تهاني عوض تكتب: ظاهرة اللجوء إلى (الفكي) منتشرة بين العوام والبسطاء وأكثرهم من (النساء) محدودات التعليم
الشعوذة والدجل ظاهرة قديمة وليست بحديثة العصر بل هي متجذرة في المجتمع منذ أقدم العصور بإختلاف أشكالها وأنواعها.. وقد تحورت مع المجتمع بحيث أخذت بتلبس البيئة المحيطة ..
وإرتبطت كلمة (فكي) في السودان بالعين ، وفك السحر ، وعمل السحر ، رغم أن كلمة (فكي) في أصلها اللغوي تحريف لكلمة (فقهي) منسوبة إلى (الفقه) في الدين وتعليم القرآن.. أما كلمة (فكي) نفسها في اللغة فتعني (الجرو) وهو صغير (الكلب) الذي لم يفتح عينه ، ( لأن الكلاب تلد صغارها عمياناً … وبعد فترة يفتحون أعينهم) ،
وظاهرة اللجوء إلى (الفكي) منتشرة بين العوام والبسطاء وأكثرهم من (النساء) محدودات التعليم . هذه الظاهرة للأسف الشديد أصبحت منتشرة في أوساط المتعلمين والمثقفين، والسياسيين (النفعيين) وبالذات مجتمع الرياضيين (ناس الكووورة) و (البنات) أيضا يؤمنون إيمانا قاطعاً (بالفكي) وتجدهم يذهبن إليه في كل الأمور صغيرها وكبيرها. . وخاصة (العانسات) ..
و(الفكيا) أنفسهم في الغالب الأعم ينحدرون من قبائل (الفلاتة والبرنو والهوسا).. وإرتبطت طلبات (الفكي) بشكل من أشكال (الدراما) : (جدادة بكرية ، ضنب كديس رمادي، ريشة ديك (وردية) ، خروف (منقط) ، سبعة حبات بن ، وسبعة حبات قمح ، نص رطل سكر ووقية بن (حبشي) ، وربع وقية شاي،،وووو…إلخ .
والنساء يعتبرن من أكثر شرائح (المجتمع) اعتقاداً في (الفكي) لفك (السحر) والعين و(إزالة العمل) ، و(الربط) ، وأيضا طلبا للزواج ، والذرية ، والنجاح في الإمتحان ، والإنتصار في المباريات أو إيذاء الآخرين بالسحر و(الكتابة).. وعمل (حجاب).. وقد أصبحت كلمة (فكي) إسم (عَلَم) أكثر من كونها (وظيفة دينية) ، وأيضاً دخلت إلى الأدب الشعبي حتى على مستوى (الاغاني) : شيخنا أحجبني ليك (بياض) ، وسحروك ولا أدوك (عين) ؟ ويا (الشيخ الطيب اكتب لي حجيب).. ودخلت كلمة (فكي) حتى لقاموس (الأمثال الشعبية): “تمر الفكي الشايلو ومشتهي)،
و (الفُكيا) لا يضرون ولا ينفعون ، والإعتماد على (الفكي) في معرفة (البخت) وفتح (الكتاب) ومعرفة ( السحر) ، وجلب (الرزق)، ومنع (الحسد)، دا نوع من الجهل وضعف الثقة بالنفس والعجز وقلة الحيلة .
بقلم: تهاني عوض
أحييك الأخت تهانى على هذا الموضوع الحيوي الهام فعلا الشعوب العربيه يتفشى فيها الجهل وللأسف حتى المثقفين يشملهم هذا الجهل المتوارث وهذا كله من كيد الشيطان ليوقعهم فى المهالك والشرك والدجل وهذا كله من فعل علماء الصوفيه الجهلاء