قير تور
الصيادون هذه الأيام..(1-2)
المهم إليكم القصة الأولى: الأستاذ يتحدث في الحصة عن الجوع(Hungriness) والمرض الذين يعانيهما الأطفال في العالم الثالث، والأستاذ هذا لم يكن يشرح باللغة التي تقرأ بها كلماتي الآن فهو موجود في إحدى دول العالم الأول.
والتلاميذ يرفعون الأيادي جميعاً يريدون سؤال المعلم الذي تحير لماذا كلهم يريدون الإحتجاج بهذا الشكل وقبل أن يفوق سمع من التلاميذ(ما معنى الجوع يا استاذ؟).
والأستاذ يحاول جاهداً توصيل معنى الجوع للتلاميذ لكنه فشل فشلاً ذريعاً في مسعاه ذلك اليوم.. لكنه لم يياس فقد لجأ لمديرة المدرسة وشرح لها ما حصل. فقالت: (عليك بحبس كل التلاميذ والتلميذات في الفصل ولا تسمح لهم بالخروج لتناول وجبة الفطور).
وعملاً بنصيحة المديرة في ذلك الصباح بقي التلاميذ والتلميذات داخل الفصل حتى مضى وقت الإفطار والفسحة المعتاد… وبدأ التلاميذ والتلميذات يتملمون في مقاعدهم، والمعلم لم يفت عليه هذه التحركات الخفيفة التي بدأت تزداد مع مرور الزمن، فسال التلاميذ ماذا بكم لا تهدأون؟. فأجاب التلاميذ في شكل يشبه الإجماع (نشعر بألم في بطوننا) فقال لهم ماذا تريدون إذن؟. قالوا نريد طعاماً؟.
عنده قال الأستاذ :(ما تشعرون به الآن من عدم تناول الطعام… هو ما كنت أقصده يوم أمس بالجوع، وهذا ما يعانيه الأطفال في دارفور يومياً. وتخيلوا كم أنتم محظوظين تتناولون وجباتكم كاملة وهناك من يموت من الجوع).. بعد هذا الكلام في ذلك اليوم قرر التلاميذ التبرع بقيمة وجبة لأطفال دارفور بسبب قدرة المعلم على إقناع الأطفال بالإقدام على الخطوة المرجوة. إنتهت.
قصة ثانية: مكانها السودان، الخرطوم عاصمة البلاد.وفي إحدى قرى محلية بحري، تفاجأ المواطنون بالتلاميذ يعودون من المدرسة الأساس القريبة.تساءل الموجودون ماذا حدث فكان كل تلميذ أو تلميذ تأتي إجابته (طردونا من المدرسة وقالوا لو جبتوا سكر من بيوتكم دعماً لأطفال غزة فعودوا لبيوتكم).. فكانت أن علقت إحدى النساء(الكلام دا معقول يا اخوانا غزة دي اتبرعنا ليها بدمنا وقروشنا ورجالنا في مكان العمل بيتبرعوا بالقروش..ليه يطرد اطفالنا من المدرسة؟)… طبعاً لم نملك الإجابة على سؤالها ولا اقول بأن طلب التبرع لغزة خطأ لكن طريقة التعامل مع الموضوع لا يخدم قضية أطفال غزة.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1141- 2009-1-17
الماعرفوا الجوع إلا البيان بالعمل ديل تلاميذ حناااااكيييش :crazy: