عبد الوهاب الأفندي : الإساءة إلى الإسلام باسمه .. السودان نموذجا
وتشير هذه الرواية إلى الأهمية التي كان الرسول الكريم يوليها للرأي العام، حتى في ظل الوقائع والحجج التي تدين المتهم. فالنفاق شر عند الله تعالى من الكفر، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. وبحسب القرآن، الذي رصد المنافقين وشرورهم بتوسع، وكاد أن يسمي بعضهم، فإن هذه الفئة شكلت خطراً روحياً ومعنوياً وسياسياً كبيراً على الأمة الإسلامية الوليدة، لأنها تشن هجماتها من الداخل، بلا كلل أو ملل، وتقوض البنيان من قواعده.
وقد ثبتت على الرجل المعني جريمة إضافية، وهي تهديده بافتعال حرب أهلية، وتقسيم المسلمين على أساس فئوي بغرض القضاء على الإسلام وإخراجه من يثرب، وهو عين ما كانت قريش تسعى إليه. ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رأى أن الصبر عليه أهون من الإساءة إلى سمعة الأمة الإسلامية بإعطاء الانطباع (مهما كان خاطئاً) بأن الأمة منقسمة على نفسها، وأن هناك صراعات داخلية تشبه تلك التي تقع بين زعماء الدول وأتباعهم بسبب الهوى والفتن.
وبهذا الفعل، الذي يعكس كذلك التسامح، لأن الرسول أم صلاة الجنازة على هذا الرجل الذي عاش ومات كارهاً لدين الله، فإن مؤسس هذا الدين جعل الحفاظ على سمعة الأمة الإسلامية بين العالمين، والبعد عن كل مسلك يثير الشبهات في حقها، من أمهات مبادئ شريعة الإسلام. وقبل ذلك فإن القرآن حذر بنفس المنطق من نقض العهود، من ناحية المبدأ أولاً، ولكن أيضاً لأن نقضها يشوه صورة المسلمين وعقيدتهم، ويصد الآخرين عنها، كما جاء في سورة النحل: «ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله».
عليه فإن أي مسلك يشوه صورة الدين ويكون ذخيرة لأعدائه، سواءً أكان محقاً مثل معاقبة «الطابور الخامس»، أو باطلاً مثل نقض العهود، هو من الكبائر عند الله تعالى. وهذا يقودنا إلى الهرج والمرج الذي ساد أخيراً بسبب حكم جائر على فتاة سودانية اتهمت بالردة عن الإسلام، وحكم عليها بالإعدام، رغم ما أحاط هذه التهم من شبهات، تبدأ بعدم التأكد من هوية الفتاة، يعتبر من الكبائر التي أساءت وتسيء للإسلام.
فكما هو معلوم، أصدرت إحدى المحاكم في ضواحي مدينة الخرطوم الشهر الماضي حكماً بإعدام سيدة تدعى مريم إبراهيم حكماً وتطليقها من زوجها ثم معاقبتها بأثر رجعي على جريمة الزنا. ويأتي هذا الحكم في أعقاب اعتقالها وزوجها في ايلول/سبتمبر الماضي بناءً على دعوى من شخص ادعى أنه شقيقها، وأن إسمها الحقيقي هو أبرار الهادي محمد إبراهيم، وأنها مسلمة الأبوين، وقد ارتدت عن الإسلام وتزوجت مسيحياً. ولكن الفتاة قالت بأنها نشأت مسيحية، وكانت تتعبد في الكنيسة الكاثوليكية منذ صغرها، وقد تزوجت في الكنيسة على الملأ قبل عامين ورزقت طفلاً عمره عشرون شهراً. وبالمقابل فإن أقوال الشاكين تضاربت حول كثير من جوانب القضية، خاصة عن فترة غيابها، حيث زعم أحدهم أنها اختفت منذ شهر، بينما قال أمثلهم طريقة أنها اختفت منذ ثمانية عشر شهراً، وهو لا ينسجم مع حقيقة أن لها طفلا عمره عشرون شهراً.
