عالمية

الانقسام السياسي بمصر يصل للثانوية العامة.. وخبير : هذا أمر يضر البلاد ولا يخدمها

[JUSTIFY]أصبح الانقسام السياسي المصري هو المسيطر علي كل الأحداث التي تشهدها البلاد، حتى وإن كانت غير سياسية.

وتجلي ذلك خلال إعلان نتيجة الثانوية العامة (مرحلة التعليم ما قبل الجامعي) أول من أمس الثلاثاء، عندما تهافتت وسائل الإعلام، كل حسب توجهها على الطلاب لسؤالهم عن توجههم السياسي ورأيهم في الرئيسين الحالي عبد الفتاح السيسي والأسبق محمد مرسي الذي عزل في الثالث من يوليو/تموز الماضي.

آلاء محمد عبد الستار، ابنة محافظة الغربية (دلتا النيل/ شمال)، الحاصلة على المركز الأول مكرر على مستوى الجمهورية، فى الثانوية العامة “شعبة علمي رياضيات”، كانت بطلة هذا الانقسام السياسي، عندما أعلنت صفحات محسوبة على جماعة الإخوان علي موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أنها من الإخوان المسلمين، وأن والدها قتل خلال فض اعتصام مؤيدي مرسي في رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، في شهر أغسطس/ آب الماضي.

آلاء نفت في حديثها للأناضول، أن تكون أو أسرتها ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، واكتفت بالقول: “احنا ضد الظلم مهما كان”.

وأشارت إلى أن “والدها ليس من ضحايا فض الاعتصام، ولكنه توفى قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011”.

سمر سيد زين الدين، الأولى مكرر علي “شعبة أدبية”، من سكان مدينة نصر (شرقي القاهرة)، كان لها هي الأخرى نصيب من الانتماء على صفحات الإخوان إلى مؤيدي مرسي، إلا أنها نفت الأمر فى حديثها للأناضول.

وأضافت “والدي ضابط شرطة، وليس لنا علاقة بالإخوان من قريب أو بعيد، ولا أعرف لماذا تم إدراج اسمي ضمن المنتمين للإخوان”، وتابعت: “مكنش (لم يكن) عندي (لدي) وقت أفكر في السياسة، ولو كان عندي (لدي) علاقة بالسياسية، ما حصلت على هذا المركز الدراسي المتقدم “.

في الوقت نفسه، تداول نشطاء علي (فيسبوك)، مقطع فيديو للطالبة أميمة خالد عبد الغني الحاصلة علي المركز التاسع في الثانوية الأزهرية من محافظة بورسعيد (شمال شرقي مصر)، قالت فيه إنها تهدي نجاحها لوالدها بالرغم من الظروف السياسية والأمنية الصعبة التي تعيشها أسرتها، والتي كان آخرها القبض على والدها، منذ عدة أشهر على خلفية رفضه لعزل مرسي.

في المقابل، احتفت وسائل إعلام محلية، بطلاب وطالبات آخرين من أوائل الثانوية العامة، أعربوا عن تقديرهم وشكرهم للسيسي، وانتقدوا جماعة الإخوان المسلمين، فجهاد إبراهيم الجندي، الحاصلة على المركز السادس مكرر “شعبية ادبية” من الإسكندرية (شمالي البلاد)، قالت إنها شاركت في ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013، والتي تصادف اندلاعها مع أول درس خصوصي تلقته، مضيفة: “نزلت من الدرس على ميدان سيدي جابر (وسط الإسكندرية) مع زميلاتي”.

وأضافت: “أول مشاركة لي في العملية السياسية كانت في التصويت على الدستور الجديد في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، ثم ذهبت للتصويت في الانتخابات الرئاسية في شهر مايو/أيار الماضي لصالح السيسي”.

الأمر نفسه، تكرر مع جوسي يوسف لبيب من مدينة المنيا (جنوب البلاد) الحاصلة على المركز السادس مكرر “شعبة علمي علوم”، عندما قالت إنها من أشد المؤيدين للرئيس السيسي ولخارطة الطريق التي أعلنها عقب عزل مرسي، مؤكدة أنه رجل وطني من الطراز الرفيع.

أما محمد صالح خلف الله المركز الاول فى “شعبة علمي” بجامعة الأزهر، من محافظة الغربية (دلتا النيل/ شمال)، فأشاد في تصريحاته صحفية بـ”القيادة السياسية بالدولة وعلى رأسها السيسي”.

أما رشاد عبد اللطيف أستاذ علم الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان (حكومية)، فقال إن “تحويل حالة الانقسام التي يشهدها الشارع المصري، في كل مناحي الحياة، حتى التعليمية منها، بين مرسي والسيسي يضر بالبلاد ولا يخدمها”.

وأضاف: “هذا قلة ذكاء من الطرفين، وفراغ لابد أن يجد من يملأه بأمور تحقق النفع للبلاد، وليس العكس”.

وأشار عبد اللطيف، إلى أن إبعاد طلاب الثانوية العامة عن إبراز جهدهم وخططهم التي أوصلتهم لهذا المجموع وهذا التميز، يمثل خيط الخراب على مصر كلها، وليس علي طلاب الثانوية وحدهم، فهذا هو استغلال مغرض وغير منطقي”.

وفي الثالث من يوليو/تموز العام الماضي عزل الجيش المصري، بمشاركة قوى سياسية ودينية، بمرسي، في خطوة اعتبرها أنصاره “انقلاب عسكري”، فيما يراها معارضوه “ثورة شعبية”.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] الأناضول
م.ت
[/FONT]