رأي ومقالات

مزمل ابو القاسم:المأساة هنا في السودان .. وليست في ليبيا

* إفادة صادمة، ورواية محزنة نقلها لنا الأخ الدكتور حسن عبد الرحمن الذي جمعتني به الصدفة في طائرة قادمة من العاصمة المصرية صباح الجمعة ، وقد حكى بلسان الأسى عن المأساة التي تتعرض لها أكثر من مائة أسرة سودانية، علقت منذ مطلع شهر رمضان المعظم في مطار معيتيقة العسكري بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، من دون أن تجد من يقيل عثرتها، ويرد أفرادها إلى وطنهم.

* بحسب إفادة الطبيب العائد من قلب الجحيم الليبي، فإن المحاصرين في معيتيقة يعانون ظروفاً أقل ما توصف به أنها مأساوية.

* تقطعت بهم السبل، وهجروا دورهم بحثاً عن النجاة من أهوال حرب قاسيةٍ، وتركوا خلفهم كل ما يمتلكون، وعانوا الأمرين قبل أن يبلغوا مستقرهم الحالي.

* ذهب أمنهم، ونفد مالهم، وأصبحوا يعتاشون على إعانات المحسنين من أبناء ليبيا، وسط معارك ضارية، تدور بالقرب منهم.

* المذكورون أعلاه يفترشون الأرض انتظاراً للفتة اهتمام من حكومتهم، وهم لا يستطيعون العودة إلى دورهم، ولا يمتلكون ما يعينهم على الخروج من ليبيا عن طريق تونس.

* ولو وجدوا المال فلن يضمنوا النجاة من حالة الانفلات الأمني التي تحدث في ليبيا هذه الأيام.

* المأساة الأكثر إيلاماً ليست في معيتيقة، بل هنا.. في السودان.

* مأساة تتضح تفاصيلها الموجعة في في التلكؤ العجيب، والإهمال الغريب الذي لقيه ملف سيادي، يفترض أن يحظى باهتمام كل قيادات الدولة، ولا يترك لبضعة موظفين في جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج!

* أمس تحدثت إحدى موظفات الجهاز المذكور، وادعت أنهم كونوا (لجنتين) لمتابعة الأحداث التي تجري في ليبيا، وزعمت ـ لا فض فوها ـ أنهم ما زالوا في طور (حصر) السودانيين العالقين في مطار معيتيقة، وادعت أن الأستاذ حاج ماجد سوار (الأمين العام للجهاز) أكد استعدادهم لإجلاء المذكورين أعلاه (إذا استدعى الأمر) وتوافرت ظروف (طارئة) تستدعي الإجلاء.

* قالت: حتى الآن لا يوجد سبب ضاغط يستدعي إجلاء السودانيين وتسيير جسر جوي أو بري لهم!!

* نسألها: هل هناك ظروف أشد سوءاً وأوفر مدعاةً للإسراع في إجلاء هؤلاء المنكوبين أكثر مما يتعرضون له حالياً؟

* ألا تعد ظروف الحرب المحيطة بهم، وصنوف الفاقة التي يعيشونها، واضطرارهم للجوء إلى مطارٍ عسكري هرباً من جحيم الحرب كافيةً لإقناع حاج ماجد وموظفيه بسرعة التحرك لإعادة هؤلاء المساكين إلى وطنهم؟

* ذكر الدكتور حسن أنه عاش أياماً عصيبة مع المذكورين أعلاه، وأكد أن معظمهم وصلوا إلى المطار بعد مشقةٍ، كلفتهم كل ما يمتلكون من مال.

* في مطار معيتيقة لا يوجد أمن ولا طعام ولا ماء نظيف.. ولا كهرباء.. ولا مرافق صحية.. ولا أي نوع من الخدمات.

* نتساءل: لماذا يترك هذا الملف السيادي لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج؟

* ما الذي يمنع وزارة الخارجية من التحرك لإعادة هؤلاء المنكوبين إلى وطنهم مثلما فعلت حكومات الدول التي علق رعاياها بين شقي رحى الحرب الليبية؟

* أمس نشرت الصحف المصرية أخباراً تفيد أن الحكومة المصرية أرسلت عدة طائرات عسكرية لإجلاء المصريين العالقين في ليبيا، وأشرفت على إيصال الآلاف منهم إلى تونس، وأعدت جسراً جوياً لإعادتهم من هناك على جناح السرعة.

* ما الذي يمنع حكومتنا من أن تتعامل مع مواطنيها بذات النهج الذي اتبعته الحكومة المصرية؟

* لماذا تترك هؤلاء المساكين نهباً لروتين موظفين يبدو عليهم أنهم لا يحسنون عملهم ولا يحسون بمعاناة أبناء وطنهم؟

* عدد العالقين يتراوح ما بين مائتين وثلاثمائة.. وهذا يعني أن طائرة واحدة يمكن أن تطوي ملف الوجع، وتنهي معاناة المعذبين في معيتيقة.. فما الذي يمنع إرسالها لهم؟

* إلى متى سيستمر حاج ماجد وموظفوه ولجانه في التقصي والحصر؟.. ولماذا يتعمدون تهوين الأمر المفزع؟

* سيدي الرئيس، أهلك يعانون الخوف والجوع وغياب الأمن في معيتيقة، فهلا أقلت عثرتهم وأنهيت معاناتهم، وأعدتهم إلى حضن وطنهم؟

مزمل ابو القاسم-اليوم التالي

‫4 تعليقات

  1. ياتو رئيس ياودالناس هو من متين شاعر بنا ومن متين بسمع لنا والله هو وشلته مامذكرنا خالص خليهم يقعدون في ليبيا ارحم لهم من قلة ادب حكومتنا ومسخرتها وخليهم علي الله يوجد لهم رب اسمه الله كفيل بهم اما هذا القشير فهذا طرطور في زفة

  2. اللهم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اين هذا من لو بغلة عثرت مش ماتت او جاعت

  3. المسئولين السودانين ماعارف هم اغبياء ام مستهبلون ام مستحبطون تصاريحتهم فى اى مشكلة او موضوع تثير الاشمئزاز والغرف حسبنا اللة ونعم الوكيل