خطاب السيد/ مساعد رئيس الجمهورية / رئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد احمد
حزب مؤتمر البجا
خطاب السيد/ مساعد رئيس الجمهورية / رئيس حزب مؤتمر البجا موسى محمد احمد
أمام الأجتماع المشترك للهيئات القائدة بالحزب
بمدينة كسلا بتاريخ 7 يونيو2014
(الصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين)
الاخوة والاخوات/ أعضاء اللجنة المركزية
الاخوة والاخوات/ أعضاء المكتب السياسى
الاخوة والاخوات/ رؤساء وأعضاء مكاتب الحزب بالولايات
الاخوة والاخوات/ رؤساء الحزب بالمحليات المختلفة
الضيوف الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحضور الكريم:
جماهير الشعب السودان .. من أجل بناء وطن ديمقراطى يسع الجميع.
نلتقى اليوم فى اجتماع هام يجمع هيئات ومستويات الحزب القيادية المختلفة من اللجنة المركزية، المكتب السياسى، رؤساء الحزب بالولايات، دستورى الحزب، أعضاء المكاتب السياسية بالولايات ورؤساء الحزب بالمحليات المختلفة. فى لقاء يمثل بحق منعطفا نوعيا في مسيرة عملنا الحزبي بمختلف أبعاده التنظيمية والسياسية والجماهيرية. نهدف من خلاله أن يكون وقفة وقراءة وتقييما للفترة السابقة واعادة توجيه مقدرات الحزب نحو غاياتها وتصويبها الى الاهداف والقرارات المصيرية.
وحتى يدخل حزبنا المرحلة القادمة .. ينبغى ان نبدا بتقديم نقد ذاتى صريح ومسئول من أجل استشراف واقع جديد واستعداد واثق للمهام الجسيمة التى تنتظرنا ونطمح أن يلتقط لقاءنا هذا وعينا الجماعي. فى سياق يصادف أولا تاريخ هذا الانعقاد الذى ياتى بعد مرور مايقارب نصف الفترة الزمنية للدورة التنظيمية 2012 الى 2016م وثانيا تحديات تنفيذ اتفاقية سلام الشرق وثالثا انطلاقة الحوار الوطنى ورابعا تدشين النصف الثانى للدورة التنظيمية الحالية بخطة نبنيها على نجاحاتنا التنظيمية في الفترة الماضية وتقويم تجربة الحزب فى المشاركة فى السلطة.
و يتيح هذا الوضع أمام حزبنا خبرات حقيقية لبناء البدائل وابتكار الحلول الكفيلة باسترجاع الثقة في الحاضر والمستقبل. كما أن هذا الوضع يضع على عاتق حزبنا مسؤوليات مضاعفة لمواصلة العمل الدؤوب كى نشكل حضور أقوى في المشهد السياسي وامتدادا أوسع وسط الجماهير. لكل ذلك استوجب الواقع الماثل أمامنا، تحليل وتقويم أوضاعنا السياسية والتنظيمية وكشف جوانب القوة والضعف وصولا لمقترحات واقعية تمكّننا من استثمار الفرص المتاحة لترقية أدائنا السياسي والتنظيمى .. فكانت الدعوة لهذا اللقاء الجامع.
الأخوة والأخوات:
ان أسباب الأزمة فى السودان تاريخية ومتنوعة بين اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية. والقاسم المشترك لهذه الازمة تمثل فى عجز الحكومات الوطنية المتعاقبة فى إدارة هذا التعدد والتنوع الثقافي الواسع لتحقيق المصلحة القومية العليا. مما انعكس بكل سلبياته على المستوى الشعبى وقاد الى الفشل في التوصل إلى إجماع وطني، بشأن الكيفية التي يجب من خلالها حكم البلاد وبناء دولة الجميع التى تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية المرتكزة على قاعدة المواطنة.
بجانب أن المناخ السياسي الذي تعيشه بلادنا فقد الطابع التعاوني اللازم .. فكل طرف يسعى لهدم الآخر وذلك بلا شك أعاق تحقيق البناء الوطني. ولمعالجة هذا الوضع تصبح الحاجة ماسة الى الية وطنية شاملة، لحل التساؤلات الرئيسة المتعلقة بالهوية وشكل الحكم وصناعة دستور دائم يجيب على كل القضايا الدستورية ويشارك فى صناعته ويتراضى عليه كل أهل السودان.
الحضور الكريم:
ظل حزبنا منذ تاسيسه فى العام 1958م، ينادى باعتماد الحوار وسيلة فى حل نزاعات ومشكلات البلاد .. وتاكيدا لدعوته لمنهج الحوار بين أبناء الوطن الواحد .. أوصى المؤتمر العام الثالث فى أغسطس 2012م الدفع نحو التوافق على دستور دائم واعتماد الحوار الجاد لوقف الحرب وحل النزاعات السياسية.
وعندما طرح – فخامة المشير/ عمر حسن احمد البشير – رئيس الجمهورية .. في نهاية يناير الماضى قضية الحوار الوطنى .. رحب حزب مؤتمر البجا بهذه الخطوة الوطنية الهامة واعتبرها فرصة تساعد فى حل أزمة السودان والاجابة على قضاياه المصيرية. ولخص رؤيته فى قضية الحوار الوطنى: أن يحظى بمشاركة واسعة ولا تستثنى أحد وتقوم على برنامج وطنى ذو أهداف محددة وسقف زمنى معين وأن يعمل الجميع على ايقاف الحرب وتحقيق السلام الذى يفضى الى مصالحة وطنية شاملة ومتبادلة بين كافة الاطراف.
وقد اتصلت دعوتنا للحزب الحاكم أن يواصل فى تقديم التناذلات واعمال الاصلاحات المطلوبة. كما ندعوه والقوى السياسية المختلفة الى توحيد الرؤى حول حوار وطنى شفاف. وبشان الالية التنسيقية التى رسم ملامحها الاجتماع التشاورى الذى دعى له السيد/ رئيس الجمهورية فى شهر ابريل الماضى نقول انها خطوة فى مشوار طويل.
ومطلوب منها اعمال الحكمة والتحلى بالصبر حتى تتغلب على المشاكل والصعاب التى ربما تعترض طريق الحوار .. ومواصلة جهودها فى الاتصال بالرافضين للانضمام اليها وعدم اغلاق بابها للانضمام متى أرادوا ذلك. نستطيع القول أننا قد نجحنا الى حد معقول في التأسيس للحوار الوطني الشامل، حيث عقدت قيادة الحزب خمسة عشر لقاءا غطت بجانب شركائنا في الحكومة، القوى السياسية المعارضة بشقيها السلمي والمسلح. الخطوات الملحوظة التى اتخذت لبداية الحوار، نجد انه يتعرض الى اختبار حقيقى خاصة بعد اعتقال السيد/ الصادق المهدى .. مما يمتحن العزم وارادة الجميع فى المضى قدما فى الحوار اذ انه السبيل الأوحد للخروج بالسودان الى بر الأمان.
الاخوة والاخوات:
ان السلام الذى تحقق فى شرق السودان كان ولا يذال خيارا استراتيجيا لشعبنا فى شرق السودان .. حققنا بالانحياز اليه رغبات غالية لشهدائنا الابرار فى الميدان والداخل .. الذين عطروا هذه الارض العزيزة بدمائهم الطاهرة الذكية فداء لهذا الشعب الكريم. ولقد صمدت اتفاقية شرق السودان فى واقع انهارت فيه كثير من اتفاقيات السلام .. وذلك لالتزامنا وشركائنا بجبهة شرق السودان خطا وطنيا صادقا وفاء لالتزاماتنا الاخلاقية. بينما الالتزامات المقابلة لشركائنا تتعثر.. وهو مايحتم علينا المراجعة المستمرة مع شركائنا.
