حوارات ولقاءات

سفيان :عام كامل أعيش بالسفارة الكندية بالخرطوم في «دورة مياه»..!

[ALIGN=CENTER]45200950206AM99[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]-1- كان الامر مثيراً لانتباه الجميع عندما تناقلت وكالات الانباء العالمية في الرابع من أغسطس العام قبل الماضي ، خبراً بطله اسم سوداني يلامس ويشابه اسماء أسر سودانية عديدة ( ابو سفيان السليمانابي عبد الرازق)..تلفتت الصحف السودانية تبحث عن معلومات عن هذا الاسم المفاجئ..الذي تخشى أمريكا على أمنها القومي من تحركاته فتستبقه بالعقاب..واسم السليمانابي يدخل بسهولة ويسر مريب لمباني مجلس الامن ليصدر في حقه.-من جهة ما- أغرب عقاب وهو المنع من السفر جواً أو بحراً..دون ان يكون الرجل ضمن قائمة اتهام أو مطلوب في قضية ما..ذلك ليس مهماً في حسابات أمريكا بوش وقتها ولا في تقديرات مجلس الامن،فالعقاب يمكن ان يقوم على ظلال الشبهات،والحروب يمكن ان تشعلها الظنون ولا تطفئها الحقائق..!
-2-
* وقتها قالت وكالات الانباء والصحف العالمية:( إن الأمم المتحدة أضافت اسم مواطن سوداني يحمل الجنسية الكندية إلى قائمة الجماعات والأشخاص الذين يتعين تجميد أرصدتهم بسبب الاشتباه بصلتهم بأسامة بن لادن وتنظيم (القاعدة). وقالت محطة التلفزة الأمريكية «سي.بي.سي» إن أبا سفيان السليمانابي عبد الرازق ، أضيف الى قائمة حظر المشبوهين الدولية، بسبب علاقاته بــ (أبو زبيدة) مسؤول عمليات (القاعدة) المعتقل حالياً لدى الأمريكيين. وجاء قرار الأمم المتحدة، عقب طلب تقدمت به وزارتا الخارجية والخزانة الامريكيتان الى الهيئة الدولية، باعتباره خطرا على الأمن القومي. واعتبرت السلطات الأمريكية عبد الرازق داعما للإرهاب، وزعمت انه قدم دعما لوجستياً لـ (القاعدة)، وكان من المقربين من القيادي الأصولي الجزائري أحمد رسام. الذي اعتقل، وبحوزته كميات من المتفجرات اثناء عبوره الحدود الكندية الى داخل الأراضي الأمريكية في العام 1999م، وأدانت محكمة في مدينة سياتل بولاية واشنطن في العام الماضي رساماً بالسجن (22) عاما بسبب تورطه في تهمة التخطيط لاعتداء في مطار لوس أنجلس، خلال احتفالات الألفية لعام 2000)..!
-3-
المخابرات السودانية القت القبض على أبي سفيان لعدة أشهر في زيارته الاخيرة للسودان و أخضعته لتحقيقات مكثفة ..
تلك المعتقلات التي شهدت احتجاج السليمانابي على احتجازه بالاضراب عن الطعام..الى ان اطلق سراحه،ليبحث عن طرق للعودة لابنائه بمونتريال بكندا فلا يجد لذلك سبيلاً.
فكل الخطوط البحرية والجوية ترفض ان يكون (السليمانابي) ضمن ركابها ..ودون ان تجهد نفسها في صياغة أسباب لذلك المنع..فالرجل ليس مطلوباً لدى أية جهة،كل ما هنالك أن امريكا ترتابه،ومجلس الامن يقدر قلق أمريكا ويبني عليه قراراته،وكندا التي تقول أوراقها الرسمية ان أبا سفيان مواطن لديها له كل الحقوق هو واسرته،تتخذ من أزمة الرجل موقفاً مراوغاً يفتقد للصدقية ..لذا تجد ان أفضل المخارج ان تضع كل الحبال بأيدي الآخرين، وتكتفي بابتسامة دبلوماسية ماكرة ،وهي تقول لأبي بوسفيان (لا مانع من دخولك الاراضي الكندية..كما ليس في يدنا أدلة تدينك كذلك لا نستطيع أن نلزم خطوط الطيران بأن تكون من ضمن ركابها)..!