هذه التضاربات كانت شبهة كافية لأن ترد المحكمة الدعوى، خاصة وأن المحكمة قد ارتكبت فعلاً شائناً عندما برأت زوج المتهمة من تهمة الزواج غير الشرعي والزنا، بينما أدانت الزوجة بتلك التهمة، وهو لعمري من الغرائب، فكيف يكون هناك فعل زنا له طرف واحد!
ولكن بفرض أن التهمة كانت صحيحة، وأن الفتاة قد ارتدت فعلاً عن دينها، فإن الحكم يستوفي عدة أركان من الصد عن سبيل الله. فهو أولاً نقض للعهود والمواثيق، وأولها الدستور السوداني المستند إلى عهود ومواثيق نيفاشا، وما يضمنه من حرية المعتقد والتعبد والجهر بذلك لكل مواطن سوداني.
وقبل ذلك وبعده فإن السودان من الموقعين على المواثيق الدولية التي تضمن حقوق الإنسان ومنها حرية العقيدة. وليس عدلاً أن نقبل نحن معشر المسلمين أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً في كل بقاع الدنيا، وأن توجد جاليات مسلمة في كل دول العالم، نطالب محقة باحترام حقوقها الدينية، ثم نحرم هذه الحقوق عندنا. فكيف يثور المسلمون إذا حرمت فرنسا النقاب، أو منعت سويسرا بناء المآذن، ويرون هذا من الافتئات على حرية التدين، ولكنهم يرون مبرراً منع الأفراد اختيار دينهم؟ ألا يجعلنا هذا من المطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون؟
وإذا تجاوزنا عن كل هذا فإنه حتى القانون السوداني بصيغته الحالية لا يجرم تغيير الدين والردة، ما لم يتضمن ذلك المجاهرة والترويج للخروج عن الإسلام، وهو ما لم تفعله الفتاة المتهمة، ولكن المحكمة فعلته. فهي بالحكم على هذه الفتاة جعلت قضيتها قضية دولية، يتحدث فيها زعماء الدول وكبار مسؤولي الأمم المتحدة. وستتمتع الفتاة بعد انتهاء هذه القضية وإطلاق سراحها (وهو أمر حتمي) بمقام البطولة في كل أنحاء العالم، وستتسابق الدول الغربية على استضافتها والاحتفاء بها. وهذا بدوره سيشجع كثيرين على الاقتداء بفعلها، والترويج للخروج عن الإسلام، حتى لو لم يكونوا صادقين. ففي هذا العصر الذي يستقل فيه الشباب قوارب الموت هرباً باتجاه أوروبا، أي سلعة ستصبح أكثر رواجاً من إعلان الردة عن الإسلام في السودان حتى يحاكم الإنسان ويشتهر، فتفتح أمامه الأبواب؟
يمكن أن نزعم هنا أننا أمام إشكالية قانونية، تتمثل في عشوائية وأخطاء تطبيق القانون (كيف يجوز أن تفتح قضية مثل هذه ذات أبعاد دولية من قبل أفراد وفي محكمة طرفية، وكيف يجتزأ تطبيق القانون بهذه الطريقة؟). ولكن المشكلة أعمق من ذلك.
فقد أدمن النظام الحالي الممارسات المسيئة للإسلام، بداية من تصوير التجاوزات في حروب الجنوب ودارفور على أنها جهاد في سبيل الله، مروراً بمهزلة لعبة الدب المسمى محمداً، ونهاية بالتغطية على الفساد والإجرام باسم الإسلام.
هناك إذن خلل منهجي، وليست أزمة عارضة، في الرؤية والممارسات، لا بد من النظر في أصلها. فإذا كان الدين الإسلامي يقول بألا إكراه في الدين، ويؤكد على احترام العقود والمواثيق، وينهى عن قتل النساء والأطفال والعدوان على الأبرياء، ويشدد العقوبة على أكل أموال الناس بالباطل، فكيف تكون هناك فئة تدعي الدفاع عن حياض الدين ولكنها توجد دائماً حيث نهاها الله وتغيب عن حيث أمرها؟ في هذه الحالة، فإن مرجعنا أيضاً هو القرآن الكريم وقوله عز من قائل: «قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين».
