مصطفى الآغا

علق بإيجابية


هذه هي الحالة الراهنة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي سمحت لمن «يشخبطون» على الجدران أن يتواصلوا مباشرة مع سياسيين وقادة ووزراء ومشاهير وإعلاميين ومثقفين ذكوراً وإناثاً شيباً وشباباً، ويستطيعون أن يقولوا لهم ما يريدون وبالطريقة التي يرغبون أو يعرفون.
والأكيد أن «تويتر» إناء ينضح بكل ما فيه من مكونات، وبالتالي لا يمكننا التحكم بمحتوى ما يكتبه المراهق والغاضب والحانق والمضغوط والفالت عن عقال الأدب.

وبما أنني إعلامي وضد تكميم الأفواه؛ لهذا فلست مع الرقابة الحكومية على المنتوج الفكري والأدبي والإعلامي والإبداعي، وبالوقت نفسه ليس كل من حمل قلماً أو وقف خلف ميكروفون أو امتلك جهاز هاتف ذكياً وحساباً على «تويتر» و«إنستجرام» و«سناب شات» و«فيسبوك» مؤهلٌ لأن يقرأ له الناس ما يعتقد أنه حرية شخصية من الشتم والقذف والمس بأعراض الآخرين وكراماتهم (تحت اسم الحرية)، وهو ما انتبه إليه المُشرع، فوضع قوانين صارمة تتلاءم وحداثة وسائل التواصل الاجتماعي وخروقاتها القانونية، وتحديداً حريات الآخرين وأمن الوطن.

ولأن نشر الوعي هو الخطوة الأولى نحو مجتمعات حضارية تعرف حدود الحرية ومعنى الديموقراطية، ومن هذه الزاوية تحاول جريدة «الاتحاد» أن تساهم في التوعية من خلال مبادرات اجتماعية أو مجتمعية بدأت بمبادرة صوّر بإيجابية، بعدما كان هم الغالبية هو الصور السلبية التي لا تعكس حقيقة ولا واقع البلد وتطوره وغناه الثقافي والإنساني، ثم وصلنا لمبادرة #علق_بإيجابية، التي أتشرف بالمشاركة فيها إلى جانب بعض الأسماء المعروفة أمثال الكابتن الخلوق إسماعيل مطر، والصديق الصدوق علي سعيد الكعبي، وبعض الأسماء الذين لم ألتقِ بهم، ولكنني سمعت عنهم كثيراً، وكلهم حاولوا عبر قدرتهم على التأثير أن يشجعوا الناس على الكتابة الإبداعية الخالية من السلبية، أو الأقل سلبية وسط محيط مشحون بكل «البلاوي»، التي نجدها ليلَ نهار من إرهاب وتطرف وتعصب وانفلات وحروب وتجنيد للسذج والتغرير بهم عبر وسائل التواصل، فما أحوجنا هذه الأيام للإيجابية، والفكر المبدع والخلاق، وليس للطاقات السلبية التي تستهلك أعصابنا، وتحرق دمنا فتكون كلماتٍ بوقع اللكمات.