قلم وساعد تكتب: يكفي أنه قد ضاع أكثر من نصف قرن في الاحتراب والعداوة وهضم حقوق الآخرين والسلطة المطلقة والفشل الدائم
بعيداً قليلاً عن السياسة قريبا جداً من الوطن والإنسان السوداني السوي..
دافعي لهذا المقال حزني الشديد علي الوطن وألمي لما أصابه من علل ومحاولة لفهم لماذا نحن هكذا فاشلون في أوطاننا رغم الإمكانيات الكامنة والقدرات البشرية الهائلة…
أعتقد أنه لابد لنا أن ننظر إلي الأمور بصورة متكاملة لكي نخرج من دائرة اللاوعي والفشل الدائم منذ نشأة الدولة السودانية الحديثة.
ونطرح علي أنفسنا عدة أسئلة قابلة للنقاش هل كل ما نحن فيه يرجع إلي التربية أو إلي التعليم أو إلي البيئة السودانية ؟
أو أن أسباب القعود والعوز والفقر يعود إلي الأساس الذي تقوم عليه أعمدة البناء؟..
وهل العقلية السودانية مبنية أصلاً علي عدم قبول الآخر والقمع والحسد والغل وسوء الإدارة؟
أعتقد أن الأوان قد آن لتقول النخب السودانية المفكرة والمثقفة أفكارها وروائها ربما ليس لهذا الجيل فقط ولكن حتى للأجيال القادمة.. علي أن تتوحد الأهداف إلي تكوين أساس متين ، أساس دولة القانون والفصل بين السلطات ، دولة الشفافية والمحاسبة ، دولة الحقوق والواجبات ، دولة حرية التعبير ، دولة المواطنة والعدل والمساواة ، دولة الموسسات واشتراك الكل في صناعة القرارات ، دولة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة لتقديم الأصلح والأقوم ، وتغيير المفسد والفاشل وتقديم الحرية والرفاهية للمواطن الذي بيده القرار. علي أن يكون المسؤول هو المخدم من قبل المواطن وليس أي شيء غير ذلك…
فكيف لدولة تسود فيها كل أنواع الهدم الممنهج والظلم وكبت حقوق الآخرين والفساد واللا وطنية، الكل يعمل علي هدم الآخر بالحسد والغل ، وكل أنواع هدم الوطن دون النظر للوطن كوطن لك وللأجيال القادمة بالله كيف يستقيم أن نتقدم للأمام ! …
ألا ترى النخب المفكرة والمثقفة ؟ إلى هنا يكفي
كفاية أنه قد ضاع أكثر من نصف قرن في الاحتراب والعداوة وهضم حقوق الآخرين والسلطة المطلقة والفشل الدائم. لابد أن نرجع خطوة إلي الوراء وننظر إلي الصورة كاملة ونضع أساسا متينا لدولة تسود فيها القيم الإنسانية السوية ، دولة لأجيال قادمة
لابد أن نبدأ من الأساس لكي نستطيع أن نشيد ونؤسس وطنا للجميع ، دولة القانون ، دولة العدل والحرية والرفاهية والمساواة وحرية التعبير ، دولة تحمل كل القيم الإنسانية السوية ، دولة من أجل الأجيال القادمة و وطنا يسع الجميع …
” فكم أنت عظيم يا وطني برغم فداحة المحنِ…”
بقلم : د. محـي الـديــن / إستشاري جراحة القلب والشرايين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال (2)
بقلم : د. غريب الدارين
سنظل نبكي ونتباكى على الوطن وحال الوطن وإنسان الوطن !
وأدعو الله ألا يأتي يومٌ ونقول كما قالت أم الملك ” عبدالله ” آخر ملوك الأندلس حينما دخلت الملكة المسيحية إيزابيلا منتصرة وخرج مدحورا ثم وقف وخرجت من صدره أنفاس حرّى حسرة على ملك آبائه الذي ضاع فسميت المنطقة بزفرة العربي ، فقالت أمه : ابكِ كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال !
سنن الله في الأرض لا تتغير ولا تتحول ، وقد قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]” فالآية تشير إلى أن الأمور بأيديينا …فهل سننتظر بعد ذلك معجزات تخرج من باطن الأرض أو تهبط من السماء ؟!
ومما يزيد الحسرة أننا قوم قوالون أي كثيري القول …كم قلنا : حنبنيهو وطن شامخ ،فأين ذلك البناء ؟ وقلنا سوداننا نادانا فهل لبينا النداء ؟ ونقول نعم لبيك أوطاني ونحن قاعدون في استرخاء كسول !
