“مها” و”فاطمة” ناجيتان من قصف “عشوائي” راح ضحيته 8 أفراد
وعلى سريرين متجاورين في مجمع الشفاء، ترقد الطفلتان بعد أن أجرى الأطباء لهن عمليات جراحية لإنقاذ حياتهن من الموت، بعد إصابتهن بشظايا قذائف المدفعية الإسرائيلية.
وكانت الطفلتان اللتان تقطنان في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، برفقة ذويهن حين استهدف قصف مدفعي منزلهم وأصابهم بشكل مباشر.
ويحيط طوق بلاستيكي برقبة مها، والتي لا تستطيع أن تنطق، بعد أن أصابت شظية من قذيفة إسرائيلية الفقرة الثالثة من أعلى العمود الفقري، وحرمتها من حركة أطرافها الأربعة.
أما فاطمة، فهي الأخرى أسيرة لسرير العلاج، بعد إصابتها في أماكن مختلفة من جسدها الغضّ بعدة شظايا ناتجة عن انفجار القذيفة المدفعية.
ويطبق الحزن والأسى على والد الطفلتين حامد الشيخ خليل، وهو يروي تفاصيل الاستهداف الإسرائيلي الذي أدى لمقتل 8 مواطنين، كما يقول.
“في صباح الأربعاء، اشتدت وطأة القصف العشوائي على حي الشجاعية وصار لزاماً على عائلة الشيخ خليل، ومئات العائلات الأخرى أيضاً، مغادرة الحي بأي صورة كانت قبل أن تحيل القذائف الإسرائيلية أجسادهم إلى أشلاء متفحمة” حسب قول الوالد.
ومضى قائلا في حديث لوكالة الأناضول، “خلال القصف كان الأطفال يصرخون بشدة وبأصوات عالية داخل البيت مع كل قذيفة يعلو صوت انفجارها في المنطقة”.
يكمل الشيخ الخليل وصف المشهد، قائلاً “سمعت أصوات الناس تصرخ في الشارع وهم هاربون من القصف الذي اشتد وقت خروجهم من منازلهم صباح يوم الأحد”.
كان الأب يرتجف خوفاً على أفراد عائلته، التي ما أن حاولت النزول من الطابق الثاني بواسطة سُلَّم الدرج، حتى أصابتهم قذيفة مدفعية مباشرة.
وخلال محاولتهم الهرب، أصيب الشيخ خليل بجروح، وسقطت زوجته جواهر (37 عاماً) وجنينها الذي تحمله في بطنها منذ ثلاثة أشهر قتيلة على الفور، وبنتيها هبة (14 عاماً) وسامية البالغة من العمر عامين ونصف كذلك، فيما ينزف شقيقه عبد الرحمن (53 عاماً) وزوجته منى (47 عاماً) وزوجه أبيه عديلة (67 عاماً)، ورجل من عائلة البطش هرب من شدة القصف إلى منزل عائلة الشيخ خليل، وقتل هناك.
أما المصابين، وفق الشيخ، فقد وصلت إليهم طواقم الاسعاف والصليب الأحمر بعد ست ساعات من إصابتهم بالقذيفة المدفعية على إثر توسع دائرة اقصف العشوائي، وكان قد نزف دمهم حتى ماتوا جميعاً.
ويأمل الشيخ خليل الذي يرافق ابنتيه في المستشفى، أن تتعافي الطفلتين من جراحهما فهما كل ما تبقى من عائلته التي أبادتها قذيفة إسرائيلية وشتت جمعهم.
ويقول “أي جريمة هذه؟.. أن نقصف ونحن آمنين في بيوتنا ولم نقم بأي شيء.. ما ذنب هؤلاء الأطفال؟.. إنهم بريؤون لا علاقة لهم بشيء”.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا على القطاع منذ 7 يوليو/ تموز الجاري، تسببت بمقتل 1458 فلسطينيًا وإصابة 8360 آخرين، حتى (04:45 ت.غ) من اليوم، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وبخلاف القتلى والجرحى، تسببت الغارات الإسرائيلية أيضًا، بتدمير 5238 وحدة سكنية، وتضرر 30050 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 4374 وحدة “أصبحت غير صالحة للسكن”، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
ومنذ أن فازت “حماس”، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، شددته بعد أن سيطرت الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي.
وتستمر إسرائيل في حصار غزة رغم تخلي “حماس” عن حكم القطاع، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية في يونيو/ حزيران الماضي، حيث ترفض التعامل مع تلك الحكومة.
غزة/ نور المصري/ الأناضول