باحثون متخصصون في الزلازل يستبعدون تعرض مصر لتسونامى مدمر
جاء ذلك ردا على تصريحات نسبتها وسائل اعلام محلية، للدكتور أحمد بدوى، رئيس الشبكة القومية للزلازل، حول إمكانية تعرض مصر لزلزال تسونامى مدمر، بسبب ازدياد في النشاط الزلزالي فى منطقة شمال البحر المتوسط.
وقال حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إنه “لا يمكن علميًا التنبؤ بالزلازل” مضيفا فى تصريحات لوكالة الأناضول أن “تعرض مصر لزلزال تسونامى مستبعد جدا وغير منطقى، وهكذا منطقة البحر المتوسط”.
ولفت إلى أن “آخر زلزال تسونامى تعرضت له منطقة البحر المتوسط كان منذ 700 عام”.
وطالب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وسائل الإعلام بتوخي الحذر في نقل مثل هذه المعلومات الخطيرة التي قد تسبب بلبلة بين للمواطنين.
من جانبه، استبعد الدكتور رشاد القبيصى، الاستاذ المتفرغ فى مجال الزلازل، والمدير السابق للمركز الدولي لمراقبة التفجيرات النووية بالأمم المتحدة، حدوث زلزال تسونامى فى مصر قائلا “كذب المنجمون ولو صدقوا”.
وأضاف فى تصريحات لوكالة الأناضول، أن “الهزة التى تعرضت لها محافظتا القاهرة والسويس، أمس والجمعة الماضية، تعتبر هزة أرضية متوسطة، بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر، ولم ينجم عنها أى خسائر مادية أو بشرية”.
وأوضح أن “الهزتين مركزهما منطقة وادى حجول بالسويس، وهذا لا يعنى مطلقا أننا معرضون لتسونامى، لأن تلك المنطقة تحدث بها زلازل بصفة دورية”.
القبيصي قال “يصعب التنبؤ بقوة الزلزال ومكانه وزمانه، لكن خبراء الزلازل يمكنهم أن يحددوا أكثر المناطق التى يمكن أن تتعرض لهزات أرضية فقط، حتى فى ولاية كليفورنيا الأمريكية، تحدث الزلازل كل أسبوع تقريبا، ولم يتمكن الخبراء حتى الآن من التنبؤ بمكانها وزمانها قبل وقوعها، رغم التكنولوجيا المتقدمة التى لديهم”.
وأوضح أن “منطقة البحر المتوسط تتعرض يوميا لهزات أرضية، كما أن جنوب اليونان تتعرض لزلزال كل شهر تقريا، ومنطقة جنوب إيطاليا تتعرض للهزة كل عام تقريبا”.
واتفق معه الدكتور عوض حسوب، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، حيث أكد أن تعرض مصر لتسونامى خبر عار تماما عن الصحة، مضيفا أن “مسألة التنبوء بالزلازل لا زالت مسألة صعبة حتى فى أكثر بلدان العالم تقدما فى علوم الزلازل كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان”.
وأضاف حسوب فى تصريحات لوكالة الأناضول، أن “حدوث تسونامى فى منطقة البحر المتوسط مستبعد جدا، لأن التسونامى ينجم عن زلزال يسمى بـ(النوع العكسى)، ويحدث هذا فى البحار المفتوحة، مثل المحيطين الهندي والهادي، وليس فى البحر المتوسط الذى يعد بحرًا مغلقا، كما أن معظم الدراسات التى تحدثت عن وقوع تسونامى فى البحر المتوسط مشكوك فى صحتها”.
وأوضح أن “منطقة البحر المتوسط قد تتعرض لزلزال تصل قوته إلى 7.5 درجة بمقياس ريختر، لكن نظرا إلى أن هذه المنطقة مغلقة، لا ينجم عنه تسونامى”.
حسوب لفت إلى أن المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية يعمل حاليا على مشروع “الكود الزلزالى” لمصر، بهدف “تقلقل المخاطر التى قد تنجم عن وقوع الهزات الأرضية، وحماية الإنسان والمنشآت خاصة فى المناطق الاستراتيجية الهامة كالسد العالى، والمصانع والأبراج والمدن السكنية الجديدة”.
وكانت عدد من المواقع الإخبارية المصرية تناقلت اليوم، تصريحات لأحمد بدوى قال فيها إن منطقة شمال البحر المتوسط تعرضت في أكتوبر الماضي لزلزال قوته 6.5 درجة، مما يهدد بقرب حدوث زلزال مدمر في مصر، لأنه إذا تجاوزت قوة الزلزال 6.75 درجة بمقياس ريختر فإنه يؤدى لموجات تسونامي خلال 40 دقيقة من وقوعه.
القاهرة / محمد السيد/ الأناضول-