مصطفى الآغا

ألف ليلة وليلة إماراتية


الثلاثاء والأربعاء الماضيان، عشنا أمرين متناقضيَن، ولكنهما شهدا نهايتين سعيدتين مثل قصص ألف ليلة وليلة.. نبدأ بقصة العميد النصراوي، الذي حقق نتيجة مذهلة على أرضه أمام تراكتور الإيراني بأربعة أهداف لهدف وهو ما جعلنا شبه متأكدين أنه سيكتب تاريخاً جديداً بتأهله لدور الثمانية مع قناعتنا التامة بأن مباراة الإياب في تبريز لن تكون سهلة.

ولم نتوقع أن نشهد في لقاء العودة هذا السيناريو من حرق الأعصاب، فبعد التقدم بهدف الرائع سالم صالح تصورنا أن المسألة منتهية ولكن تراكتور سجل ثلاثة أهداف وحرق أعصابنا وسط أداء بطولي من رجال النصر، الذين حافظوا على هذه النتيجة حتى صافرة النهاية وسط جمهور كبير جداً صفق لفريقه رغم خروجه، ونحن تنفسنا الصعداء بالمقابل وزادت توقعاتنا بأن يكون العميد هو حصان هذه البطولة الأسود.
على الجهة المقابلة دخل العين مواجهة ذوب آهن الإيراني على ستاد فولاذ شهر وهو متعادل على أرضه بهدف لهدف أي أن التعادل السلبي يؤهل الفريق الإيراني، وكانت مشاعر البعض متناقضة إلا أولئك الذين يؤمنون بقدرة الزعيم الإماراتي على العطاء وسط أحلك الظروف وأصعبها، ومن تابع المباراة لم يخالجه أي شك بأنها، وكأنها تجري في العين وليس في إيران.

وما قدمه عموري وزملاؤه كان درساً في القتالية و«الحرفنة» والتكتيك والتناغم، وصدق زلاتكو، عندما قال قبل المباراة إنهم ذاهبون إلى إيران ليتأهلوا، وإنهم سيقدمون أفضل مباراة لهم في الموسم، وأنه لن يبحث عن أعذار لأن الفريق الكبير عليه أن يؤكد للجميع مقدرته على إحراز أفضل النتائج مهما كانت الظروف.

الكبير يبقى كبيراً، والعين أثبت أنه من طينة الكبار في القارة، وليس في منطقته فقط، وهو من توج بأول ألقاب دوري أبطال آسيا بحلته الجديدة، وانضم لشقيقه النصر والجيش القطري كمدافعين عن الحلم العربي باللقب الآسيوي، لأن الفريق الكبير عليه أن يؤكد للجميع مقدرته على إحراز أفضل النتائج مهما كانت الظروف، وقد كان لممثلي كرة الإمارات ما أرادا.