رأي ومقالات

جمال علي حسن : التغيير الثوري.. يجب أن يكون محسوباً

[JUSTIFY]بديل الإنقاذ في حالة سقوطها ليس هو بديل الإنقاذ في حالة الانتقال السلس من شموليتها إلى التعددية المنشودة.
هذه حقيقة واقعية قاطعة لا يجب أن يتناسها الناس.. وهذا في اعتقادي هو التخليص المختصر وغير المخل الذي يرسم قاسماً مشتركاً للمشاعر السياسية المتقاطعة في الساحة السياسية الوطنية في البلاد.

الإصرار على التمسك بما طرحته الحكومة للحوار.. حتى ولو جاء واقع ما بعد المبادرة مليئاً بالعيوب والارتدادات والمناقص عند الوهلة الأولي للانطلاق، لكن الحقيقة التي لم تقدم لا ندوة الرابطة الأولي ولا ندوة الرابطة الثانية قراءة شفافة وموضوعية حولها، هذه الحقيقة تقول إن سقوط نظام الإنقاذ بواسطة الفعل الثوري يعني إخلاء مقعد الحكم لحملة السلاح.

ثم تقول الحقيقة الواقعية إن جلوس حملة السلاح في مقعد السلطة يعني وبالتأكيد إبطال وإحباط كل أحلام وشعارات الساحة السياسية المعارضة، بل أحلام الوطن بالتغيير والتحول الديمقراطي.

قد تتحقق الثورة التي عقد الحزب الشيوعي ندوة الرابطة 2 للشماتة في من استجابو لدعوة الحوار البديل لها .. قد تتحقق تلك الثورة لكنها وبالتأكيد لن تنجح في أكثر من إزاحة النظام الحاكم من مقعد الحكم .. فلا قدرة للقوى السياسية بواقعها الراهن على السيطرة على الأوضاع في البلاد في حالة نجاح مشروع إسقاط النظام وسيكتشفون مبكراً جداً أن (الحوار الأعرج) أفضل من (الثورة الحمقاء) .. حوار منقوص يناضلون لإكمال نواقصه عبر الضغط السياسي المعارض والتقويم والتصحيح والجرح والتعديل أفضل للبلاد ألف مرة من ثورة (بنط) بعدها عنصري أو جهوى حاقد يظن أنه الأحق بكل ما في الطبق الجديد بحكم أنه كما يسمي نفسه (المناضل) الذي واجه المخاطر والموت، في الوقت الذي كان أقصي ما يتحمله ساسة القوى المعارضة .. (بمبان) أو اعتقال تحفظي أو محاكمات.
لماذا لا يقدم تحالف القوى المعارضة ندوة سياسية جديدة في (ميدان الرابطة شمبات) يقوم من خلالها بتقديم إجابات حول تساؤلات موضوعية عن قدرة هذا التحالف الضعيف على الحفاظ على مكتسبات الثورة التي ينادي بها؟..

وهل هناك ضمانات بيد فاروق أبوعيسى وضياء الدين ومختار الخطيب وإبراهيم الشيخ تجعلهم يجزمون بان بديل الإنقاذ سيكون عبارة عن نظام ديمقراطي؟.. هل لدي هؤلاء القدرة على تأكيد ذلك أم سيتركون بلادنا في خلاء الفوضى والتصفيات العنصرية ويتركونها سائبة هاملة بيد فاقد تربوي وأخلاقي من منسوبي العصابات الجهوية المسلحة؟.

قلنا أمس إن هناك من يعملون من داخل النظام على منع طائرة الحوار من مغادرة مهبط الإنقاذ القديمة، لكننا يجب ان نقول اليوم إن قيادات تحالف أبو عيسي تعبث بالنار ولا تمتلك الخيال اللازم لحماية نفسها وحماية البلاد من شرور أكيدة تحدق بالجميع في حالة نجاح مشروع اقتلاع نظام الإنقاذ عبر فعل ثوري.

الثورات يجب أن تكون مشروعات علمية محسوبة ولا يكفي أن يتم الاندفاع نحوها بحالة غضب وسخط وضيق فقط.
الثورات علم وفن وثقافة، تزاوج بين الطاقة العاطفية والطاقة الموضوعية للثورة في فعل واحد، ولو لم تكن ضماناتها متوفرة فالانتقال الآمن حين يتوفر ولو بنسبة 50 بالمائة قابلة للزيادة وتطوير الحالة السياسية الموجودة لهم الخيار الأصلح والآمن للبلاد.
هذا أو ضمانات أكيدة وصادقة من دعاة إسقاط واقتلاع النظام وهم لا يمتلكونها بالتأكيد.

صحيفة اليوم التالي
ع.ش[/JUSTIFY]