كما ان المسئوليات التى تحملناها ايها الاخوة الكرام بالتوقيع على اتفاق السلام ومتابعة تنفيذ بنوده جاءت فى سياق الالتزام الصارم .. بامال شعب شرق السودان الواسعة فى الامن والاستقرار والتنمية. وكما تعلمون ان الاتفاق خاطب قضايا الاقليم بالاعتراف بان شرق السودان ظل عرضة للاهمال المتطاول .. الذى افرز خللا فى التنمية العادلة المتوازنة والعدالة الاجتماعية وغياب المشروع الوطنى والفشل فى ادارة التنوع .. بينما خاطبت الاتفاقية هذا
الواقع بمعالجات انبنت على نظرية اسعافية تقوم على تاهيل البنية التحتية فى المحاور المختلفة .. وترتيب التزامات مركزية وولائية شكلت اوضح ملامح التنمية .. مع الاخذ بمبدا التمييز الايجابى. كما جاءت ببعض المعالجات لقضايا بعينها عميقة الاتصال بانسان شرق السودان .. أهمها تنظيم ملكية الارض واستغلالها وممارسة الحقوق عليها .. بجانب قضايا التعليم ومعيناته خصوصا الداخليات.. وكما لا يخفى على الجميع فان المعايير الارشادية لاشراك شرق السودان فى رسم السياسات العامة والتخطيط والمشاركة فى الهم العام
.. والقيم المرشدة المتفق عليها كموجهات رئيسية تخاطب القضايا العامة والتى اشتملت عليها الاتفاقية. وتطوير التجربة السياسية بوضع معايير للمشاركة فى اتخاذ القرار .. وترتيب أوضاع تسعف البنيات التحتية فى المحاور المختلفة على المدى البعيد .. كان من شأنها توطين السلام والامن الاجتماعى فى سياق خطة قومية شاملة تخاطب جزور الازمة فى شرق السودان. رغم الجهد المبذول من كافة الاطراف .. بعد مرور اكثر من سبع سنوات من عمر الاتفاق وبسبب الاخفاق فى تنفيذ الكثير من نصوصه الاساسية .. لا ذال الوضع يتطلب منا العمل المتواصل حتى نتمكن من القضاء على اهم الاسباب الجزرية للصراع.
الاخوة والاخوات:
لقد اخترنا أن يكون لقاء اليوم لقاء نوعيا لتقييم كامل التجربة ويجىء فى اطارها بالطبع موجهات وقرارات المؤتمر العام الثالث الذى طرح بدائل وخيارات اسسنا عليها حواراتنا مع حزب المؤتمر الوطنى عبر لجان التفاوض طوال العام الماضى تاكيد لاهمية السلام والاستقرار فى شرق السودان. فكانت تجربة تقييم أداء صندوق اعادة بناء وتنمية الشرق لتقويم كامل ادائه واعادة توجيهه نحو أهدافه ووضع قانون اتحادى لتنظيم علاقاته الراسية والافقية .. الا ان مجهوداتنا فى انذال التوصيات الهامة وتمكين القانون .. تحتاج منا الى المزيد من الوقت والجهد.
وفى الحوار الذى يدور بين حزبنا وحزب المؤتمر الوطنى .. دخلنا فيه باجندة محددة منها الدفع نحو جعل الشراكة فى السلطة لكى تكون اداة لتنفيذ بنود الاتفاق بالمشاركة فى اتخاذ القرار والتشاور .. وبلورة شراكة سياسية تقوم على تفعيل المشاركة وتاسيس مشروع سياسى وطنى. ضافة الى تطوير التعاون بوضع أساس متين لتوفير حلول ناجعة لقضايا المسرحين .. خاصة بعد ان وضعنا اللبنات الاولى لمشروع استيعابهم فى المجتمعات بالولايات والمحليات المختلفة وكل هذه الجهود لا ذالت مستمرة وتتطلب خطوات عملية فى الوصول للحلول المناسبة.
الحضور الكريم:
ويأتي في مقدمة اهتماماتنا رؤيتنا للدستور الدائم للبلاد وكيف يحكم السودان والسبيل لإعادة هيكلة الدولة السودانية وتطوير تجربة الفدرالية حيث دفع حزبنا برؤيته فى هذا الشأن للحزب الحاكم .. وتقوم فى مجملها على رؤى توافقية تصلح أساسا لحكم البلاد شريطة الالتزام بها من الجميع. وبشأن الحرب المتطاولة فى ربوع البلاد فانها تتطلب مشاركة الجميع على ايقافها .. مناشدين كافة اطراف الصراع اعتماد الحل السلمى وتوفر الارادة السياسية والبعد عن الحلول الامنية .. اضافة الى دعوتنا لمراجعة منهجية التفاوض الثنائية وتوحيد المنابر خاصة بعد توحيد أجندة التفاوض فى مفاوضات أديس أبابا لتحقيق الاهداف والغايات الوطنية.
