مصطفى الآغا

عندما يُغتصب الرجال!


[JUSTIFY]
عندما يُغتصب الرجال!

عبر التاريخ كانت كلمة «اغتصاب» بالعربية والإنجليزية والهيروغليفية والسنسكريتية مرتبطة بفعل (إجرامي) يقوم به الذكور ضد الإناث، ونادرا ما كنا نسمع العكس، رغم أن العكس حدث ويحدث حتى في بعض دولنا العربية.

وليس خطأ أو عيبا أن نتحدث عن أمور جرت في هذا العالم الغريب، وأعتقد أن الخطأ هو أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونتعامى عن كل شيء قبيح حولنا.. وأنا هنا أتحدث كأب لولد في الحادية عشرة من عمره، وبنت في الخامسة، وكلاهما يدخل الإنترنت ويقرأ الأخبار ويشاهد اليوتيوب، رغم محاولة الرقابة مني ومن زوجتي، ولكنها الرقابة المستحيلة، لهذا نحاول أن نُجيب على كل تساؤلاتهما مهما كانت محرجة، وأولها من أين أتينا؟ وكيف أتينا؟ ولن ينفع معهما إجابات مثل «اشتريناكم من السوبر ماركت»، كما قال أحد جيراني «المثقفين» لابنه الصغير!!

والأكيد أن الأهل يلعبون الدور الأهم في حماية أبنائهم من خلال تثقيفهم والاقتراب منهم والاستماع لمشاكلهم، ومعاملتهم على أن لهم شخصية مستقلة، وليسوا مجرد أبناء عليهم الانصياع لما نريده نحن، ناسين أو مُتناسين العوامل الخارجية والظروف المختلفة بين ما عشناه نحن وما يعيشونه هم.

والأكيد أنني أخاف على ابني وابنتي من رفاق ورفيقات السوء، لأنهم قادرون بشكل أو بآخر على تخريب تربيتي مهما كنت أو حاولت أن أكون حريصا، ومن هنا تأتي أيضا أهمية مراقبتنا الدائمة لأصدقاء أبنائنا، ومعرفة أهل هؤلاء الأصدقاء ومحاولة بناء جسور اجتماعية معهم حتى يكون الطرفان على بينة مما يحدث لأبنائهم.

والذكور ليسوا وحدهم من يمكنهم أن يقوموا بأفعال غير أخلاقية، وقد قرأت مرة أن السلطات في زيمبابوي وجهت تهمة الاغتصاب لثلاث نسوة قمن بالاعتداء الجنسي على سبعة عشر رجلا خلال عامين، وعثرت الشرطة على أدلة دامغة بحوزة هؤلاء النسوة الصغيرات (في العشرينيات من العمر)، حين تم اعتقالهن في مدينة غويرو على بعد 300 كيلومتر من العاصمة هراري.

الأدلة قادت الشرطة لوجود ضحايا من الذكور، فتم مناشدة الضحايا التقدم والتعرف على المتهمات، وبالفعل جاء بعضهم ليشهد أنهن قمن باغتصابهم، بعد أن قدمن لهم المشروبات الكحولية التي تحتوي على مواد مخدرة، ثم أجبروهم على ممارسة الجنس تحت تهديد السلاح، وتم تصويرهم حتى لا يتجرأ أحدهم على التفكير بالشكوى!

المتهمات روزماري نشاكويزيرا وعمرها 24 عاماً، وصوفيا نهوكاورا 26 عاما وشقيقتها نيتساي 24 عاماً (في حال التعرف على الأسماء إبلاغ أقرب مخفر شرطة في زيمباوبي).

وكلنا سمعنا عن الحادثة البشعة التي حدثت في دبي في أحد أعياد الأضحى السابقة عندما اغتصب (رجل عربي) الطفل الباكستاني موسى مختيار البالغ من العمر أربع سنوات فقط في حمامات أحد المساجد ثم قتله.. نعم اغتصب الطفل وقتله في حرم أحد المساجد.

ذكرى هذه الحادثة مازالت ترعبني كلما نظرت إلى أولادي الصغار، وآسف أن أقول إننا نعيش في مجتمعات فيها تربة مناسبة لمثل هذه الحالات، لأن دولنا تضم بشرا من كل الجنسيات، مع التأكيد أن مغتصب الطفل الباكستاني هو عربي خليجي، ولكن من حق أبنائنا وبناتنا علينا أن نحميهم حتى من أنفسنا (دون المغالاة في الحماية بحيث تتحول الرقابة إلى سجن، فنكون كمن يمشي على مبدأ ومن الحب ما قتل)، ولا أعتقد أن أي شيء يمكن أن يحول بين أبنائنا والانحراف أو السقوط في المحظور سوى المحبة الخالصة، والتواصل الدائم المبني على الاحترام وليس على الهيمنة والسيطرة سواء كان من قبل الأبوين أو ممن يقومون بمهمتهم كالأشقاء الكبار.. فالمحبة كفيلة بأن تصهر الجميع في أسرة واحدة متجانسة متكاتفة قادرة على مواجهة الشدائد مهما كانت قاسية.

هي نصيحة من أب شاهد الكثير من الآباء يساهمون بشكل أو بآخر بمصائر سوداء لأبنائهم.. بقصد أو من دون قصد.. لا فرق طالما أن النتيجة واحدة وهي ضياع الأولاد.[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]