رأي ومقالات

أبو بكر صالح حميدي : هناك فرق بين معارضة النظام ومعارضة الوطن يا زهير السَّرَّاج

[JUSTIFY]كثيرون ممن يعارضون الأنظمة القائمة في بلدانهم لا يفرقون بين معارضتها ومعارضة الوطن ومصالح الشعب، لاسيما إن كان هنالك صراع فكري بين النظام القائم ومعارضيه. والأمثلة في ذلك كثيرة لكن فلنتناول الأنموذج السوداني فهو مليء بالمتناقضات، فجميعنا لا ينسى الضربة التي تعرض لها مصنع الشفاء للصناعات الدوائية في عام 1998م من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تفجير مبنى التجارة العالمي مع سلسلة من الضربات التي وجهتها أمريكا لعدوها المصطنع، ولن ينسى التاريخ التأييد والدعم الذي وجدته من المعارضة السودانية للنظام القائم بل والمطالبة بتوسيع الضربات، وأيضاً التاريخ سيسجل شهادة شرف ووطنية لا تضاهى بثمن وإن كان كرسي السلطة للزعيم الوطني الشريف زين العابدين الهندي الذي قال حينها يجب أن نفرق بين معارضة الوطن والحكومة، فكانت عودته للسودان وانخراطه في خدمة الوطن. وما دفعني لهذا هو الهجوم التي تعرض له مشروع تنمية الآثار السودانية الذي تتبناه دولة قطر الشقيقة من قبل الكاتب المعروف الأستاذ زهير السَّرَّاج، فهو هجوم مغرض وله أهداف غير المذكورة. ومعلوم أن الآثار السودانية قديمة وضاربة في جذور الحضارة البشرية، لكنها تعرضت لإهمال ممنهج من قبل الباحثين والمؤرخين بإيحاء من مصر التي تنكرت للحضارة السودانية ولدور أجدادنا في تاريخ مصر الآثاري الذي أصبح الآن المصدر الأول للدخل القومي في الخزانة المصرية، والمعلوم للجميع أن المستفيد الأول من ذلك هو مصر لأنه يؤثر في نسبة السياحة بها.

كما كان سيؤثر قيام سد كجبار في حاجتها للماء الذي عطلته بالضغط على دولة الإمارات بعدم تمويله، كذلك تأثير إنتاج مصنع الشفاء للأدوية الذي كان سيغطي حاجة البلاد من الأدوية بالإضافة لإفريقيا، وبالتالي تفقد مصر أهم أسواقها الدوائية، فمع من أنت يا زهير السَّرَّاج؟! أما الهجوم على قطر ومحاولة اتهامها بأنها تسعى لسرقة الآثار السودانية وعرضها بمتحف قطر الذي سيتم افتتاحه قريباً، فهو لا ينفصل عن الهجوم الذي تعرضت له قطر من علمانيي ويساريي مصر، ولذلك لمواقفها القوية مع جميع ثورات الربيع العربي التي قدمت لها الدعم ورعتها الرعاية الكاملة هذا غير دعمها للأنظمة الحرة. ثم تساءل الكاتب لماذا الاهتمام الآثار السودانية؟ ولأنه لا يملك دليلاً ليقدم اتهاماً فكان مقاله في شكل تساؤلات حتى يؤثر في القارئ. لكن أنا أساله لماذا دعم عملية السلام في دارفور وتوفير مبالغ مالية عجزت عن توفيرها الأمم المتحدة؟ ولماذا الاهتمام بالقضية الفلسطينية ودعم مقاومتها؟ ولماذا توفر المرتبات لحكومة إسماعيل هنية بعزة؟ ولماذا تعمير البنية التحتية التي دمرتها إسرائيل؟ ولماذا الوساطة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية؟ ولماذا استضافة فرقاء الأزمة اللبنانية؟ ولماذا الوساطة بين إريتريا وجبوتي؟ ثم لماذا دعم الإنسانية جمعاء عبر منظمة قطر الخيرية التي تنتشر في «40» دولة حول العالم؟ ثم أخيراً لماذا تبنت الشيخة موزة مشروع «علم طفلاً» عبر مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة «التعليم أولاً» الذي يستفيد منه في السودان فقط «65000» طفل هذا غير بقية دول العالم. ختاماًَ أقول إن العلاقات السودانية القطرية علاقات يجب أن تكون أنموذجاً لبقية الدول، فهي الدولة الوحيدة التي أنقذت الاقتصاد السوداني من انهيار محقق لأكثر من مرة. الهجوم الذي تعرضت له قطر من قبل زهير السَّرَّاج لا يختلف عن الذي تعرضت من قبل توحيد عكاشة ومن لف لفه في الإعلام المصري الذي لا يرى في منطقة الشرق الأوسط غير مصر، فهو هجوم موجه لإرادة الشعوب العربية الشقيقة ومقصود به بصورة مباشرة الأنظمة التي تتبنى الفكر الإسلامي لاسيما بعد ثورة الربيع العربي. ولكن إن أثبت لنا الأستاذ زهير السَّرَّاج ما خطه قلمه بالأدلة، فلا شك نحن أول الداعمين له، وأول من يقف في وجه قطر.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. الصحيفي زهير السراج ومن لف لفه هم الذين يشوهون سمعة السودان ويجب بتر السنتهم وأقلامهم للأبد وليسوا ببعيدين عن الذين يحملون السلاح في وجه الوطن وهم سيان مثلهم مأجورون ..

  2. ما كنت اظن ان في السودان ناكر جميل مثل الاعلام المصري والحكومة المصرية التي تنكرت لدولة قطر بعد ما قدمت لها ما ينقذ اقتصادها وحاكمت اول رئيس مصري منتخب للتخابر مع قطر وحماس بل حاربت سكان غزة مع اسرائيل وما ذلت تحاصر غزة .
    ان شذ عنا واحد وانكر جميل دولة قطر فدولة قطر حكاما وشعبا تصلها دعوات فقراء وجوعي وجرحى دارفور .