رأي ومقالات
سماح عثمان: العاصفة الكامنة: التسوُّل.. قنبلة موقوتة مختبئة في حالة إنسانية
من مسرح الواقع نوافيكم
واقع طفل ظل يلاحق الأيام ليأكل وجبة وكان يحدق في الأطفال، وهم يلعبون بالعجلة، وكم حلم بأن يرتاد المدرسة، وفي يوم توسل إلى شابة لكي يشتري قطعة حلوى فأعطته جنيهين اشترى واحده وعاد إليها مسرعاً بابتسامة خجلة، لقد أتيت لك بالحلوى الأخرى، فكان كل همه قطعة حلوى وامرأة كانت تتوسد الأرض غارقة في همها كل المارة ظنوا أنها نائمة، ولكنها كانت نادمة على قسوة الحياة التي جعلتها عاجزة لا تقوى على إنقاذ ابنتها التي لم تحتمل هول الحادثة التي تعرضت لها لأنها لا تملك ثمن دوائها، فكان مصيرها الموت تحت الأرض بعد أن جربت الموت من فوقها، وهكذا أصبحت حسرة أمها.
الزاحفون على الأيادي:
هؤلاء هم فئة انتشرت ممن يعانون إعاقة في أرجلهم ويجولون الشوارع باحثين عن رزقهم زحفاً مثبتين أياديهم على الأرض، وأول ما يمكن ملاحظته هو الشباشب التي يلبسونها على أيديهم حتى يستطيعوا التحرك من مكان إلى آخر، وليس هذا فحسب، بل من المدهش أن تصادف سيدة من هذه الفئة تتسول متنقلة من مكان إلى آخر، وتحمل طفلاً على ظهرها تتنقل بين ظلال المباني إلى ظلال الأشجار، ومن ثم إلى ظلال العربات، ومن الغريب أنها متخضبة في أيديها وأيضا في أرجلها لها قدرة هائلة على التحمل وسرعة التنقل رغم حرارة الأرض التي أصبحت بمثابة وضع طبيعي بالنسبة لها فأصابني الفضول لاقترب منها وعندما سألتها أين تسكنين أجابتني أنها تأتي من مايو يومياً إلى شارع المستشفى، فتلك المنطقة مكان عملها الثابت، وقبل أن أفكر في طرح سؤال آخر حملت نفسها بسرعة غريبة، وفي ظهرها ابنها الذي لم يتجاوز الثالثة (ولداً متين بقى للدردرة).
الرجال يتسولون:
تجدهم أغلب الأحيان يختبون وراء إعاقتهم كوسيلة للتسول حتى يكون لهم العذر الذي يواجهون به المجتمع الذي لم يره عُذرا كافياً، كرأي صباح حسن طالبة جامعية بالمستوى الرابع، تقول بأن الرجل الذي يستطيع التسول بغض النظر عن اعاقته يمكنه أن يعمل ويجني ربحاً، ولكن بطريقة كريمة، وهنالك آخرون يطورون التسول إلى مهنة يمكنهم الترزق منها عبر إظهار موهبتهم مثل عمنا الذي كان يمدح بميدان جاكسون وبيده آلة رق يشكل من خلالها أجمل الايقاعات صادحاً بصوته أعذب الألحان والكلمات الطيبات في مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم واضعاً أمامه حقيبته ليجمع فيها النقود لمن شاء أن يكرمه، ومن لم يشأ فهو لم يتوسل لأحد، فحقيقة التسول عند الرجال لاتختلف كثيراً عن تسول النساء، فالفارق الوحيد الذي قد تجده هو أن النساء في بعض الأحيان يستحين ويضعن ثيابهن على وجوههن لكي لايتعرف عليهن أحد.