فينا تلك الشجاعة الموروثة لا شك في ذلك …فينا ذلك الكرم الذي أصبح سمة ملازمة …في كثير منا تلك الأمانة التي تمتزج بدمائنا …صادقون إلى حد كبير …نشطون خاصة خارج أوطاننا …ولكن أين الهمة التي تتجرد عن الهوى الشخصي وتضحي بالنفيس والغالي من أجل الأمة ؟ أين الإرادة الحازمة التي تتعالى على الصغائر وتشرع في عظائم الأمور ؟
لا شيء من ذلك كله ! همم متراخية تحوطها الأهواء …إرادة متخاذلة لا تتسامى إلى القمم ، فكيف ننتظر وطنا شامخا ؟!
كتب شاعرنا المبدع عزالدين هلاوي قصيدة في مناسبة اليوبيل الفضي لاستقلال السودان ، تحسر فيها على ما آل إليه الحال ، فكيف به وقد قارب استقلالنا يوبيله الماسيّ ؟!
مما يشيع الحسرة والأسف أن بعض إعلاميينا يتمنون رجوع الاستعمار ، وهل من عاقل يتمنى ذلك ؟ والذي نعيشه أليس هو زرع نكد بذر بذرته الاستعمار ونحن الآن نجني ثماره المرة ؟ بدء بفصل الجنوب ، جنوب أضيف لخارطتنا ليستنزف قوانا وقد استنزفها ، وتكالب الأعداء من كل حدب وصوب من الخارج والداخل واتفقت الدعوة على حق تقرير المصير ، ويوم استجيب لتلك الدعوة ارتفعت الأصوات منددة مستنكرة فصل الجنوب وتلك القطعة الغالية التي استؤصلت !!
واليوم أشعلوها في دارفور ونفس الأصوات ونبتت بجانبها أصوات أخرى يقولون من حق دارفور أن تنفصل ! مالهم كيف يحكمون !
الموضوع كبيرٌ عميقٌ آفاقه بعيدةٌ مد البصر ، وما يُراد بالوطن وللوطن الله وحده يعلمه ، وما يُدار خلف الكواليس بأيادي تُجيد نسج المؤامرات في الأنفاق المظلمة تبدو بوادره ، ونقول ثم نعيد ونزيد ونقول هي نظرية المؤامرة التي تجد من ينفذها ممن تجردوا من أي حس وطني أو وازع ديني ، ويستنكرون علينا …إذن إن لم تكن المؤامرة فليقولوا لنا ماهي ؟
د . غريب الدارين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال (3)
نحتاج ثورة في علم الإجتماع :
هذه الأسئلة التي طرحتها سيدي تشبه إلى حد كبير مجموع اسئلة طرحتها أنا في مقال لي نشر في مارس الماضي ، ما اردت ان اقرره بهذا التشابه هو أن هذه الاسئلة تراود كثير من مثقفينا وعلمائنا وكل فرد مهموم بعافية السودان ونهضته . كل منهم يبحث عن السبب الذي يشُد هذا الشعب العملاق ويُمسك به إلى الأرض ولا يُتيح له فرصةً لينطلق ويُبدع حتى يسهم على اقل تقدير في تطوير بلده ومحيطه إن لم يسهم في نهضة ورفاهية عالمنا ككل.
نعم د. محي الدين نحن نُعيد نفس سؤالك بصيغة اخرى ، ما الذي يمسك بتلابينا ، ماذا يغشى تفكيرنا ويجعلنا فاشلين ؟
المقال الذي ذكرته له كان دافعي لكتابته مقطع فيديو شاهدته في اليوتيوب ، كلما شاهدت ذاك الفيديو كلما كانت لدي نفس ردة الفعل ودائماً يدور في خلدي نفس السؤال : هل نحن شعب خامل الذهن ، متحجر التفكير ؟
قصة الفيديو يا سيدي ، طفل صغير صعد أعلى عمود كهرباء للضغط العالي ، تجمع كل من في القرية جميعهم ليحلوا معضلة أنزال ذاك الطفل، مر وقت ليس بالقصير و كل ما تسمعه صياح وعويل وهرج ومرج ، وكل ما خرج به أهلنا بعد ذلك أن يصعد شخص اخر بسلم طائر في الهواء حتى يأتيهم بالطفل وللأسف من كان يحاول إنقاذ الطفل اصبح هو في موقف لا يحسد عليه من الخطر ولكن الذي اثار دهشتي اكثر هو لا احد على الإطلاق في كل ذاك الجمع يعتقد الرجل في خطر !!
