رأي ومقالات

الحلو تكتيك كثافة النيران ونقاط مكتسبة


تبدو وضعية اليوم الاول لمفاوضات السلام بجوبا بين الحكومة والحركات المسلحة اقرب لرسم معركة أديرت من جانب الحركة الشعبية شمال (جناح الحلو) بنهج التخطيط الحربي القائم على تحويل اليوم الاول لعملية مناورة ثم التفاف على الوفد الحكومي ووضعه تحت الضغط الإعلامي والمعنوي بإغراق الساعات الاولى للإنطلاق بكثافة نيران عالية بقصة ما اعتبر عدوان شنته القوات الحكومية في نطاقات تمدد الحركة الشعبية والحادث المذكور بعيدا عن ضجيج بيان الحركة يبدو اقرب ما يكون الى نزاع اهلي معتاد ومتكرر في مناطق التماس بين المواقع الحكومية ومواقع المتمردين ؛ حيث تتداخل عادة ازرع الاشتباكات بين قوى نظامية واخرى شعبية وعادة تجري الامور وفق (وارد الحدث) وخارج نطاق قواعد الاشتباك المقررة من قيادة الحامية التابعة للجيش او نقطة القوة المتمردة هذا بخلاف ان الحادث نفسه وقع روايات شهود ومصادر متطابقة قبل عدة أيام وتجاهلته الحركة لم تعلنه في حينه او حتى امس او قبله لكنها انتظرت حتى (سعت سين) وقبل بدء الاجراءات الاولية فدلق جناح الحلو الماء المخلوط بالوقود وأشعل نيران القصة ببيان وروايات فرعية إستدعت وقائع عن قصف للطيران ومروحيات وهو ما يمكن وضعه في خانة المستحيل المدهش لطبيعة الوضع السياسي الحاكم والمكون العسكري فيه والذي ستكون اخر تصوراته فتح مسرح عمليات عسكرية ضد اي جهة في ظل وضع انتقالي ارتبكت فيه العقيدة العسكرية للمنظومة الدفاعية وتحول بها التمرد من عدو الى رفيق كفاح مسلح وبالتالي صعب وقاس في ظل خطاب مماثل ان تقدم اي قوات كانت على قفزة مماثلة في الظلام في ظل ضغوطات سرعان ما ترتد على المتورط في اي خرق يثيره الراي العام ولكن الحركة الشعبية تجاوزت كل ذلك ووظفت الامر بشكل حققت به جملة اهداف ستدخل بها بقية الايام واول تلك الاهداف أنها جعلت الوفد الحكومي في موقف المدافع الباحث عن رضاها ؛ فسارع رئيس المجلس العسكري لإصدار قرار شامل لوقف اطلاق النار يشمل جميع الجهات والمكونات وهو تعبير يتجاوز امر الجيش الى الفصائل الاخرى بما فيها تحركات الفزع الاهلية فيما اظن ثم كسبت الحركة تصريح إعتذاري من عضو المجلس السيادي والوفد الحكومي المفاوض محمد الحسن التعايشي ثم كسبت نقطة ثالثة تتمثل في إرجاء التفاوض لنحو 24 ساعة كتعزيز لموقفها النهاري الخاص بتعليق التفاوض إعتراضا على ما حدث (وإن لم يكن صحيحا وجود خرق) واما النقطة الاهم في كل هذا اخفاء اثر بقية مسار المفاوضات مع الجبهة الثورية التي لا يعرف احد على وجه الدقة كيف ستمضي بعد ان ثبت ان (الحلو) قد ذهب بكل الاوراق او اهمها.

محمد حامد جمعة