عالمية

“قسم الأطفال” في مجمع الشفاء الطبي بغزة شاهد على “مأساة حرب”

[JUSTIFY]ما أن تدلف إلى قسم جراحة الأطفال في مجمع الشفاء الطبي، بمدينة غزة، حتى تشعر بأن مأساة حقيقية أصابت قطاع غزة، وجعلت أعداداً كبيرة من أطفاله حبيسي أسرَّة العلاج.

فهناك، تدرك أن الصواريخ والقنابل التي تلقى على غزة في إطار الحرب الإسرائيلية، الممتدة منذ 7 يوليو/ تموز الماضي، لا تفرق بين أحد، وأن الأطفال كانوا من أبرز أرصدة بنك الأهداف لآلة الحرب.

ومن المألوف أيضاً، أن تسمع طفلا يصرخ بشدة مع كل ضمادة يضعها الأطباء على جروحه العميقة، فيما ترى أما تتنقل بابنها بين أروقة القسم، عله يكف عن البكاء.

خليل الرحمن السكني (4 أعوام)، قد بدا هادئا بعض الشيء، فالألعاب التي جلبها له والده حمدي السكني، أحاطته من جديد بأجواء الأمان التي فقدها بفعل القصف الإسرائيلي.

ويمسك الطفل بألعابه، ويقلب فيها مبتسماً وهو يجلس على سرير العلاج، بينما يتحسس والده جبينه ويقول له “سأعوضك عن كل شيء. فأنت ابني الوحيد”.

“لا أعرف ما الذي فعله هذا الطفل..” يقول حمدي السكني، وهو رافع حاجبيه مذهولاً، وهو يشير إلى نجله.

ويضيف لوكالة “الأناضول”، “كنا داخل بيتنا (في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة)، وفجأة انهالت علينا القذائف.. لماذا أو كيف؟ لا أعرف.. الحمد لله أن سلم خليل لرحمن، فليس لي في هذه الدنيا سواه”.

وينتاب الخوف الشاب السكني البالغ من العمر (30 عاماً) على نجله الوحيد، الذي جاء إلى هذه الدنيا، بعد أكثر من ثلاثة أعوام على زواجه، لكنه لم يفقد آماله بأن يتعافى “خليل الرحمن” سريعاً بعد أن انتزع الأطباء من جسده النحيف شظية كادت أن تصيبه بالشلل، وتجعله مقعداً طوال عمره.

ولا تكاد تجد سريراً فارغاً في أي غرفة في قسم جراحة الأطفال بمجمع الشفاء (كبرى مستشفيات قطاع غزة)، فكلها عليها جرحى أطفال، مثل الغرفة التي يرقد فيها محمد موسى (12 عاماً)، والتي بالكاد تتسع إلى ثلاثة أسرة تحتضن أطفالاً مصابين بجروح متفاوتة.

ولكن جروح موسى، كانت أصعبهم بعد أن أصابت شظية صاروخ إسرائيلي العمود الفقري، وبترت النخاع الشوكي، وجعلته غير قادر على تحريك ساقية بتاتاً. وهذا ما يثير مخاوف والده منير موسى (37 عاماً) على مستقبل نجله.

ويجلس منير على كرسي بجانب نجله محمد، ويسند رأسه بواسطة يده، ومع كل نظرة جديدة إليه، يعتصر الألم فؤاده خوفاً على حياة طفله بعد أن أصيب بالشلل.

ويقول، “خرج محمد من البيت في أول أيام العيد، ليلعب مع أصدقائه، وبعيد قليل قصفت مجموعة من الأطفال في مخيم الشاطئ (غربي مدينة غزة).. وكان هو من بينهم”.

ويضف بحزن، “كان محمد يحلم أن يكون معلماً، والآن لا أعرف كيف سيكون مستقبله. لقد أصبح مقعداً بسبب الحرب”. وفي كل حرب إسرائيلية على غزة، يشكل الأطفال أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى.

ويقول هاني النيرب الطبيب بالمستشفى لوكالة “الأناضول”، إنه “بالكاد صار قسم جراحة الأطفال في مجمع الشفاء، يتسع لأعداد المصابين التي تصل جراء الحرب، فأعدادهم كبيرة جداً”.

وأضاف، أن أقسام الأطفال في مختلف مشافي غزة، مليئة بالأطفال المصابين، بجروح متفاوتة.

وتفيد وزارة الصحة الفلسطينية ومصادر حقوقية، بأن أكثر من 400 طفل قتلوا منذ بدء عملية “الجرف الصامد” في غزة، من أصل ما يزيد عن 1868 قتيلاً فلسطينياً حتى اليوم الأربعاء، كما أصيب نحو 2877 طفلا من بين 9563 مصابا حتى التوقيت ذاته.

وقالت مؤسسة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، في بيان سابق لها إن “ثلث الضحايا المدنيين للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة من الأطفال”.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] الأناضول
م.ت
[/FONT]