رأي ومقالات

حمدى شفيق يكتب: أسباب الانهيار السريع لجيش المالكى أمام ثوّار العراق

هناك تفسير معقول جداّ للانهيار السريع و استسلام ميليشيات المالكى فى عدة محافظات و مدن كبرى عراقية..فقد عانت العشائر العراقية الأمرّين من بطش و طغيان عصابات العميل الشيعى الأمريكى، التى قتلت عشرات الألوف من السُنّة، و اعتقلت غيرهم ، و اغتصبت كثيرات من الحرائر ، و استولت على الأموال ، و أحرقت البيوت و المزارع و المحال ..فبدأت العشائر السُنّية أولاً فى التظاهر السلمى ،خلال الشهور القلائل التى مضت كما رأينا.

ولجأ الطغاة الى مزيد من القمع الوحشى لفض الاعتصامات .. و كان لا مفر أمام أهل السُنّة من التخطيط لازاحة الطغيان بوسائل أخرى ..فأصدرت كل العشائر العراقية أوامر لأبنائها بالانسحاب من جيش المالكى و شرطته فوراً..ومن لم ينسحب منهم ألقى السلاح ، و أمدّ الثُوّار بالمعلومات الهامة و العتاد و الذخائر..

و تزامن هذا مع اشتراك العشائر مع الاسلاميين بكل اتجاهاتهم ، و ما تبقى من البعثيين أيضاً بقيادة عزت الدورى نائب صدّام ، فى شنّ هجوم شامل مُنظّم ،بترحيب حار ، و مُساندة مُطلقة من أهالى المناطق السُنّية المُضطهدة ..و من الصحيح أن الاسلاميين -بكل فصائلهم و مكوّناتهم-هم القوة الضاربة الأهم ، لكن معهم علمانيون و مستقلون و قبائل طالبة للثأر ، و بعثيّون أيضاً ..

وتكفى بيانات علماء السُنّة و قادة العشائر المُتتالية لتأكيد أنها ثورة الشعب كله.. و أحدث تصريح بهذا الصدد صدر عن طارق الهاشمي النائب السابق للرئيس العراقي- الذى أكد أن بلده يشهد ربيعاً عراقياً ، على غرار ما شهدته المنطقة العربية خلال السنوات القلائل الماضية..

ولو كان المُهاجمون (ارهابيين) كما يزعم الاعلام الفاجر ، ما نجحوا فى تحرير كل هذه المُدن بهذه السهولة..وكان من الطبيعى أن تهرب باقى الميليشيات المأجورة أمام زحف السُنّة المُقدّس..
(و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون) سورة يوسف:21

حمدي شفيق

تعليق واحد