كما تجىء دعوتنا نحو تأسيس علاقات حسن الجوار وعلاقات الشعوب قائمة على ثوابت راسخة قوامها تبادل المنافع والمحافظة على السيادة الوطنية وسلامة أراضى البلاد .. رافضين احتلال مثلث حلايب والاعتداءات المتكررة على أراضى الفشقة .. كقضايا وطنية لن نتناذل عنها ابدا لانها حقوق ثم حدود تقع ضمن مسئوليات الدولة والجميع. وفيما يختص بكفالة الحريات العامة وحماية الحقوق تميزت مسيرة حزبنا الطويلة ببلورة رؤيا واضحة فى شأن حماية ممارسة الحقوق الاساسية والحريات العامة .. وظللنا ننادى بتطوير اطار دستورى وقانونى ينظم ممارستها ويحمى تطبيقاتها على قاعدة المواطنة.
وكما تعلمون أيها الاخوة الكرام .. أن عوامل الهوية ظلت عميقة وراسخة الجزور فى مجتمعنا السودانى الذى تطور على قاعدة اجتماعية وأخلاقية بعيدة عن التنازع .. الا أن التباينات الاساسية التى ولدتها المنافسة السياسية غير الرشيدة أفلحت فى تعريض اللبنة الاساسية لمجتمعاتنا للخطر .. حتى اصبحت الهوية احدى أجندات الصراع تتصارعها اتجاهات فكرية عديدة .. ولحسم هذه القضية لابد من التوصل الى اتفاق جمعى ورؤى مشتركة وأضحة تصلح أساسا للحل .. بجانب ضرورة سعى الدولة لوضع السياسات العامة التى تؤدى الى الانصهار القومى.
ظلت الاوضاع المعيشية للشعب السودانى محل اهتمام الحزب .. حيث اولاها عناية بالغة داعيا الى التركيز على تطبيق مبادىء العدالة الاجتماعية والاقتسام العادل لثروات البلاد والتنمية المتوازنة .. كما قدم رؤيته فى الملتقى الاقتصادى الاخير ابان الازمة الاقتصادية التى ترتبت على رفع الدعم عن المحروقات .. داعيا للتركيز على ابتدار الحلول السياسية لقضايا الحرب وتخفيض الصرف الحكومى واعادة هيكلة الجهاز الادارى للدولة وتطوير مشروعات الانتاج القومى ومحاربة الفساد فى المال العام. ان النسيج الاجتماعى فى السودان يمثل لبنة رئيسية لمطلوبات البناء القومى واذا أردنا ان يكون هناك ولاء اجتماعى يشعر الجميع نحوه بالانتماء .. لابد ان نتوافق على ترتيبات من شانها ابعاد مؤسساتنا الدينية واداراتنا الاهلية من الصراعات
السياسية .. والعمل على تطويرها وترقية قدراتها حتى تتعامل بكفاءة مع أزمات الواقع السودانى العريض .. ويجب علينا ان لا ننسى ان هذه المؤسسات العريقة تمثل لنا فى شرق السودان وعاء وطنيا صنع بطولاتنا التاريخية ولولاها لما حافظنا على ارضنا وتراثنا.
الأخوة والأخوات :
لقد دفعتنا التحديات الماثلة لنكون أكثر إصرارا على بلوغ مقاصدنا، سياسيا باستكمال بناء الحزب في المستويات الاتحادية والولائية والمحلية، حتى انتهينا إلى المؤتمر العام الثالث في شهر أغسطس 2012م. حيث تمت مراجعة وإجازة البرنامج السياسي والنظام الأساسي واللائحة التنظيمية الداخلية للحزب .. كما انتخب المؤتمر لجنتة المركزية لقيادة النشاط السياسي .. تسندها المكاتب السياسية في المستويات الإدارية المختلفة .. وعقدت اللجنة المركزية ثلاث دورات وستعقد الرابعة لتتابع أداء الحزب على كافة المستويات.
وخلال هذه الفترة انتظم نشاط المكتب السياسي، باعتباره الذراع التنفيذي القائد للنشاط السياسي والتنظيمي في اجتماعاته، في أجواء الأزمة الوطنية فشارك بفاعلية في بلورة مشروع متكامل للحوار بين القوى السياسية المختلفة. وبغرض تحسين بناء حزبنا وزيادة فاعليته، نجتمع اليوم لندشن الدورة الثانية للبناء القاعدي، على مستوى الولايات والمحليات، حيث تنتهي الأولى بحلول سبتمبر القادم .. واضعين في الاعتبار أهمية التمدد الأفقي للحزب في الولايات الاخرى.ان تجربتنا التنظيمية كبيرة وعميقة ومهمتنا ان نواكبها بالتجديد والتصحيح حتى يكون حزبنا مؤسسيا منضبطا وفاعلا وناشطا فى الساحة السياسية ..