د. عبدالوهاب الأفندي
٭ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
ع.ِش
وبئس منطقك في عدم فهم التفسير لايات القران الكريم والزود عن حقوق الانسان بالوجهة الاوربية ويا سبحان وكيف تحكمون .
الناس البتكتب من خارج السودان ديل ما يجو يعارضوا وهم جوة البلدعشان يشوفوا النجوم عز الضهر
بعدين يعني عشان دولارات تسي للسودان بأكمله
أسال الله أن يشل أي يد تكتب عن السودان سؤ
الغرض مرض ياعبد الوهاب….سيالك الله عن كلمة كتبتها تبتقى بها مرضاة اولياء نعمتك…..تذكر ساعة قرقرة الروح ستعرض عليك مثل هذه المقالات حرفا حرفا
ما دام انها انكرت انها تنتمي الي ابويها فان الاسلام لم يأمر بفحص DNA كما نفعل لاثبات الذني او النسب لماذا لا نقبل بدفع الحدود بالشبهات و هي قاعدة فقهيه معلومة ( ادراو الحدود بالشبهات) وماذا لو رفعت القضيه الي محكمة عليا تتخذ فيها جميع التحوطات الدينيه و السياسيه .
فغالبا ما يتم التخلص من بعض المجرمين قبل الجلسات القضائيه لاي سبب من الاسباب و بالرغم من انني لست مؤيدا لهذا لكن كان يمكن ان يجنبنا و دولتنا الكثير و الكثير و هو ما يريده الاستاذ الافندي فهو رجل صحافي و كاتب مدافع عن الاسلام و نحسبه مننا و فينا اخا و شيخا زائدا و مدافعا عن امته المسلمه .
و ما قاله (وهذا بدوره سيشجع كثيرين على الاقتداء بفعلها،) صحيح
يا اخوه احد السودانيين ادعي انه ضيق عليه في السودان بسبب ممارسته اللواط حتي يذهب الي كندا و قد منح الاقامه في كندا و من النكات ان الجماعه افتقدوه في انديتهم فاجاب بانه يفعل ذلك في البيت سرا و لا يجاهر به .
الحماس الزائد جعل مثل هذا القاضي غير المدرب علي الفتوه ان يقدم علي اتخاذ القرار في الحاج يوسف و كنا نتمني ان تكون هنالك محاكم مركزيه للاعدامات تراعي كل شئ و اكيد ملمه بالاحوال السياسيه و ما ياتي علي الامه بالخير و الشر وهل تم اعداه تاركي الصلاة و الجمهوريين من بعد محمود محمد طه و الشيوعيين و اتباع اب العربي و ………..
[B][B]انا اتفق معه في تفاهة الحكومة لدينا مسؤولين زبالة واختلف معه في تفسير الحدود وهذا عيب وذنب عليه يا الافندي انت كم الايات والاحاديث تحفظ او قرات لكي تفتي مثل هذه القرارات والتصريح بها صعبة اهلها ما ناس دنيا . قيل بان شيخ الازهر ذهب الى امركا قيل له القران يقول المسيحين واليهود كفرة لذلك الاسلام وانتم معادون لليهود والنصاري قيل انه قال هذه الاية تعني المسيحيين القدامى فلما حضر الى مصر نخب من الاقباط طلبوا منه ان يقول ما قاله في امركا للمصريين . الزمان والمكان لهم اثر في القرار يحتاج راجل مؤمن ايمان لا ريب فيه بالسوداني زول قاطع تب شربان وناهل علم بايمان . وضحت الفكرة . نسبت فتوى بخصوص امامة المراة للترابي وهو بامركا ضغط وكثرة المنظمات الكنسية وطغيان ثقافتها هي من تخرب عقول هؤلاء الدين دا واضح الاشياء التي ورد عنها نص لا يحتاج افندي ولا جرمندي مشكلتنا حكومة فاشلة ومعارضة افشل منها . يا عالم اهل الفتاة طلبوا محاكمتها ليه عشان ناس مؤمنه بالله والقران الكريم تقولوا منظمات المنظمات حكمها يرجع لمين لبوش ولا بابا الفاتيكان دا قران كلام الله الخلقنا كلنا [/B][/B]