الضابط الإسرائيلي هدار جولدن.. اختفاء مؤكد ومصير متعدد في غزة
ومع إصدار الجيش الإسرائيلي نحو الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي من ظهر أمس (09:30 ت.غ)بيان بشأن اختفاء الضابط، تلاحقت بيانات تتناقض بحسب التوقيت الزمني على مدار اليومين الماضيين، بحسب رصد مراسل وكالة الأناضول.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات وبيانات الجيش الإسرائيلي كان أولها ما أعلن فيه رسميا عن فقدان الاتصال بجندي إسرائيلي الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي.
ثم تبع ذلك تطور عن الإعلان قرابة الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (10:00 ت.غ) عبر تصريح للناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي موتي ألموز لتكون الرواية بأن ضابطا إسرائيليا من المحتمل أن يكون قد وقع في أسر (حركة المقاومة الإسلامية) “حماس”.
تصريح ألموز تبعه بيان للجيش الإسرائيلي نقلته وسائل إعلام إسرائيلية قرابة الساعة 03:00 بالتوقيت المحلي (12:00 ت.غ) جاء فيه إن “الضابط الإسرائيلي يدعى هدار جولدن من كفار سابا، ويبلغ من العمر 23 عاما”، وهو في أسر “حماس”، ومكانه غير معروف.
رواية خطف الضابط في الإعلام الإسرائيلي ظلت ثابته وعلى ألسن القادة السياسيين الإسرائيليين ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نفسه الذي هاتف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وطالبه بالمساعدة في الضغط للإفراج عن الضابط عبر الحديث مع قطر، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أمس.
وذكرت الصحيفة في تقرير آخر أن إسرائيل بعثت برسالة إلى “حماس” عبر مصر للمطالبة بالإفراج عن الضابط الأسير، وفقا للقناة الثانية بالتلفاز الإسرائيلي.
حديث المطالبات بالإفراج عن الضابط الإسرائيلي تجاوز الإهتمام الإسرائيلي إلى مطالبة الرئيس الامريكي، باراك أوباما، بنفسه لـ”حماس” بالإفراج عنه دون شروط، بحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية.
على الجانب الآخر، ظلت كتائب الشهيد عز الدين السقام، الجناح المسلح لـ”حماس” صامتا.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية ما صرح به القيادي في “حماس”، موسى أبو مرزوق، لوكالة الأناضول، حيث أقر برواية الخطف للضابط الإسرائيلي دون تبنيها.
ثم عاد أبو مرزوق وأوضح أن ما علمه كان من خلال مصر التي أبلغت الجانب الفلسطيني أمس بأن خطف ضابط إسرائيلي كبير كان السبب في انهيار التهدئة في غزة (كانت مقررة لمدة 72 ساعة من صباح أمس الجمعة).
وظل تصريح أبو مرزوق هو الأساس الذي تستند عليه إسرائيل حتى فجر اليوم السبت، حين صدر بيان كتائب القسام الذي نفى أي علاقة للكتائب بمصير هذا الضابط الإسرائيلي، وقال إن المجموعة التي نفذت العملية قطع الإتصال بها؛ مما يرجح فرضية القتل للضابط وللمجموعة المهاجمة.
وانعكس حديث كتائب القسام على تحليل القناة الثانية بالتلفاز الإسرائيلي الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (04:00 ت.غ)، والتي رسمت ثلاث سيناريوهات لمصير الضابط، أولها أن يكون قد قتل في ساحة المعركة وتناثرت جثته، وثانيها اختطاف الجندي ووجوده في قبضة “حماس” سالما، وأخيرا مقتله بعد الخطف من خلال قصف الجيش الإسرائيلي للمجموعة والضابط في وقت لاحق.
وهو حديث دعمه تصريح مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، نقلته الإذاعة العامة الإسرائيلية، عن إمكانية مقتل الضابط. فيما تحدث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، موتي ألموز، عن جهله بمصير الضابط المفقود.
والثابت في كل الرواية الإسرائيلية بشأن “الخطف” هو ما تحدث عنه بيان للجيش الإسرائيلي عن تفاصيل العملية من خلال قيام شاب، خرج من نفق، بتفجير جسده في جنود إسرائيليين؛ ما أدى إلى مقتل اثنين وأسر ثالث، ثم قيام مجموعة أخرى باختطاف الجندي.
وأيا كان مصير الضابط الإسرائيلي، هدار جولدن، فإن كتائب القسام أعلنت منتصف الشهر الماضي أنها أسرت جندي إسرائيلي يدعى أرون شاؤول خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ السابع من الشهر الماضي.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على القطاع، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، أسقطت حتى الساعة 14:52 “ت.غ” أكثر من 1600 قتيل فلسطيني، بينهم 50 قتلتهم إسرائيل اليوم، فضلا عن أزيد من 8900 جريح.
ووفقا للرواية الإسرائيلية، قتل 61 عسكريا وثلاثة مدنيين إسرائيليين، وأصيب أكثر من 530 أغلبهم من المدنيين، معظمهم أصيبوا بحالات “هلع”.
بينما تقول كتائب القسام إنها قتلت 131 جندياً إسرائيلياً وأسرت آخر.
[/JUSTIFY]القدس / علاء الريماوي / الأناضول –