رأي ومقالات

محمد لطيف: الإغاثة القطرية.. والبشتنة السنوية

(اعتمد صندوق الأوبك للتنمية الدولية “أوفيد” منحة للمساعدات الإنسانية العاجلة، قدرها 400 ألف دولار أمريكي، لدعم جهود إغاثة ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت عددا من ولايات جمهورية السودان ودمرت المنازل وغيرها من المنشآت العامة.. وأوضح مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية “أوفيد” سليمان جاسر الحربش، أن هذه المنحة العاجلة التي ستقوم بإدارتها جمعية الهلال الأحمر العربية، تهدف إلى تدبير مواد الإغاثة العاجلة)..

لا تفرح عزيزي المتضرر.. فهذا الخبر يعود تاريخه إلى أغسطس من العام 2013.. أي أن هذا المبلغ قد وصل وتم صرفه في أوجهه.. أما هذه الأوجه فيسأل عنها أهل العلم ..!

(بدأت جهات حكومية وجمعيات أهلية جهودا لإعانة المتضررين من الأمطار الغزيرة والسيول في السودان، التي لقي علي إثرها 11 شخصا على الأقل مصرعهم وتأثر بها أكثر من 100 ألف شخص.

وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت قبل نحو أسبوع إلى سيول جارفة، وقع تأثيرها الأكبر على الخرطوم العاصمة وولاية نهر النيل الواقعة شمالها، كما تأثرت 5 ولايات أخرى، وأشارت تقديرات إلى أن نحو 14 ألف منزل على الأقل دمرت جراء السيول)..

لا تنزعج أيها القارئ العزيز.. فهذا الخبر قديم يعود تاريخه إلى مطلع أغسطس من العام 2013..

(وأعلنت ولاية الخرطوم عن تكوين صندوق لإعانة المتضررين من السيول بالمناطق التي تأثرت بها.. وقال والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر لدى ترؤسه اجتماع اللجنة العليا لطوارئ الأمطار والسيول، إن الصندوق “سيساعد الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم)

أيضا عزيزي المتضرر لا تفرح فهذا الخير قديم.. يعود تاريخه إلى الخميس الخامس من أغسطس 2013.. حتى إن قادتك قدماك إلى شارع المطار لتجدن لافتة قد اتكأت على الأرض.. تحمل إشارة للجنة خاصة بمتضرري سيول وفيضانات العام 2013.

(تعرضت أجزاء واسعة من السودان، للدمار من جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت المدن، بما فيها العاصمة الخرطوم.. وقد فقدت مئات الأسر المأوى، إثر انهيار منازلها، فيما تضاربت الأنباء حول عدد الضحايا.. وحاصرت المياه أحياء كاملة بالعاصمة وباتت مهددة بالسقوط في أمدرمان والخرطوم بحري، فيما تواصل هطول الأمطار في الولاية الشمالية حتى الخميس.. وأعلنت اللجنة العليا لمعالجة آثار السيول والأمطار بولاية نهر النيل بشمال السودان أن الخسائر الأولية تشير إلى تدمير وانهيار ما يزيد على 1000 منزل بالولاية، فيما غمرت مياه السيول والأمطار 12 ألف فدان من المساحات الزراعية.. وأضافت اللجنة: “الأمطار أدت إلى تلف نحو 15 ألف طن من البصل، إضافة إلى تضرر العديد من المؤسسات التعليمية والصحية ومحطات المياه ودور العبادة، بحسب شبكة “الشروق” السودانية).. حتى لا يختلط عليك الأمر عزيزي القارئ هذا خبر جديد.. يعود تاريخه إلى الجمعة الأول من أغسطس 2014..!

أما الفرق بين الخبرين فهو واضح وشاسع.. إنه عام كامل.. هل عندك شك؟!

(أرسلت دولة قطر مساعدات عاجلة إلى السودان في أعقاب السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة منه وأودت بحياة 56 شخصا، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أن عدد المتضررين وصل إلى نحو 150 ألف شخص.. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد وجه بإرسال مواد إغاثية عاجلة إلى السودان على متن طائرتي شحن تقدر حمولتهما بحوالي ثمانين طناً، وذلك تعبيراً عن وقوف دولة قطر مع السودان وشعبه لمواجهة آثار الأمطار والسيول التي اجتاحت بعض مناطقه مؤخراً)..

لا يا رجل، هذا خبر قديم قد مضى عليه عام كامل.. فلا يمكن أن تسأل عن مصير الإغاثة القطرية بعد مرور كل هذا الوقت.. ولكن لا بأس.. فكما تتكرر المأساة كل عام حذو كالنعل.. فالإغاثة القطرية تتكرر كل عام أيضا.. فدعونا نسأل عن إغاثة قطر في هذا العام: على ماذا احتوت ومن المستلم؟.. ولمن سلمت؟.. وكيف وزعت؟..

وكل عام وأنتم ترذلون ..!
محمد لطيف- اليوم التالي

تعليق واحد