في النهاية تعب الطفل وسقط فتلقفته الجموع ونجا ..
لكن سؤالنا ما زال قائماً كيف يفكر الناس عندنا ؟ اي دائرة ضيقة تحصرنا ولا نستطيع أن نعبر سياجها ؟ ما الخطأ في طرق تنشئتنا في البيت والمدرسةوالشارع والمجتمع ككل ؟
كلما اتذكر ذاك الفيديو ادخل في مقارنات مع فيلم وثائقي امريكي يسمى ( Alone In The Wilderness ) وهو قصة حقيقة للامريكي Richard Louis “Dick” Proenneke الذي عاش قرابة الثلاثين عاماً في جبال ألكسا، وهو الذي بصنع كل شئ من الصفر ليثبت للناس ان الإنسان يمكن أن يطوع الطبيعة حتى وإن كانت في قساوة طبيعة ألكسا ! وأن عقل الانسان يمكن أن يبدع إذا أطلق له العنان وأن الخيال هو منجاته اذا استثمر بطريقة صحيحة . أنصح كل واحد من القراء لمشاهدته هذه السلسلة الوثائقية ، وأتمنى أن تعرض في مدارسنا وجامعاتنا حتى نستطيع مخاطبة مواقع الابداع في عقول ابنائنا ونحررها ، نعم الامر ليس بهذه البساطة بمجرد فيلم وثائقي ، فنحن بالقطع نحتاج الى حرية وفك القيود ونحتاج الى وسائل ودراسات اخرى كثيرة حتى نغير من طبيعة وشكل تفكيرنا والطرق التي نؤدي بها الأشياء .. فنحن حبسنا في طرق محددة لعمل الأشياء وتمسكنا بها لوقتٍ طويلٍ جداً وما زلنا متمسكين بها رغم إقرارنا بعدم جدواها .
نحن بالجد يا دكتور محي الدين نحتاج إلى ثورة في علم الإجتماع والفلسفة والعلوم السياسية في مجتمعنا، ونحتاج علمائنا أن يقودوا هذه الثورة حتى نُخرج انفسنا من دوامة الفشل المتلازمة .
بقلم : الجنيد خوجلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة .
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email]
– قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا
الوطن الشامخ اذا صلحت الراعي صلحت الرعية وكيف ذلك والكيزان حاكمينها بفقة السترة والتحلل والمحسوبية لحزبهم وليس بحزب السودان
الاخوة في قلم وساعد اراكم تدورون حول الموضوع ولا تطعنون في الفيل .يا سادة مكونات الوطن هي ارض وشعب وعامل الانتماء هذا بكل بساطة هو الوطن.طيب لدينا الارض والشعب اذا ببساطة مفقود الانتماء ولكن سؤال هل كان هذا حال السودان دائما ام صار بهذا الكم من المصائب بعد مجئ بني كوز؟.اتعلمون ان اغلب من نشأوا وتفتح وعيهم بعد انقلاب 89 المشؤوم لا يوجد لديهم انتماء للسودان وللتوضيح فهو ليس ذنبهم اذ نشأوا ووجدوا السرقة حلال والقتل حلال والتعذيب حلال ووووو الخ فكيف لهم ان ينتموا لوطن هذه اخلاقه.عموما قلناها قديما ونعيدها مرة اخري اي خراب يمكن صيانته عدا خراب البنية الاخلاقية ودمتم.
