تقرير البعثة المصرية ــ السودانية المشتركة: بحيرة السد العالى بريئة من بعوضة «الجامبيا»
وتمثل الملاريا وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية الخطر الصحى الداهم الذى يلى «الإيدز» مباشرة من حيث تأثيره السلبى على الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية فى القارة الافريقية على وجه التحديد.
وقد تنبهت مصر إلى كل تلك المخاطر ، حيث وقعت مع جمهورية السودان فى عام 1970 بروتوكولا يقضى بمكافحة بعوضة الجامبيا القاتلة، و تنص بنود البروتوكول على مكافحة البعوضة بالأراضى السودانية بعمق 500 كيلو متر لمنع انتشارها ودخولها إلى الأراضى المصرية، وحتى لا تتحول بحيرة السد العالى إلى بؤرة وبيئة خصبة لتوالد بعوض الملاريا.
قال الدكتور محمد محرز مصطفى مدير الإدارة العامة لمكافحة الملاريا بوزارة الصحة: تنفيذا لبنود البروتوكول، تمنح مصر السودان سنويا كل ما يلزم لمقاومة البعوض من مبيدات وأجهزة الرش المختلفة وسيارات ولنشات . وتخرج بعثة طبية فنية مشتركة على مستوى عال للإشراف على أعمال المقاومة ورصد أى وجود للبعوضة والقضاء عليها أولا بأول داخل حدود السودان، ومنعه من الاقتراب من الحدود المصرية وعلاج المصابين بالملاريا.
وقد عادت قبل ثلاثة أيام آخر بعثة مصرية سودانية من مهمتها القومية، بعد أن جابت الحدود فى رحلة استكشافية مدتها شهر كامل بدأت من يوم 26 أبريل وحتى 29 مايو.
وأكدت البعثة أن بحيرة ناصر بطول 350 كيلومترا نظيفة وخالية تماما من مرض الملاريا. وبلغت قيمة المنحة المصرية إلى حكومة السودان من خلال البعثة المشتركة هذا العام مبلغ 5 ملايين جنيه مصري.
وقال الدكتور محمد محرز مصطفى رئيس الجانب المصرى فى بعثة المقاومة المشتركة إن البعثه أعدت تقريرها الفنى الذى سيعرض على وزير الصحة الدكتور عادل عدوي. و يؤكد التقرير خلو بحيرة السد العالى وما يليها من مسطحات مائية من اى وجود للبعوض.
كما يؤكد أن استمرار أعمال المقاومة كل 3 أشهر عن طريق البعثة المصرية السودانية المشتركة لا يعطى فرصة لبعوض الجامبيا من الوجود خاصة فى منطقة الحزام الأحمر.
يذكر أن البروتوكول الموقع بين مصر والسودان يستهدف تجنب غزو بعوضة الجامبيا ، خشية انتشار وباء الملاريا كما حدث فى مصر فى أعوام 42 1945 .. حيث هاجمت الملاريا المواطنين وراح ضحيتها أكثر من 11 ألف مواطن . ثم حدثت انتكاسة عام 1950 وعاد المرض وراح ضحيته أكثر من 2500 مواطن.
وتؤكد التقارير الدولية ، أن الملاريا تثقل كاهل القارة الإفريقية بخسائر اقتصادية تقدر بما يزيد على 12 مليار دولار سنويا من الناتج المحلى الإجمالى للقارة. وقد دفعت تلك الخسائر المتكررة كل عام 44 دولة إفريقية إلى تبنى إعلان أبوجا (نيجيريا عام 2000) والذى يلزم الدول المشاركة بخفض التعريفة الجمركية والضرائب المفروضة على المبيدات والأدوية المضادة للملاريا وباقى المنتجات والخدمات ذات الصلة.
أسوان ــ ياسر أبو النيل- الأهرام