لهذا لابد من موجهات اساسية للعمل التنظيمى الحزبى :-
لابد من وقفة للمراجعة والمحاسبة واعلاء معايير النقد والنقد الذاتى.
لابد من وضع خطط محكمة لاعادة البناء الحزبى من القاعدة الى القمة والعمل التحتى اللصيق وسط الجماهير.
تفعيل نشاطنا الحزبي على مستوى الولايات والمحليات والوحدات الأساسية داخل البلاد وفي دول المهجر وفي أوساط المرأة والطلاب.
التركيز اكثر والتوسع فى التدريب والتاهيل ورفع القدرات وسط منسوبى الحزب.
ضرورة الالتزام بالانضباط الحزبى الصارم وذلك بالتقيد بالنظام الاساسى واللوائح الداخلية واعمال المحاسبة والمساءلة.
ضرورة الاستمرار فى خطط التطوير والتحديث للجانب المالى حتى تستقر هذه الجبهة باستمرار الالتزام بدفع الاشتراكات وتطوير الاستثمار.
لا بد من الترويج السياسي والإعلامي لبرنامجنا السياسي وخطط عملنا لتحسين الواقع.
العمل الجاد لتأهيل دور الحزب القائمة بالمعينات اللازمة للأنشطة المختلفة والعمل على تأسيس دور للحزب على مستوى المحليات بالإمكانيات الذاتية.
سيتابع المكتب السياسى كيفية تنفيذ موجهات وتوصيات الاجتماع الموسع هذا مع الاستمرار فى تنفيذ قرارات اجتماعات اللجنة المركزية.
الحضور الكريم:
ان التنافس والاستقطاب السياسى الحاد الذى عرفت به الساحة السياسية فى السودان أدي الى ظاهرة الانقسامات والانشقاقات داخل الاحزاب السياسية. لم يكن حزب مؤتمر البجا استثناءا من هذه الظاهرة. الا انه كان اكثر تحصنا لاسباب منها: الاختلافات فى الوسائل والبرامج وليس فى الأهداف والمبادىء كما أن دستور الحزب يضمن ممارسة ديمقراطية لكافة عضويته، يضاف الى ذلك ان الاستراتيجية التى ظل يتبعها وينادى بها الحزب فى مختلف مراحل مسيرته الطويلة .. تدعو لأهمية وحدة الحزب. وقد استمر الحزب فى دعوتة للجميع بأهمية الحوار والتفاهم وصولا الى قواسم مشتركة حول الوسائل والبرامج التى من شأنها تذويب الاختلافات .. وكما تعلمون جميعا ان الحزب قاد أكثر من مبادرة فى هذا الاتجاه .. كانت أهمها تلك التى تمت فى شهر مارس الماضى مع الاخ/ شيبة ضرار .. لا شك انها خطوة مهمة تدعم بناء الحزب وتحقيق أهدافه .. ونكرر دعوتنا للجميع .. ان أبواب الحزب مفتوحة للحوار، مؤكدين انه يحتاج الى خبرات أعضائه الذين ابتعدوا عنه لاى سبب من الاسباب حتى يستطيع تحقيق ماتصبوا اليه الجماهير.
أيها الاخوة والاخوات:
ان مسيرة مؤتمر البجا ارتبطت بالتاريخ النضالى والسياسى لشرق السودان .. وعبرت بوضوح عن امال واشواق انسان الشرق وساهمت فى تشكيله نفسيا واجتماعيا .. كما ان مبادراته فى طرح الحلول سواء على المستوى القومى أو على مستوى شرق السودان .. ظلت كامنة فى قلب الازمة السودانية .. حيث كانت صيغة التجمع الوطنى الديمقراطى وتجربة جبهة الشرق خطوات بارزة .. اقتربت من الحلول ذات الاولوية القصوى للاهداف الاستراتيجية لشرق السودان. لقد حرصنا طوال مسيرتنا أيها الاخوة الكرام .. على تاطير علاقات التعايش والتواصل بين الشعوب فجاءت علاقاتنا مع الشقيقة ارتريا جسرا للترابط الملحوظ اليوم والتعاون الجيد الذى سينعكس خيرا ونماء على الشعبين الشقيقين ان شاء الله.