نحن بالفعل في مسيس الحاجة إلى تغيير جذري في كل شيء , في الإنسان وفي المفاهيم وفي العلوم السياسية وأن يغادر هؤلاء الذين ظلوا على مسرح السياسة منذ الاستقلال ومنذ أن كانوا شباباً وحتى خرفوا وتزهمروا وتجاوزوا الثمانين ولم نزل نراهم على ملعب السياسة الرديء وكأن بلادنا لم تنجب سواهم ينبئنا حالهم بأن بلادنا ظلت كما هي بينما صعد غيرها في سلم الحياة واستحقاقها , نريد أن تختفي من حياتنا الأحزاب الرديئة العجوز التي عرقلت مسيرة شعبنا وبلادنا !!هذه الأحزاب التي لم يوجد في تفكيرها يوماً برنامج شامل لتنمية البلاد والنهوض بها وبإنسانها , انظر إلى المجال الأهم الذي به ترتقي الأمم ولن ترتقي بغيره , ألا وهو التعليم , ماذا كان نصيبه من تخطيط هذه الأحزاب التي يريد أصحابها ومالكوها أن يرتقوا هم ويتعلموا هم, ثم ليكن الشعب أمياً حتى يسهل انقياده!! إن آخر ما كان في تفكير قادة هذه الأحزاب هو إنشاء دور العلم والمعرفة حتى يظل التعليم حصيراً عليهم وعلى خلصائهم المقربين ولا يريدون للشعب إلا أن يكون ضيفاً على موائدهم جاهلاً غائباً مصروفاً عن المعرفة والنور !! هل يعلم القارئ العزيز أن جل المشاكل التي تمور في بلادنا مرجعها إلى الجهل وظلامه , ولمجرد المقاربة هل يعلم القارئ أنه بعد عشرين عاماً من الاستقلال لم تكن توجد في مدينة نيالا وفي غرب دارفور إلا مدرسة ثانوية واحدة أنشئت منتصف السبعينات !! ولا توجد طبعاً في شرق دارفور وعاصمته الضعين إلا مدرسة متوسطة واحدة وهل توجد في دار فور كلها بكثافتها السكانية الضخمة إلا مدرسة الفاشر الثانوية ومعهد الفاشر العلمي الثانوي الذي حوله الانقلاب الشيوعي يومها إلى مدرسة متوسطة , وعلى ذلك فقس ؟ !ثم انظر إلى النتيجة اللازمة من التقاتل والتطاحن العبثي بين قبائل جاهلة في معظمها يُقتل فيها الشبابُ سنبلة كما لو كان جرادة بالعشرات والمئات , وقد قرأت قبل قليل في هذا الموقع أن مؤتمر الصلح بين المعالية والرزيقات في (الضعين ) لم ينجح ! , لو كانت أتيحت لهؤلاء الشباب الفرص التعليمية بالتخطيط المستقبلي بعقول نيرة لكانت بلادنا شيئاً آخر ولكن الأوائل الذين نفخمهم ونكيل لهم المدح في غير محله لم تقم بهم بلادنا على أسس ركينة متينة بل كانت المزايدات والخطب الرنانة والديموقراطية المسرحيةالصوتية هي سيدة الموقف , كل قادة الأحزاب العواجيز المتواجدين منذ الاستقلال وإلى الآن لم يدرس منهم أحد المرحلة الجامعية في بلادنا ! لماذا لم يكن هذا حافزاً لهم في الالتفات إلى هذا الجانب الأهم ! لا بل يعيّرون الحكومة الحالية أنها أنشأت (جامعات الفكــة) على غير أساس ويدعون إلى إلغائها والاكتفاء ببضع جامعات تخرج بضع آلاف مما يقارب نصف مليون من طلاب الشهادة الثانوية !!انظر إلى هذا الخرف والعته والضلال المبين , أعود وأقول إن بلادنا تحتاج إلى ثورة في كل مجال ومن غير مزايدة أو مكايدات , ثورة لا تستثني غير (الوحيين )بل في إطار حواشي الوحيين تجب الثورة على طريقة تعبدنا وفهمنا لهذا التعبد الساذج وعلى خطابنا الدعوي البائس ! هل يصح أن نأخذ سيرة نبينا وسلوكنا من أشعار الأميين وأشباههم ونحن من أمة (اقرأ )؟ يجب أن نواجه مشاكلنا من غير دغمسة وأن نسعى إلى حلحلتها بطريقة علمية مؤسسة بعيداً عن الارتجالية والمكايدة التي تكون فيها حالنا كلما جاءت (..أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا) فنهدم ونقوض كل معبد أشاده الأولون , على رءوس الجميع .. والمعنى والحديث لم يكتمل طبعاً مع الاعتذار على إطالة التعليق ,وشكراً لموقع النيلين ولجماعة (قلم وساعد ) ودمتم
يا النواهي يا اخوي انت وينك انا قايلك خليت الكتابة مر علينا اكتب مرة في الاسبوع في الاسبوعين لقلم وساعد عسى يصل الصوت لمن يهمه الامر.
الاخوين ود البلد وسوداني الكيزان جزء من فشلنا السياسي … نحن نبحث عن اجابة لماذا !