“أبقار” تُشعل المواجهات بين الجنود الكونغوليين والروانديين
راعي أبقار يدعى “بيومفوهور ساث”، ويبلغ من العمر 36 عاما، قال للأناضول بينما كنت بصدد رعي أبقاري، جاء جنود تابعين لجيش الكونغو الديمقراطية.. تعرّفت عليهم فورا من خلال أزيائهم العسكرية ولغتهم.. لقد حاولوا الاستيلاء على 14 بقرة مما أمتلك (16 في الجملة)، وهو ما دفعني إلى الصراخ بصوت عالي سمعه جيراني”.
ساث وهو أب لـ 5 أطفال، يقطن في بلدة “كيامابوي” التابعة لمنطقة “روبافو” الواقعة على الحدود مع الكونغو الديمقراىطية، على بعد 150 كم شمال غربي العاصمة الرواىندية “كيغالي”، أضاف بأنه قام بعد ذلك بإخطار دورية تابعة للجيش الرواندي.
واستطرد الراعي مضيفا “وحين وصلت الأخيرة (القوات الروندية) على عين المكان، أصيب الجنود الذين أرادوا سرقة أبقاري بالذعر، قبل أن يقوموا بإطلاق النار في كلّ الاتجاهات، وهكذا، كان على الجنود الروانديين الردّ عبر إطلاق النار على لصوص الماشية”.
وبحسب مصدر عسكري رواندي، فإنّ الجنود الكونغوليين تراجعوا بعد المرحلة الأولى من تبادل إطلاق النار، صباح الأربعاء، لاستدعاء تعزيزات وانتشال جثث الجنود الذين لقوا حتفهم خلال المواجهات.
وبعودة الجنود الكونغوليين، “اندلعت الاشتباكات مجدّدا”، بحسب المصدر العتسكري الرواندي الذي فضّل عدم الكشف عن هويته.
وأكّد عدد من السكان الروانديين، في شهادات مختلفة للاناضول، أنّ سرقة الأبقار تعتبر من الأحداث الشائعة في المنطقة، وكانت السبب وراء الاشتباكات الأخيرة في بلدة “كيامابوي”.
وتعقيبا على هذه الاشتباكات، لم يستبعد وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة الكونغولية “لمبارت مندي”، في اتصال أجراه معه مراسل الأناضول، أن تكون سرقة الأبقار سببا في إندلاع الاشتباكات، غير أنه دعا إلى “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، في الآن نفسه، أن يكون ذلك مجرد ذريعة مقدمة من طرف رواندا لـ “تبرير جريمتها”. في إشار لمقتل 5 جنود كونغوليين خلال الاشتباكات.
“مندي” تساءل في السياق ذاته قائلا “من حاول سرقة هذه الأبقار؟ هل هم مجموعة أم أفراد؟ هل من الضروري قتل أحد ما حين نود سرقة بقرة؟”، قبل أن يتابع حديثه “هل يجيز القانون الرواندي قتل شخص بسبب سرقة بقرة؟ كلّ هذا ليس سوى ذريعة واستفزازا من الجانب الرواندي”.
الحكومة الكونغولية اتهمت علنا، خلال الأربعاء، رواند بمسؤوليتها عن اندلاع القتال، فيما لم تردّ كيغالي الفعل سوى في وقت لاحق من مساء اليوم نفسه، حيث أصدرت بيانا رسميا، اتهمت من خلاله الجيش الكونغولي بعبور الحدود لمرتين خلال اليوم، وبفتح النار” على الجنود الروانديين.
ودعت المتحدّثة باسم الحكومة الرواندية، والتي تشغل في الآن نفسه منصب وزير خارجية رواندا “لويز موشيكيوابو”، في البيان، المسؤولين في الكونغو الديمقراطية إلى تبني منطق السلام ووضع حد لجميع الهجمات على رواندا”، موضحة أن بلادها “كانت على أتم الاستعداد للتحرك لحماية مواطنيها”.
وأثار تجدد القتال بين الكونغو الديمقراطية ورواندا بعد حوالي 6 أشهر من الهدوء النسبي، قلق المجتمع الدولي.
الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية “مارتن كوبلر” اعرب، في بيان رسمي صدر اليوم الخميس، عن “قلقه” إزاء تجدد القتال بين الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وحثت كوبلر كلي البلدين على “نزع فتيل التوتر، والامتناع عن أي عمل من أعمال العنف”، بحسب المصدر نفسه.
واندلعت المواجهات من جديد بين جنود روانديين وكونغوليين، اليوم الخميس، في المنطقة الحدودية بين البلدين، لليوم الثاني على التوالي، بعد يوم من تبادل لاطلاق النار، أسفر عن مقتل 5 جنود من الجانب الكونغولي، وفقا لمصدر عسكري رواندي.
وتشهد العلاقات بين البلدين توترا حادا منذ سنوات وخصوصا بعد قتال قوات نظام “التوتسي” الحاكم في رواندا ضد الحكومة الحالية في كينشاسا في الحرب التي شهدتها البلاد في التسعينيات من القرن الماضي.
كما تتهم كينشاسا، كيغالي بمحاولة زعزعة استقرار البلاد عبر دعم الجماعات المتمردة.
وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول عام 2013، اندلعت اشتباكات بين الطرفين، عندما بدأ الجيش الرواندي بإطلاق النار لمنع تقدم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، في هجوم شنته الأخيرة ضد متمردي “أم. 23″، المسلحة في الكونغو الديمقراطية والتي تحظى بدعم رواندا.
وكالة الأناضول
أ.ع