-4-
كانت تلك التفاصيل لدينا عندما زارني عبد الرازق قبل أشهر بالصحيفة وأجريت معه هذا الحوار ..الآن قضية الرجل أصبحت القضية الأولى بكندا..فقبل أيام اتهم نواب في البرلمان الكندي حكومة رئيس الوزراء الكندي استيفن هابر بالاهمال في واجبها باعادة المواطن السوداني الاصل الكندي الجنسية ابو سفيان عبد الرازق من السودان الى موطنه بكندا.
وقال ايرن كوتلر من الحزب الليبرالي في مؤتمر صحفي ضم آخرين من بينهم باول دوير الذي مثّل المواطن الكندي الجنسية ماهر عرر الذي تعرض لوضع مماثل في سوريا وحصل بعد ذلك على تعويض بلغ (عشرة ملايين) دولار واعتذار علني من رئيس الوزراء الكندي استيفن هاربر.
وقالت صحيفة (غلوب آند ميل) الكندية انه وبالرغم من ان جهاز المخابرات الكندي برأ عبد الرازق من تهمة الارهاب الا انه لا يزال محجوزا بالخرطوم لان حكومة هاربر رفضت منحه وثائق سفر كندية تمكنة من العودة الى كندا.
-5-
وقال لورانس كانون وزير الخارجية الكندي ان على عبد الرازق شطب اسمه من القائمة السوداء للامم المتحدة والتي تضم المشتبهين بالارهاب قبل منحة وثيقة سفر كندية.
وفي مؤتمر صحفي في لاهاي رفض وزير الخارجية الكندي ذكر الاسباب التي دفعت حكومته بعدم السماح لعبد الرازق بالعودة.
ويعيش عبد الرازق في السفارة الكندية بالخرطوم منذ ما يقارب العام..وفي اتصال هاتفي معه أمس الاول قال لي عبد الرازق انه كان في انتظار تأشيرة سفره لكندا يوم الخميس حسب الوعود التي قدمت اليه لكن ذلك لم يحدث..وقال انه يقيم بالسفارة الكندية بالخرطوم في غرفة هي أشبه بدورة المياه أو هي كذلك تماماً.
-6-

(الرأي العام) كانت قد التقت بالسليمانابي على غير صدفة وبغير ميعاد وكان كل ما يحلم به الذهاب الى ابنائه بكندا،والاستقرار هنالك رغم توقعه ان يتبع ذلك- اذا حدث- كثير من الصعاب والمعاناة..بعد تحذيرات الامريكان وقرارات مجلس الأمن ..!
والسليمانابي الذي التقيت به في ذلك الوقت رجل يبدو عليه الهدوء..وان كان كثيراً ما يغشاه القلق والتوتر وهو يروي تفاصيل قصته،فتسقط نظارته من يده،فيسارع برفعها بحركة سريعة كأنه يخشى من ثواني الالتقاط ان تنسيه بعض التفاصيل.. الرجل الذي قالت أمريكا انها قامت بتجميد أرصدته ،بدا لي وانا ألتقي به للمرة الاولى،ان مشاغل كثيرة تلهيه عن الاهتمام بملابسه..بدأت بالاستماع للرجل..دون أن أقطع في أمره برأي ان كان من القاعدة أو ان الصدف السيئة وحدها هي التي قدرت ان تلقي به تحت رحمة الهواجس الامريكية واذعان مجلس الأمن ..؟!
تبدأ الحكاية ..وينطلق السؤال..
—————————————————————————————
بدأ في تعريف نفسه:
(أنا ابو سفيان السليمانابي عبد الرازق، كندى الجنسية سوداني الأصل).
