحصاءات ولا ندفع باتجاه المزيد من اليأس وأنا أرى أن ذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث، وكأنها دعوة لأن ينفض الإنسان يده من كل شيء ويقول إنه ليس هناك فائدة في شيء.

* هل أنتم كأخوان مسلمين جاهزون للانتخابات؟

– نحن في اجتماع لأحد أجهزتنا قررنا بصفة قاطعة أن ندخل الانتخابات وهذا الأمر قد حُسم بأن نشارك في الانتخابات إذا قامت، ولكن ما بعد ذلك نحن الآن نتحرك باتجاه الولايات ونعمل وفقاً لإمكاناتنا ونأمل أن نستطيع أن نقدم بعض الرموز.

* الكثيرون يرون أنكم عجزتم عن استقطاب الجماهير كأخوان مسلمين؟

– قد يكون هذا الحديث في محله ولكننا نسعى أن تكون جماعة الأخوان المسلمين في الوقت الحالي جماعة متميزة بأفرادها وسلوكهم وبطرحها لأفكارها وببرنامجها، وأن تعطي صورة مصغرة للمجتمع المسلم الراشد وإذا استطعنا أن نحقق هذا فذلك مكسب كبير بالنسبة لنا، ونحن نبذل جهداً في ذلك ما استطعنا إليه سبيلاً.

* هل هذا هو طموحكم؟

– فعلاً الانتشار بالصورة التي نريدها والطموح الذي نتوق إليه غير موجود وهذا صحيح ونعترف بهذا.

* هل تعترفون بأنكم حزب ضعيف جماهيرياً؟

– نعم نعترف ولكننا نسعى ولكن القوي لن يكون قوياً إلى أبد الدهر ولا الضعيف أبد الدهر.

* هل هذا هو خلل في البرنامج أم هو عجز في تنظيمكم؟

– أرى أن التفكير الصفوي للأخوان المسلمين هو الذي حال دونهم والانتشار الواسع وسط الجماهير، ومن ضمن ذلك شروط العضوية حيث أن الأخوان لا يقبلون أي شخص وأن هناك شروطاً يجب توافرها في الإنسان لينضم لصفوف الأخوان المسلمين.

* ما هي طبيعة هذه الشروط.. هل هي قاسية؟

– نعم فيها شيء من الشدة.

* هل تناقشون هذه المواضيع داخل أطركم التنظيمية؟

– نعم.. وأنا أرى أنه يجب كذلك الاهتمام بالمتعاطفين وليس بالضرورة أن ينتظم معك عضوا فاعلاً بالجماعة، ولكن يمكن أن تحيده لكي ينظر للجماعة بنظرة إيجابية ويتعاطف معها.[/ALIGN]