حسن وراق : في مقدمة ابن خلدون .. الإنقاذ اكذوبة كبرى
(#) نظام الانقاذ شأنه كسائر الانظمة التي يعنيها ابن خلدون إذ يمر بذات المراحل والاطوار غير أنه لم يتناول اطوار الدولة بالنفاذ الي طبيعة الصراع كأحد أهم اسباب قيام وانهيار الانظمة السياسية التي تفرز الاطوار التي جاءت في مقدمة ابن خلدون .
(#) طور الظفر وهو مرحلة (الفتح ) في أدبيات الحركة الاسلامية اشارة واضحة الي الانتصار والظفر بالوصول الي مقاليد حكم الدولة و(التمكين) من مقدراتها وقدراتها وتوظيفها لحكمهم الجديد والقيام بعمليات الاحلال والابدال لجهاز الدولة وادواتها لخلق دولة (مشروعهم الحضاري) .
(#) طور الاستبداد النظام يقوم بحماية نفسه من معارض بشتي الطرق والوسائل الاستبدادية والترويع كوسيلة حماية واخضاع ، عمل نظام الانقاذ الي محاربة الجميع بمبدأ ، كل من ليس معنا فهو ضدنا لتحارب الجميع في ارزاقهم بالتضييق والفصل بكافة مسمياته كاحد اساليب الاستبداد .
(#) طور الفراغ والدعة وهي مرحلة حصد ثمرات الحكم في شكل ثراء فاحش مصدره جهاز الدولة والمال العام فكانت السياسات الاقتصادية التي اقصت الكثيرين وسرقة القطاع العام باسم الخصحصة وسياسة التحرير وظهور شركات ومؤسسات تتبع لاهل الحكم تحتكر كل شيئ
ولا تترك حتي الفتات .
(#) طور القنوع والمسالمة وهي المرحلة التي تعبر عن الوهم الكبير الذي تعيش فيه الانقاذ بأنها تسير وفق مشروعها الحضاري قانعة بما تحقق لافرادها الذين يعيشون في اوضاع لا علاقة لها بما يعيش فيه الغالبية من المواطنين واصبح اهل الحكم يتنافسون في ما بينهم للمزيد من الثراء اسوة بمن سبقوهم من الذين بلغوا شأوا لا يمكن تصديقه .
(#) طور الإسراف والتبذير وهي مرحلة الفساد التي تطوق نظام الانقاذ الآن الي درجة عجزه التام عن محاربته لانه سرطان انتشر وسط اهل الحكم واعوان النظام .فشلت مفوضية مكافحة الفساد لأن أي خطوة نحو محاربته تكشف عن حلقات فساد أكبر(مكتب الوالي الخضر) ولا أحد من النظام في منأي عن (فايروس) الفساد والذي انتشر وبلغ مراحله الاخيرة .
(#) هنالك العامل الاقتصادي الذي يحسم كل هذه الاطوار . اقتصاد دولة الانقاذ انتهي الي اقتصاد افراد. بعد ربع قرن من الحكم تجد الانقاذ نفسها (مفلسة ) وكل ما يفترض ان يخلق نهضة وتنمية وبعث دولة (المشروع الحضاري ) إنتهي الي مجرد أكذوبة كبري .
صحيفة الجريدة
ع.ش
تجعجع كده وتلقى العافية.