– دراستي محدودة. درست الابتدائية بالباوقة جنوب، التحقت بعطبرة الصناعية ، بعد الثانوي لم أوفق في الالتحاق بالجامعة.
– اشتغلت فترة بسيطة في سكر كنانة، ذهبت الى الخرطوم وبعدها سافرت الى الخارج في العام 1989م.
– في ذات العام هاجرت إلى كندا وتزوجت من كندية، ولدى اطفال هناك بنتان وولد، عدت الى السودان في العام 2003م.
– تم اعتقالي من قبل سلطات الامن السودانية في العام 2003م وتم تحويلي الى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة. والتي قامت باطلاق سراحي.
(……)
-وبعدها قررت السفر إلى كندا على متن الخطوط الجوية الالمانية (لوفتهانزا).
– وفي ذات يوم الرحلة تم ابلاغي من قبل السفارة الكندية بعدم استطاعتي السفر لوجود اسمي ضمن قائمة المحظورين من السفر. ومن الفترة ديك قعدت هنا في السودان).
– والدي متوفي، الوالدة موجودة، الاخوة بعضهم بالخرطوم والبقية في الباوقة .
– (ابنتي الكبرى عمرها (13) سنة، والثانية عمرها (4) سنوات، وولدي عمره خمسة أعوام ونصف العام).
*قلت له:هل حاولت العودة إلى كندا بعد ذلك؟
-نعم.. مع الخارجية الكندية حاولنا عبر عدد من خطوط الطيران بخلاف (اللوفتهانزا)، ولكن الخارجية أخبرتني ان تعميماً صادر يحظر سفري على جميع خطوط الطيران، وكذلك الحال أيضاً عبر البحر.
(……)
– رغم ما قيل انا ليست لدى وثائق رسمية تثبت حظري من السفر، رغماً عن مطالبتي للعديد من الجهات بهذه الوثائق وليس لدى مكتوب يحدد الجهة التى منعتني من السفر والسبب في ذلك.
– هل تصدق أستاذ ضياء أنني عرضت عليهم سفري وانا مقيد بالجنازير كضمان لهم ورغم ذلك لم يسمحوا لي بالسفر .
قلت: ما هي الحيثيات التى يستندون اليها في قرار منعك من السفر؟
– لم يعطني أي شخص حتى الآن أية أجابة قاطعة لمنعي من السفر. الجميع يؤكدون وجود قرار المنع ولكن لا احد يخبرني عن مصدرذلك القرار!!
هل قمت بتحريك أي اجراءات قانونية؟
– لم أتخذ أي اجراء قانوني. لأن خبرتي ضعيفة بهذه النواحي.
*قلت: ما الذى دفعك للسفر إلى كندا؟
– للدراسة والعمل.
ــ كيف سافرت إلى كندا؟
– سافرت من هنا إلى العراق ومن هناك إلى اليونان ومنها إلى المانيا الغربية ومن هنالك إلى كندا.
هل لديك التزام سياسي أو حركي؟
– لا أنتمي إلى أية جهة.
– تحدثت التقارير الاستخباراتية والاعلامية عن علاقتك بالقاعدة، ما هي طبيعة هذه العلاقة؟
– هذه العلاقة أنا انفيها جملةً وتفصيلاً، وليس لها أي وجود. أنا شخصياً لم أقابل اسامة بن لادن ولم أقدم له البيعة ولم ألتزم له بالولاء.
– يبدو أن لديك خلفية عن كيفية الانضمام للقاعدة فقد تحدثت عن الولاء والمبايعة الخ..؟
– لا.. دى على حسب فهمي الديني. أعرف أن الشخص الذى يود الانضمام لتنظيم ديني عليه تقديم البيعة وغيرها والقاعدة بطبيعة الحال تنظيم ديني.
– هل لديك علاقة بأبي زبيدة؟
-. أنا لا أعرف أبا زبيدة هذا ولم اقابله اطلاقاً… وهذه مجرد افتراءات مخابراتية.
