حوارات ولقاءات

عبد العزيز خالد قبل انطلاقة مؤتمر التحالف الثالث (1-2): اجتمعنا بالخرطوم مع مسؤول اريتري وطوينا الخلافات واتوقع أن يعيدوا لنا إذاعتنا


لقد حسم الأمر ولن أترشح لرئاسة التحالف مجدداً .
حان الوقت لاعادة طرح مشروع الوحدة مع الحركة الشعبية .
بإمكان كل الذين انقسموا عنا العودة ونرحب بهم بعد استيفاء الضوابط التنظيمية .
اجتمعنا بالخرطوم مع مسؤول اريتري وطوينا الخلافات واتوقع أن يعيدوا لنا إذاعتنا .
اكمل حزب التحالف الوطني السوداني الترتيبات لانعقاد مؤتمره العام الثالث الذي ستعقد جلسته المفتوحة صبيحة السبت القادم بقاعة اتحاد المصارف.. والتقت (السوداني) نهار امس بالمركز العام لحزب التحالف برئيس المكتب التنفيذي العميد (م) عبد العزيز خالد الذي قدم العديد من الافادات حول المؤتمر، كان ابرزها تمسكه الكامل بعدم ترشحه لرئاسة الحزب مجدداً في المؤتمر الثالث، كما تطرق لعلاقة حزبه بالحركة الشعبية وتمويل المؤتمر الثالث وعلاقاتهم بدولة اريتريا.. فإلى مضابط الحوار..
** ما هي أهم المهام والتحديات التي تواجه المؤتمر العام الثالث للتحالف؟؟
في البداية التحية لصحيفة (السوداني) التي نتمنى لها النجاح، ومن الضرورة المحافظة عليها بوصفها من التجارب المهمة في تاريخ الصحافة السودانية الحديثة. وفيما يتصل بسؤالك حول التحديات التي تواجه مؤتمرنا الثالث فهي عديدة بعضها متصل بالتحالف والبعض الآخر متصل بالوطن. ودعنا نشير لبعض الجوانب التي تهم التحالف ويأتي على رأسها أننا حركة جديدة تطرح رؤى جديدة تميزت بالاستمرارية والجرأة والمبدئية والمبادرة والقدرة على طرح اهداف كبيرة، واعتقد أنه قدم رغم قصر عمره الكثير بفضل تراكم الخبرات والجرأة في تقديم الحلول وجميع تلك المقومات كانت تميزه، إلا أن دخوله للسودان لم يتم بصورة منظمة نتيجة لاشياء كثيرة من بينها الحرب فى القرن الافريقي بين اثيوبيا واريتريا التي اثرت على العمل المعارض بصورة عامة والتحالف بشكل خاص، من الضروري الاشارة لمسألة مهمة متصلة بتكوين الحركات المسلحة السياسية العسكرية التي تعيش في ظروف غير طبيعية واستثنائية، ويوجد تحد ثان وهي أن الثقافة التي جاء بها التحالف تعتبر ثقافة جديدة مختلفة عن الثقافة السياسية السائدة بالبلاد والتي تعتمد على ثقافة تقليدية إما طائفية أو عقائدية وايدلوجية.
ونحن طرحنا افكارا لا تستند على الطائفية أو الايدولوجيا من خلال اطروحات تقوم على طرح اهداف ووسائل تحقيقها، ومن الاشياء المهمة التي اسهم فيها التحالف بشكل مهم هو خلق البؤر الثورية في العديد من المناطق عبر اطروحة الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة وهو امر لا يشير إليه المؤرخون، كمشروع فكري وسياسي وثقافي واجتماعي واقتصادي مجابه للاطروحات التي طرحتها الانظمة السابقة والتي جعلت وحدة السودان مهددة بالتفتت. ايضا يأتي هذا المؤتمر في ظل تحديات تنظيمية للتحالف لترتيب اوضاعنا ويمكن أن نقول إننا بدأنا تنظيم انفسنا ولدينا الشجاعة الكاملة في اتخاذ القرار، فحينما دخل مقاتلون للداخل دون اتفاق مع الحكومة طرحنا شعارنا (الرزق قبل الحزب) بان يكيفوا اوضاعهم وحياتهم نسبة لعدم وجود اتفاق سياسي يعيد عملية دمجهم بمجتمعهم . وهذا القرار بكل المقاييس شجاع وصعب في نفس الوقت.. تأمل مقرنا ومكتبي هذا باعتباري رئيس المكتب التنفيذي وحينما تقارنه بأي مكتب امانة لحزب المؤتمر الوطني فالمقارنة معدومة طبعاً ونحن نفتخر ونعتز بأننا حزب مساند ومعبر عن الفقراء وبالتالي من الضرورة أن يكون شبيها لهم وجزءا منهم.
