رأي ومقالات

أ. د. محمد موسى : نداء لسعادة الرئيس ومجلس الوزراء والبرلمان ووزيرة التعليم العالي .. ماذا تنتظرون ؟


[JUSTIFY]هذا النداء أرسله لهؤلاء لأن الأمر كله بيدهم ولأن القلم والقرار بيدهم. هل يسركم الحال الذي عليه وضع الأستاذ الجامعي؟ وهل يسركم الحال الذي عليه التعليم العالي؟ وهل يسركم تردي التعليم العالي والحال الذي عليه الطلاب؟ وهل تسركم هجرة الكفاءات والعقول من السودان كل عام بل كل يوم؟ هل يسركم تردد وتسول وتسول الكفاءات على أبواب لجان التعاقد؟ الإجابة بالطبع لا. إذن ما هو العلاج؟ وقد أصبحت وكالات سفر الأستاذ الجامعي مثل «الكناتين» تنتشر في كل شوارع الخرطوم يسافر الأستاذ الجامعي عبر الذل والمهانة ودفع المال للوكالات. لا التعليم العالي ينظم الهجرة ولا وزارة العمل تقنن العقودات، الهجرات مستمرة ولمن؟ لأعز ما يملك السودان من الكفاءات. الأستاذ الجامعي الذي يعيش على الكفاف لا بد أن يهاجر. السودان يفقد أعز ما يملك ومجلس الوزراء الموقر يعرف والبرلمان يعرف ووزيرة التعليم العالي تعرف وتعلم وتوعد بالحل!! ولكن كأنهم لا يسمعون ولا يرون حال السودن الذي تهاجر منه أعمدة ومقومات التنمية الشاملة. المتمثلة في الأستاذ الجامعي الذي يرجو منه أن يخرج من ينعش التنمية من الاجيال ويقود المجتمع نحو الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي فيما يسمى بالتنمية الشاملة. إن السودان الذي يعمه الفقر والجهل والمرض وتكتب الصحف كما جاء في الوان يوم الجمعة 4/7/2014م «المجاعة تهدد السودان بحلول سبتمبر» ليست المجاعة فحسب إنما تهدد السودان هجرة العقول من الأساتذة وهجرة العمال المهرة. والسودان يهاجر منه كل يوم الذين يعول عليهم أن يحاربوا الفقر والجهل والمرض. ولكن يبدو أن الدولة زاهدة في الكفاءات وأعز ما يملك السودان. يا سعادة الرئيس ومجلس الوزراء الموقر والبرلمان ووزيرة التعليم العالي ماذا تنتظرون وأنتم تنظرون في حال الأستاذ الجامعي الذي يعيش على الكفاف ويمكن للقارئ أن يتصور معي أن مرتب الأستاذ الجامعي في أعلى درجة بروف ــ لا يتجاوز 3000 جنيه، فما بالكم بالمحاضر والأستاذ المساعد.. ألخ، والموظفين في سلك التعليم العالي. إن بعض الدول تعطي الأستاذ بدرجة أستاذ تعطية مرتب سنة في السودان في شهر واحد فقط. ألا يكون هذا مدعاة للهجرة وإذا لم توافق الجامعات يقدم الأستاذ استقالته زاهداً في السودان وفي الجامعة وفي وزارة التعليم العالي. ذات مرة قلت لبعض الأساتذة كتبت في الصحف بعض المقالات عن هجرة العقول فرد علي قائلاً:

لقد أسمعت اذ ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
قد ينفع نفخك في جمار
ولكنك تنفخ في رماد

الآن أخاطب الذين جعلتهم عنواناً لهذا المقال ولا أظن أني أنفخ في رماد. وأظن أني أخاطب حياً وأخاطب مهتماً بأمر التعليم العالي وأرجو منه الاستجابة والاستجابة السريعة. إن الأستاذ الجامعي الآن يذل ويهان بدلاً من أن يكون شعاره «لن نذل ولن نهان» والسبب سياسات الدولة وكأنها لم تسمع بدولة ماليزيا وما وصلت إليه من نهضة وتقدم وتنمية. عندما سئل الرئيس مهاتير محمد رئيس ماليزيا السابق.. عماذا فعل حتى صارت ماليزيا في الدول المتقدمة وفي فترة وجيزة.. فقال: صرفنا على التعليم ثلاثة أرباع إيراداتنا العامة.. فتخرجت أجيال متسلحة بعلوم العصر.. وانتشرت كالنحل على كل مرافق الدولة.. وعندما قامت نهضة اليابان الحديثة يقال أصدرت الدولة مرسوماً تقول فيه على كل صاحب مركبة خاصة وعامة أن يخدم المعلم وعلى المعلم إبراز بطاقته فقط ويأمر السائق أن يذهب به حيث يريد ولا يسأل عن الأجرة. وذلك تقديراً لزمن المعلم الذي هو أساس التنمية والنهضة. ونسأل السودان كم من الميزانية رصدت للتعليم وكم ترصد للتعليم العالي. هذه طموحات لا أظن السودان في مستواها. ولكن يكفي فقط الأستاذ الجامعي أن يجد من المال ما يسد الرمق ويشتري المراجع وكل ذلك كي يقلل من هجرة الأستاذ الجامعي. وأخيراً أوجه النداء إلى هؤلاء الذين هم في صدر المقال وهم عنوان وأضيف إليهم نقابة التعليم العالي. لماذا أنتم تتفرجون على الأمر الوضع المزري للأستاذ الجامعي. إن النقابة مهذبة وعاقلة. وإلا لماذا لا تقود إضراباً. ولكن لأن الاضطرابات تشل التعليم العالي. حتى لا يخرج علينا السياسيون بأن النقابة أضربت من أجل دريهمات. وفي عصر حكومة المحجوب عندما أضرب استاذة التعليم الثانوي عام 1968م قال البرلمانيون إن الأساتذة أضربوا من أجل دريهمات. أوجه النداء في آخر هذا المقال واذكر به «نداء لسعادة الرئيس ومجلس الوزراء والبرلمان ووزيرة التعليم العالي. ماذا تنتظرون؟»

