رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : أمن مصر من «قطب» إلى «بديع»

[JUSTIFY]بعد مقتل سبعمائة من أنصار الرئيس المصري المنتخب ديمقراطياً الدكتور محمد مرسي برصاص الشرطة والجيش والبلطجية الذين يؤيدون الانقلاب العسكري في القاهرة، فإن محكمة مصرية منحازة تثبت حكم الإعدام على أحد سادة مصر فضيلة الشيخ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدعوية الديمقراطية. وقبل أن نخوض في الحديث عن الدوافع «المحلية» هناك وراء هذا الحكم الذي يوصف زوراً وبهتاناً بأنه قضائي، ونحن نعلم أنه لا قضاء مستقل الآن في افريقيا إلا في السودان وتونس فقط، وهذا معلوم طبعاً للخبراء القانونيين، فإننا نطرح سؤالاً جوهرياً.. هل ترى واشنطن وتل أبيب أن مثل هذه الأحكام القضائية التعسفية في مصر لن تضر بالأمن والاستقرار والمشروع الاقتصادي المستقبلي الذي يخطط له بالطبع الخبراء بما فيهم المختصون بشؤون مياه النيل؟! من يقنع عصابة السيسي والبلطجية من ورائه وبعض دول الاقليم ذات الآفاق الضيقة جداً، بأن القوى الأجنبية والصهيونية التي لا تحتمل الديمقراطية داخل الدول الاسلامية، وأن اكتاف الأمن والاستقرار تؤكل من مثل هذه الأحكام القضائية التعسفية؟! إن إسرائيل إذا أرادت خيراً بمصر لنصحت حكومة الانقلاب العسكري بقيادة السيسي بأن مضايقة الإسلاميين بعد فوزهم بالانتخابات ووصولهم إلى الحكم في جو ديمقراطي معافى يخدم عملهم المنهجي للاستقطاب. لكن المشروع الصهيوني لا يقوم على نصح دول الطوق حتى ولو كان بينها وبين الكيان الاسرائيلي عقد الاتفاقيات. فإن اتفاقية كامب ديفيد تخدم فقط أمن الاحتلال اليهودي، لأنها على الأقل تدق الإسفين بين العرب والمسلمين وتسبب على مدى السنين الانقسام الحاد بينهما. الحكم بالإعدام على شخصية لها وزنها مثل «بديع» دون أن يثبت ضده ارتكاب جريمة.. وحتى ولو نفذ الاعدام فإن العزاء ان أيام عمره انقضت، وقد قتلت الشرطة قبل الحكم الجائر عليه ومعها الجيش الموظف لحماية أمن الاحتلال الاسرائيلي سبعمائة ناخب ديمقراطي بعد فوز مرسي من ناخبيه. لكن ماذا حدث لمصر بعد قتل سيد شهداء مصر الشهيد سيد قطب وصحبه الميامين؟! لقد انتكست مصر عام 1967م لأنها بقتل سيد فقدت وخسرت المجاهدين. وتعرض السادات لعملية اغتيال سببها الأساسي هو عملية الانقسام الحاد في المجتمع المصري التي أحدثها قتل سيّد قطب. نعم من سيد قطب إلى محمد بديع.. تخسر مصر أمنها واستقرارها لصالح الاحتلال الاسرائيلي والمزاج الامريكي السيئ في السياسة الخارجية. مصر الآن في أشد الحاجة إلى أمن بيد أبنائها وليس ابناء اليهود المخترقين لقواتها المسلحة.. مصر الآن في اشد الحاجة لانتعاش الاقتصاد بانتاج ابنائها وليس بالمنح الأمريكية وآخرها منحة الخمسمائة مليون دولار التي ستتسلمها قريباً مقابل أن تقوم باجراءات تصب في اتجاه المزيد من نسف الامن دون ان تدري. مصر محتاجة لشبابها، لكنها تسكب عليهم الرصاص لأنهم رفعوا شعارات المطالبة بعودة الديمقراطية. وجيش مصر لا يريد أمناً ولا اقتصاداً ولا ديمقراطية، والدليل أن الحكومة العسكرية في القاهرة تتجاوب مع حكم إعدام تعسفي على زعيم إسلامي مسلوب الحق الانتخابي. إن الحزب الإسلامي فاز في مصر وارادت اسرائيل وامريكا وتوابعهما ان يقوم جيش مصر بالاعتداء على فوز الإسلاميين، وكله ليس في صالح مستقبل مصر ولا في صالح أمن رؤسائها الشخصي.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. تنظيم عمرة اكثر من ثمانون عاما خبرة في كل شئ موت قطب ام بديع هل يغيير من الامر شئ (الحرب على الارهاب) قادة امريكا تحالفا ضد الارهاب ه ذه العبارة الهلامية (ثم اخيرا اقتنعت امريكا) لا يوجد ارهاب كثر من قتل الانسان دون وازع ديني ولا اخلاقي ( مزيد من قتل)في حرب لا تنتهي عبر اجيال الان ؟ المصالحة

  2. أجمل ما في المقال هو قولك (( ونحن نعلم أنه لا قضاء مستقل الآن في افريقيا إلا في السودان وتونس فقط، وهذا معلوم طبعاً للخبراء القانونيين )) !!! .

    هل هذا القضاء هو نفسه الذي يعين اعلى قامة فيه و هو رئيس المحكمة الدستورية نفسه حكما” و جلادا” على الشعب السوداني و يحدد لنفسه مليار جنية كاتعاب و دون ان يغادر مكتبه ؟.ام القضاء الذي لا يحكم في قضايا الفساد و خيانة الامانة و يحولها الى نيابة الثراء لتتم التسوية و يقتسموا نصيبهم مع المفسدين و يرمون الفتات للشعب السوداني تحت فقه التحلل , ام القضاء العاجز عن كفكفة دموع يتامى دارفور الذين فقدوا الاهل والاب والام !!!.