طفولة ضائعة :
في وقتٍ ليس بالبعيد كان تسول الأطفال بـ(التحنيس) والتوسل يرددون عبارات تكاد تتشابه على سبيل المثال “الله يديك عربية همر” “ربنا يعرس ليك” “عليك الله أديني أنا ما أكلت من الصباح”، وهكذا أما الآن فقد أصبح المتسولون الصغار (الجُدد) يتعاملون بسياسة “سيب وأنا أسيب” بمعنى “ما ح أفكك إلا تديني قروش”، وهذه السياسة موجهة بصفة خاصة إلى البنات فأحيانا تجدي بصورة فعّالة يحاولون عكس قسوة الحياة عليهم، ولكنهم لايجيدون الدور فهم أكثر براءة من تقمص ذلك الدور يُقال عليهم أطفال عنيفون، ولكنهم ليسوا سوى أطفال يحتاجون إلى الرعاية في بيئة أفضل ليكونوا صالحين، وفي ذات يوم مررتُ بطفل يحمل طوبة في يده ويهدد بها أخته وحوله أناس يتفرجون فاستفزتني تلك الحادثة، فقلتُ له “ارمي الطوبة أجابني شاب ما بيضربا بيها كلام ساي”، فقلتُ في قرارة نفسي، وماذا إن فعل وفاجأني عندما سمع الطفل كلامي، وألقى بالطوبة أرضاً، وبعدها شرح لي المشكلة التي كانت عبارة عن جنيه أخذته منه أخته، وهما يتسولان وعندما أعطيته الجنيه حلت المشكلة، ولكن هل ستعود يوماً تلك الطفولة التي تاهت وسط مشاكل الجنيهات التي يتعايشون معها يومياً وأحياناً تؤدي إلى رفع ما هو أكثر من طوبة.
من الآخر
عندما تعترض طريقك امرأة، وتقول لك لا أملك تعرفة المواصلات، وعندما يتوسلك رجل يحمل في يده روشته جائلاً بين الشوارع لأنه لايملك ثمن الدواء مترصداً المارة أو يتبعك طفلاً طوال الطريق فقط لتمنحه مايشتري به وجبه، ففكر أولا ما الذي يدفعهم لذلك الفعل بدلا من أن تسخر منهم، وتقول لماذا يفعلون؟ فليس جميع من يتسولون هم كسالى ولايحسنون صنعا، فما أدراكم ماذا إن كانت هذه المرة ليست بمزحه فما ذنب الأطفال الذين يحملون وزر أمهاتهم تحت أشعة الشمس وما ذنب الغلابى الذين تشوش عليهم عصابات التسول، فنجد من يعاني الأمرين كي يصمد في وجه رياح الخوف التي تجتاح من يمضون حياتهم في طلب لقمة
الخرطوم: سماح عثمان
هل كل شىء فى الوطن اصبح مستحيل ولو بالتمنى ولدى سؤال لاخت الوزيرة الفاضلة وزيرة الرعاية الاجتماعية وهل خلصت عملية المسوح والتحرك نحو المشردين والمستضعفين الان فى الازقة والاسواق والخ وشهر رمضان الفضيل مقبل وعليه امل بان يتم حصر لهم فورا ومع الاجهزة الامنية لانها ادرى بمناطقهم وعمل مسوح لهم وايوائهم ومن يستطيع العمل يساعد ومن يدخل التريب المهنى يساعد ويكون باسرع ما يكون وهذا هو الضياع ونحن جميعاتحت المسئولية وربنا سوف يسالنا عن اخوتنا هؤلاء مدوا لهم يد العون الان الان ؟ واتمنى بان الوزيرة وكل طاقم الوزارة بان يكون يوم العمل الميدانى يكون على كل ولاية ومن الواقع ويتم الحسم وليس بتقارير ورقية وبعيده عن عملية الاصلاح والبت فى الامر وامل بان نسمع حمله اسعافية من الميدان وتبث عبر التلفاز لتحقيق حلم الغلابة هؤلاء الذين يفترشون المجارى والازقة وارحموا ما فى الارض يرحمكم ما فى السماء ؟ وعليه هذا وحده برنامج كافى فى رمضان من الواقع ؟ وامل من الوزيرة والوزراة نشوف فى المواقع لالتحام بهموم المواطن عن قرب ويكونوا ضربوا مثالا حيا فى ان الوزارة فى خدمة المواطن ولسماع شكوته ورفع الظلم عنه ؟ والله المستعان