خالد حسن كسلا : رسالة لندن إلى المتمردين استهبال دبلوماسي
طالب سفير لندن في الخرطوم الحركات المسلحة بالانضمام للحوار الوطني، هل يقصد الدخول في مفاوضات جادة وحاسمة ونهائية لتعتبر بذلك جزءاً من عملية الحوار الوطني، ام يقصد ان تتجاوز هذه الحركات حكاية التفاوض في بعض عواصم الدول الافريقية، وتحسب نفسها مع القوى السياسية المعارضة بالداخل!
يبدو أن سفير لندن كان يهرف بما لا يعرف، وهو يتحدث في لقائه مع مساعد الرئيس الدقير، يريد فقط ان يحشو وقت اللقاء بحديث يظن انه محبب للحكومة والجمهور، ويمكن ان ينطلي عليهما. يظن ان بلاده التي احتلت في خواتيم القرن التاسع عشر السودان قد جعلت اهل هذاالبلد يطربون لكل ما يصدر من مسؤول بريطاني حتى ولو كان تافهاً. لكن بقي الآن تأثير ثلاث شخصيات فقط في هذا المجتمع اقوى من تأثير عقود الاحتلال البريطاني عليه، هذه الشخصيات الامام محمد احمد المهدي والشيخ احمد حسون والشيخ علي طالب الله. انهم أئمة الأنصار والسلفيين والاسلاميين. ويقوى تأثيرهم بهذا المجتمع كلما مرت العقود. لذلك ينحسر تدريجياً حجم المتأثرين باحتلال وحكم أجداد السفير البريطاني بيتر، فاسمه هذا يحمله فقط ابناء الجنوب الذين انفصلوا عن الشمال.
السفير البريطاني هنا في الخرطوم لا يسعه بالطبع ان يردد مثل تصريحات حكومته حول قضية امام القضاء السوداني المستقل بمختلف درجات التقاضي فيه، وهذا يتركه حينما تنتهي فترة عمله بالبلاد ويعود الى بلاده او ينتقل الى بلد آخر فيطلق التصريحات السلبية بعد ذلك كما كان يفعل المبعوثون الغربيون.
لكن لو كنت مكان مساعد الرئيس جلال الدين الدقير لطالبت السفير بأن يكتب مطالبته للحركات المسلحة بالانضمام الى الحوار الوطني في رسالة رسمية باسم الحكومة البريطانية ممثلة بسفارتها في الخرطوم. او يكف ويصمت عن ذلك فلا داعي للاستهبال الدبلوماسي.
والغريب ان بريطانيا كجزء من الدول الغربية التي لم تبارك العام 1986م حكومة الصادق المهدي المنتخبة، بل ظلت تنهكها من خلال دعم التمرد، يأتي سفيرها الآن ويمتدح في لقائه بالدقير، الجهود التي بذلت لاطلاق سراح الصادق المهدي. وهو بذلك يجهل أو يتجاهل حق التقاضي الذي مارسه ضده جهاز الامن. ولم ينتبه السفير على ما يبدو الى ان جهاز الامن لم يقم باعتقال عشوائي إنما جاء ذلك بأمر النيابة لتقدم المتهم الى المحكمة. هكذاهم مسؤولو الدول الغربية، لا ينتبهون أو يتجاهلون تطور مؤسسات دول العالم الثالث من خلال التاريخ القريب.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
السفير البريطاني مستهبل والحكومة البريطانية بتضحك علينا .. لكن من يمثل السودان امام السفير البريطاني؟ انه الدقير وياللعجب فالسفير البريطاني يعرف تمام المعرفة انه انما يزجي وقته مع همبول انقاذي لا في العير ولا النفير كما قال عن امثاله المتنبي (رخو وكاء البطن منفتق لا في الرجال ولا النساء معدود؟) انه احد ديكورات الانقاذ التي تتزين وتتجمل بسواقط الاحزاب والمخرجات التناسلية للطائفية البغيضة، فهذا ابن المهدي على يمين كبير اخوانه البشير وذاك ابن الميرغني على يساره، لا يؤبه لهم اذا حضروا ولا يفتقدون اذا غابو.. أما تقاعس بريطانيا عن دعم الديمقراطية التي جاءت بالصادق 1986، فقد كانت أهون ضررا من افاعيل اخوان الشياطين كما أسماهم نميري والذين كانوا يتحلقون حول الصادق ويظهرون له خلاف ما يبطنون انهم اخوان المنافقين، فالديمقراطية وأدتها الفئة الباغية أى المنافقين من الكيزان وليست بريطانيا. . والبعرفونا ما يحضرونا