منوعات
الذكرى الثانية لـ (نادر خضر ) .. في العيون شلناهو ريدك واصلو ريدك ما تبدل
تقرير: مصعب عبد الله
(1)
قبل عامين من الآن، فاضتْ روح نادر خضر، بطريقة فيها الدراماتيكية، والمأساوية، إثر حادث حركةٍ أسيف، بطريق التحدي، بالقرب من مدينة شندي، حيث أقام حفلاً لصالح طلاب جامعة وادي النيل بمدينة عطبرة. لم يكن يدرك وقتها بأن هذا آخر حفل له، بعطبرة، وبعيداً عن مدينته أمدرمان، التي ترعرع فيها، بحي بانت بالتحديد.
طريقة غنائه هي ما جذبت إليه الإعجاب من الإثيوبيين، الذين كانوا يحتفون به كاحتفائهم بأعيادهم وزعمائهم، حينما يتغنى لهم تحسب بأن علاقة دم تربطه بهم، ولكنها علاقة (حسْ فني)، تسرّب عبر إحساسه بهم وعبر الأغنيات التي يؤديها بطابعهم الإثيوبي فكانت الأغنية تدخل عبر مساماتهم، وتستقرُ بكل هدوء لذلك يتذوقها الاثيوبيون، ويفرحون بها، وتظلُّ باقيةً طوال حياتهم. ولذلك يكنون كل الحب والخير والجمال للمغني نادر خضر، فعلاقة الفن فقط هي التي ربطته بذلك الشعب، كما أن نادر إنسان بسيط يحترم عمله، عُرف في وقتٍ ما، وفي زمان ما أنّ الفن رسالة يجب أن تؤدى علي الوجه الأكمل، فكان أنيقاً في كل شيء، من ملابسه، وحتى في طريقة أدائه للأغنيات.
(2)
بدأ نادر الغناء قبل ظهوره رسمياً، لكنه احترف الغناء في أكتوبر في العام 1994م، وكان من قلائل الفنانين الذين يهبون للفن حياتهم. كان مؤمناً بأن الفن رسالة سامية على الشخص أنْ يُجاهد أو يختار لكي يصل إليها ويُحقّقها. تعامل بحبٍ مع من يعرفه، ومن لا يعرفه. ويعرف عنه المقربون منه أنّه يختار أغنياته بعنايةٍ تامةٍ بحسب طبقة صوته وتنغيماته، التي يُحدثها عند بداية كل أغنية. وهب نفسه أنْ يُتقن الفن، ولأجله ترك دراسة الاقتصاد، عندما وصل إلى الاختيار بين الفن والدراسة، اختار الأول.
لقب الفنان المرحوم نادر بـ (حبيبو)، وهو اللقب الذي كان قريباً جداً مع جمهوره، ويُناديه به جمهوره. أسلوبه الخاص كان ظاهراً حتى في التغني بأغنيات الغير، ويظهر ذلك في أغنية (كلمة) للفنان الكبير صلاح بن البادية، بالدرجة التي أطرب فيها الجميع وتمنى البعض أنْ يتغنى نادر بهذه الأغنية مستقبلاً.
يختار نادر الأغنية بعناية ويصبغ عليها طابعه، فتخرج إلى الملأ كأنما فصّلها الشاعر عليه، ويكملها التطريب بطوافه بصوته، وتجوله في طبقات صوته المتعددة، والتي تتفاوت بين الغليظ والحاد والمتوسط. وهو ما يساعد على إخراج الأغنية على الطريقة «النادرية»!
(3)
تاج السر حسين، أحد أصدقاء نادر المقربين، يحكي عن صديقه الراحل نادر بقوله: نادر من نوعية الناس الذين يحبون الحياة ويعيشونها على طريقة المتصوفة ومعارفهم العميقة وكلماتهم الصادقة، نهل من أصالة أهل أم درمان وكان يجتمع دائما مع رفاقة من خريجي جامعات الهند في مكان محدد حيث لمع نجمه الفني في تلك الدولة وجاء السودان فنانا كبيرا من الخارج له لونيته الخاصة وبصمته المميزة التي لا يشبه فيها فنانا آخر من فناني السودان لكنها تقترب من أسلوب الأداء الاثيوبي المحبب لنا جميعا.
ويواصل تاج السر، بأنّه يذكر أن نادر كان يغني ذات مرة في حفل عام في أبوظبي في محطة بصات ابوظبي وبالتحديد في صالة سياحية بعد دقائق علم نادر بوجود شخصية صومالية برفقة السودانيين فذهب وتعرف اليه وذكر له أنه سيتغني اغنية باللغة الصومالية تقديرا له وفعلا قدمها بأداء جميل.
الكثير من الاشخاص يظنون أن الفنان المرحوم نادر تربطه علاقة صلة بإثيوبيا من دم ورحم ولكن هذا الكلام غير حقيقي، كانت حياته كاسمه نادرة وهو نادر في كل شيء يتمتع بصفات جميلة فحينما تقابله يشعرك بانك النجم المعروف وهو الإنسان العادي البسيط.
(4)
يقول المرحوم الفنان نادر في حوار له سابق، عقب عودته من الهند، إن عودته لوطنه هي بمثابة نقطة التحول في احترافه الغناء، والتنازل عن فكرة السفر إلى أمريكا، حيث كانت الفكرة مسيطرة عليه. ويضيف أنّ زملاءه وأصدقاءه أقنعوه بفكرة احتراف الغناء. وهو ما واصل فيه من بعد، منذ تلك اللحظة وإلى ساعة رحيله. قبل عامين. وهو في طريق عودته من حفل لطلاب جامعة وادي النيل.
له الرحمة الواسعة، والمغفرة الكاملة.
صحيفة حكايات
ع.ش
[SIZE=5]ليه ابرار ما ترد والبنات يبقوا صيع لمن بلد كل راس شهر احتفال ولمة صعاليك بالله عليكم دا ما قمة الانحطاط العلماء الاخيار الذين قدموا لهذا الوطن ولا سيرة لهم نادر خضر محمود الناس ديل ربنا مخير معاهم وارحموهم [/SIZE]