ودعونى أنتهز هذه السانحة لاتقدم نيابة عنكم بالشكر والعرفان للشقيقة ارتريا حكومة وشعبا لرعايتهم مفاوضات شرق السودان فى أسمرا .. ولما ظلوا يقدمونه للشعب السودانى وشعبنا بشرق السودان .. فلهم التجلة والاكرام. كما وأننا فى سبيل سعينا نحو تحقيق الأهداف المشتركة مع الشعوب الصديقة امتد تواصلنا مع اشقائنا بدولة الكويت الشقيقة .. حيث رعت كما تعلمون مؤتمر المانحين والمستثمرين لدعم اتفاق شرق السودان فالشكر لهم حكومة وشعبا ..
وشكرنا موصول للدول والمصارف والصناديق والمنظمات التى شاركت فيه. ومن ناحية أخرى ولفائدة تعزيز فرص التنمية ودعم مشروعاتها .. تواصلت مجهوداتنا مع مؤسسات الاتحاد الاروبى عبر بعثتها الدائمة فى الخرطوم .. لاستقطاب الدعم لمشروعات التنمية فى شرق السودان حيث امتدت هذه المجهودات .. فكانت زيارة سفراء الاتحاد الاروبى لشرق السودان والتوقيع على حزمة المشروعات التى دعمت الحاجة الفعلية لانسان الشرق فى مجال الصحة ولاحقا فى مجالات التعليم والزراعة.
وكما جاءت زيارتنا الى اروبا ومخاطبة مؤسسات الاتحاد الاروبى ببروكسل .. بجانب عقد لقاءات مثمرة مع ممثلين رسميين لحكومات ألمانيا وفرنسا .. طالبين منهم ترجمة الخطط العامة للتنمية فى شرق السودان الى واقع ملموس .. ومواصلة جهودهم السابقة لدعم السلام والاستقرار فى الشرق. وفى تقديراتنا ان هذه الزيارات أيها الاخوة الكرام .. فتحت أفاقا جديدة
لعلاقات السودان بحكومات وشعوب الاتحاد الاروبى .. كما رفعت سقف توقعاتنا باستقطاب الدعم لمشروعات تنمية شرق السودان فى القريب العاجل انشاء الله.
الاخوة الكرام:
فى ختام لقاءنا هذا دعونا ندعو صادقين أن يجنب الله سبحانه وتعالى وطننا الفتنة والفرقة والشتات .. داعيا اخوتى فى القوى السياسية الى تجسيد وحدة السودان الملبية لاشواق السودانيين .. والعمل من أجل ان تكون السيادة للشعب السودانى وان ينطلق سعيهم نحو مبادرات الحوار بين مختلف القوى السياسية من أجل ارساء رؤى مشتركة. كما ان القوى السياسية الناهضة فى شرق السودان معنية بتقديم برنامجا مشتركا يعبر عن قضايا شرق السودان .. وان تعمل على توحيد الخطاب السياسى لقضايانا الماثلة وحتى نتوحد جميعنا خلف تلك القضايا .. وتقديم رؤية واحدة فان حزب مؤتمر البجا يدعو الى ورشة مشتركة لكافة القوى السياسية بشرق السودان تنعقد فى شهر سبتمبر 2014م باذن الله.
الجمع الكريم:
الشكر لكم جميعا على حرصكم للحضور متكبدين مشاق السفر من مختلف الولايات والمحليات وشكرنا موصول لولاية كسلا التى استضافت هذه الاجتماعات .. وشكرنا يمتد الى الضيوف والى كل من فات علينا ذكره .. متمنيا التوفيق والنجاح لاجتماعاتكم فى ان تخرج بتوصيات وقرارات مفيدة للحزب وجماهيره والشعب السودانى .. وأترحم على شهداء الحزب سائلا الله أن يدخلهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفقيا.
المجد والخلود للشهداء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بالله ده مساعد رئيس جمهوريه أنا فاكرو مساعد لوري في بورتسودان و الا بياع جبنه في سواكن