مصطفى الآغا

هل تبخر حلم المصريين المونديالي؟


[JUSTIFY]
هل تبخر حلم المصريين المونديالي؟

أذكر أنني عندما كنت صغيراً كنت أتابع إحدى المباريات بإحباط شديد وانزعاج أشد، وسألتني والدتي لماذا هذا التشاؤم حتى قبل أن تبدأ المباراة؟ فقلت: فريقي خسر ذهاباً بالخمسة، ومستحيل أن نعوض في هذه المباراة… فأجابتني بكل بساطتها وعفويتها: لماذا تلعبون الإياب إذن؟

سؤال أحرجني لأنها قالت ما لا نريد التفكير به وهو أننا عادة نرفع الرايات البيضاء عندما تُذهلنا نتيجة مباريات الذهاب بقسوتها أو عندما تُخيفنا هوية المنافس القادم…

فلو تابعنا رد فعل الجماهير المصرية والعربية على الخسارة بالستة أمام غانا لوجدنا أن 99 في المئة من الناس يرون أن الحلم المصري تبخر وأن المشوار انتهى.

أما بالنسبة للتشاؤم فحدث ولا حرج، فهناك نسبة كبيرة لا ترى للأردن أية فرصة أمام الأوروغواي منافستها على بطاقة التأهل للبرازيل 2014 بين صاحب الملحق الآسيوي، والملحق اللاتيني، على رغم أن الأوروغواي تلعب للمرة الرابعة على التوالي في الملاحق، وسبق أن خرجت على يد أستراليا التي نلاعبها جميعاً في أمم آسيا وتصفيات كأس العالم، وسبق وهزمها بعضنا.

يومها خسرت أستراليا بهدف خارج الديار، ثم فازت بمثله على أرضها، وانتصرت بركلات الحظ الترجيحية. وفي يوم المباراة نفسه أي الأربعاء 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 كنت أسمع تفاصيلها في البحرين قبيل لقاء منتخبها مع ترينيداد وتوباغو، وكان البحرينيون متعادلين خارج الديار بهدف آدام بيرشال في مقابل هدف سلمان عيسى، ولكنهم على أرضهم أهدروا أغلى فرصة في تاريخهم الكروي وخسروا بهدف في مباراة لن أنساها ما حييت.

ونبقى مع المتشائمين، إذ يعتقد البعض أن تونس خرجت نظرياً من السباق على بطاقة البرازيل بعدما تعادلت مع الكاميرون سلبياً على أرضها، يعني باختصار لا يوجد حال تفاؤل تعطي المباريات القادمة جرعة معنوية نحتاجها بشدة. صحيح أن الواقعية مطلوبة وأن زمن المعجزات ولّى إلى غير رجعة، ولكن لو تمسكنا (بحبال الواقعية) فلماذا نلعب فعلاً طالما أننا فقدنا الأمل؟

لا رايات بيضاء في الرياضة، لأن جوهرها يتناقض مع مفهوم الاستسلام قبل المواجهة، لأننا لو سلمنا بهذا المنطق فلماذا نشارك في كؤوس العالم؟ ولماذا نواجه نخبة الرياضيين في الألعاب الأولمبية؟ ولماذا يعود ممثلو 350 مليون عربي مجتمعين بميداليات أقل مما أحرزه سباح أميركي واحد؟

لا رايات بيضاء في الرياضة، ولا كبير فيها سوى من يؤمن بحظوظه وقاتل من أجلها، فإن فاز حقق الصعب وإن خسر كسب نفسه.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]