بالعلم والمال يبني الناس مجدهم
لا يبني مجد على جهل وإقلالٍ

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [FONT=Arial]أنا أستاذ وقرفت من البلد دي وطموحي قبل فترة أن أخدم البلد لكن الآن طموحي أن أخرج منها حتى لا أفتن وأقع في الحرام لأني عايز زوجتي وأبنائي أن يعيشوا عيشة كريمة بالحلال وأرتاح من تعب الإيجار.
    اللهم لك الحمد أولاً وأخراً
    أقول للسيد الرئيس سوف تسأل يوم القيامة عن رعيتك فأرجو أن تقراء سيرة عمر الفاروق رضي الله عنه حتى تعرف أن تجاوب.
    يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم[/FONT]

  2. في عام 1908 تقريبا قال الكاتب الروسي الشهير (انطوان تشيخوف) كيف نطلب من (المعلم) ان يربي لنا الاجيال و نحن نمنحه (ملاليم) !!!!!! و لكن نحن اليوم في عام 2014 نطلب من المعلم كل شئ و نعطيه قليل من (الملاليم) !!! هل فكرنا يوما كيف نبني دولة حديثة؟؟؟؟ لا اعتقد …بعض الوظائف تمنح كل شئ …عربات …اراضي …منح !!! و دورها اقل بكثير من دور المعلم و لكن ….ننتظر لنرى!!!!!

  3. يا شباب تقبل الله صيامكم وقيامكم …أنا عايز واحد شاطر في الحساب والمحاسبة ووضع الميزانية يحسب لي كم تمثل نسبة نفقات ومخصصات وامتيازات الدستوريين من إجمالي الميزانية العامة للدولة وكمان عايزا بالمليارات كم تبلغ بالمليارات …؟؟؟ يعني عايزا بالنسبة العامة كم في المية … وأيضا بالمليارات تساوي كم مليار ؟؟؟ … عشان نعرف الدولة كم بتصرف على العاطلين والفاقد السياسي ومرافيد المؤتمر الوطني من الجهلة وأصحاب العمم والجلاليب البيضاء…. وكم بتصرف على التعليم العالي وعلى الآستاذ الجامعي … ؟؟؟؟؟!!!!!! أنا في انتظار الإجابة وأمون شاكر ومقدر …!!!!!!!!

  4. انسال الله ان يجزيك خيراً على اهتمامك بالأستاذ الجامعي وتحسين ظروفه المادية والمعنوية من خلال سلسلة مقالاتك التى تابعتها ووقفت عليها بدقة بجانب عدد من زملائي هيئة التدريس،

    وكما ذكرت في مقالاتك مرارا وتكرارا هجرة العقول ستؤثر سلباً على بلادنا الحبيبة وقد ترجعها للوراء عشرات السنين وناشدت في مقالك الأخير رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان ووزيرة التعليم العالي العمل على الحد من الهجرة بتحسين الرواتب لكني أكاد اجزم ان مقالك هذا لن يجد اي اهتمام من الذين وجهت رسالتك لهم وذلك لان معظم الذين يدعون تمثيل الشعب في المجلس الوطني غير مهتمين بتحسين أوضاع الاستاذ الجامعي وربما بعضهم لا يعرف أهمية الاستاذ الجامعي بل والتعليم الجامعي، قبل عام ونيف نظمت لجنة التعليم بالمجلس الوطني التي كان على رأسها البروفسير الحبر نور الدائم ورشة بعنوان : هجرة الاستاذ الجامعي الأسباب والحلول وخلصت الورشة الى ضرورة تحسين رواتب هيئة التدريس للحد من الهجرة وعندما نُوقشت توصيات الورشة بالمجلس من قِبل لجنة التعليم بالبرلمان تحدث برلماني يدعى كمبال (وأمثاله كُثر) رفض هذا الكمبال اي زيادات وقالها بالحرف الواحد: خليهم يهاجروا .. مافي زيادات.
    اضافة الى ذلك ظللنا نسمع تصريحات تحسين الرواتب من ارفع قيادات الدولة لكنها لا تتعدى القول، سنهاجر وسنعود متى ما انكشف الظلام . بلادي وان جارت علي عزيزة.

  5. ليس الأستاذ الجامعي هو الوحيد الذي يعيش على الكفاف، فجميع المعلمين في كافة المراحل هذا حالهم وأسوأ وبالأخص معلمي مرحلة الأساس. والأمر يحتاج إلى إعادة نظر وتحسين الظروف المعيشية لفئة المعلمين فإن الأساس إذا لم يكن قوياً فستنهار القمة والتعليم هو أساس التنمية.