بعض الصحف الامريكية تحدثت عن علاقة لك -بمسجد بمونتريال- الذي يرتاده بعض رموز القاعدة؟
– المسجد يرتاده أي زول..فهو مفتوح للمسلمين كلهم. لا يوجد مسجد لديه عضوية محددة (قاعدة، تحرير، اخوان، ألخ..) المسجد به كل الاطياف.
ـــ ما هي طبيعة علاقتك بأبي رسام الجزائري ..الذى اتهم بالتخطيط لتفجير مطار لوس انجلوس؟
– علاقتي مع أحمد رسام علاقة شخصية ليس إلاّ.
– هل قام أبو رسام بأية محاولة استقطاب لك للانضمام للقاعدة؟
– لا أبداً.. أنا زول مسئول في كامل وعيي وكامل قدرتي على اختيار الاشياء.
– تبدو سلفياً؟
– أنا ما عندي طائفة معينة. انا أتبع الدين الصحيح.
– كيف تفهم الدين الصحيح؟ وعلى أى مذهب؟
– على فهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم). اتبع هذا الفهم اينما وجدته سواء من السلف أو الاخوان او الصوفية يمكنني الاخذ من أي مصدر.
– لماذا اختاروا أبا زبيدة تحديداً دوناً عن قيادات القاعدة وذكروا ان لك علاقة به؟!
– أقول لك صادقاً ..لا أدري.
– لماذا اختارتك المخابرات دون غيرك من السودانيين الآخرين؟
– أنا من الذين يعملون في مجال المعالجة بالقرآن الكريم بكندا حتى لغير المسلمين. فهناك الكثير من الناس يترددون على في البيت من أجل العلاج. فربما يكون من بينهم أناس من القاعدة.. أو أي تنظيمات أخرى.
– يواصل حديثه:( بعدين مونتريال ما فيها سودانيين لأنها من المقاطعات التي تتحدث الفرنسية بينما ينتشر السودانيون في المقاطعات التى تتحدث الانجليزية). ومعظم المحيط الاجتماعي عندنا من دول المغرب العربي.
– هل هذا بعض ما جلب لك الاشتباه؟
– ربما ان الاشتباه جاء من هنا..هذا صحيح.
– اذا كان ذلك صحيحاً لماذا الاجراءات لحقت بك ولم تلحق بزوارك ؟
– (في المسجد الذى اصلي به في ناس لهم علاقة بالقاعدة زي احمد رسام الذى كان جارى بالمنزل.. وهؤلاء اما مقبوض عليهم أو مطاردون).
– ما هي طبيعة علاقتك الشخصية باحمد رسام؟
– (نعم هو صديقي وساكن جاري طوالي، وبصلي معاي في نفس المسجد).
*قيل إن هنالك معلومات تؤكد أنك الرجل الاول في خلية القاعدة بمونتريال؟
– أنا ما عارف. ربما احد الاشخاص حاول بطريقة ما التخلص مني بادعائه ذلك.
– هل لديك اعداء يمكن ان يفبركوا مثل هذا الاتهام؟
– أنا ليست لدى شخصية محددة أشتبه فيها. لكن المخابرات الكندية كانت تزورني في مرات كثيرة.
– ما هي طبيعة هذه الزيارات؟
– كانوا يسألونني عن اشخاص و مدى معرفتي بهم. وأنا حقيقة سافرت لكثير من المناطق.
– هل سافرت لافغانستان؟
– أنا ما سافرت لافغانستان، لكن سافرت لباكستان لدراسة علم الحديث في العام 1997م.
– هذه الرحلة تقرب لك الاتهام بالانتماء للقاعدة؟
– ربما..أسهمت في ذلك.
– هل درست في المدارس الباكستانية المعروفة بالتشدد؟
– لم ادرس اصلاً.. فالشيخ الذى ذهبت لتلقي التعليم على يديه لم يكن موجوداً.. مكثت فترة بسيطة وبعدها رجعت الى كندا.
ü هل التقيت برموز القاعدة أو طالبان هناك؟
(…….)
نواصل
صحيفة الراي العام[/ALIGN]

تعليق واحد