ايضاً هناك تحديات تواجه الوطن ووحدة السودان.. كيف نحافظ عليها؟ وبناء الكتلة التاريخية لقيادة التغيير وبناء السودان الجديد وهذه احدى الاشياء التي ظلت تميزنا!! ورغم أن بناء هذه الكتلة التاريخية سهل نظرياً لكنه صعب عملياً، والعمل السياسي تعتريه حالات صعود وهبوط. ولعل البعض تخيل أن التحالف يمكنه أن يزحف من كسلا للخرطوم، وحتي الاشخاص الذين عاشوا على تلك الامنيات اصيبوا بخيبة امل كبيرة، ولكننا لم نعش في تلك الاماني أو نخدع انفسنا بها.
** لكن تلاحظ أن صوتكم أثناء المعارضة كان أعلى وانخفض بعد عودتكم للداخل، كما أن هناك عدة اتهامات تطاردكم بعدم قدرتكم على التحول لحزب سياسي وسيطرة مجموعة من الضباط المتقاعدين على التحالف وأنه لم ينفتح في عمله السياسي.. ويعتري عمله السياسي والجماهيري ضعف شديد ؟!
في السابق كان صوت البندقية عالياً وهى تطغى حتى على اصوات التظاهرات وحتى حينما نتحدث عن الانتفاضة نجد أن صوت البندقية ومطالبها يعلو على الهتافات. ونحن تحولنا لحزب سياسي دون اي مشقة أو عناء وهذا يعود لان مشروعنا لم يكن عسكرياً.. ونحن حينما اطلقنا عليهم هذه التسمية لم نقصد أنهم محاربون وانما مقاتلون لاجل الحرية، ولو اخذنا عدد ساعات التأهيل التي تلقوها لوجدناهم اخذوا اوقاتا اكبر في التعبئة السياسية والورش والسمنارات قياساً بدورات رفع القدرات العسكرية، ببساطة كنا ننظر لهذا المشروع باننا نربي كادرا ثوريا وبدأنا بمشاريع محو الامية لمقاتلينا وحينما يتحدث كادرنا فإنك تظن انه خريج جامعة السوربون ضحك- وهذا الامر ساعدهم وساعدنا بالطبع على التحول السياسي. ونحن منذ البداية قلنا لمقاتلينا ان الفترة الزمنية للبندقية محدودة.. التنظيمات التي قامت بنيتها التحتية بشكل عسكري تؤثر على التركيبة الداخلية وينتج عنها عقلية أمنية وعسكرية وذات الامر ينطبق على الاحزاب الايدولوجية التى تفرز في خاتمة المطاف عقلية امنية وعسكرية.
دعني اعطيك معلومة وهي أن المنضوين للتحالف من القوات المسلحة أو الشرطة أو السجون أو الامن يعتبر عددهم قليل مقارنة بغيرهم القادمين من خلفية مدنية وتدربوا في مدرسة حرب العصابات الثورية التي انشأنها، وحتي عمل الحزب الحالي يديره الشباب.
اعقتد انك سألت عن انفتاحنا السياسي ووعملنا الجماهيري؟ نحن عملنا مبني على الانفتاح مع الجماهير والاحزاب وهو امر موجود ومستمر، لكن هناك ظروف حالية متصلة بالاوضاع السياسية العامة بالبلاد لم تسمح بخروجه لدائرة الضوء رغم وجوده، يمكن أن تقيم ندوة ولا تنشر أو لا يسمح لك باقامة ندوة سياسية في الساحات، لكن الامر المؤكد أن المشهد سيختلف تماماً إذا عدلت القوانين.
** هناك سؤال أساسي حول مسألة تجديد القيادة بالحزب.. هل سيكون مؤتمركم إمتدادا لمؤتمرات أحزاب كالمؤتمر الوطني والشيوعي والأمة القومي التي جددت لقيادتها فترتها القيادية ؟؟
نحن لدينا مبدأ (عدم ابدية الرئاسة أو استمراريتها) وهذا احد المبادئ الاساسية لنا لاننا حزب جديد ونظامنا الاساسي يجعل الرئاسة لدورتين فقط وهذه دورتي الثانية ولذلك لا استطيع الترشح مرة اخرى، وعند بداية المؤتمر الثالث اكون اكملت فترة الدورتين ولذلك فلن اعود رئيسا للمكتب التنفيذي للحزب وسيأتي آخر أو اخرى بديلا لي.
** إذاً يمكننا القول إن إعادة ترشحك لرئاسة الحزب قد حسم وبات خارج التوقعات ؟؟
نعم، فطبقا للوائح هذا الامر محسوم ومفروغ منه، الجانب الثاني اننا نتحدث عن العقلية الشمولية بالتالي لن اقبلها ولن يقبلها مقاتلون بالحزب، واعتقد أن الاحزاب الاخرى ارتكبت خطأ، ولكننا نأمل أن تسهم خطوتنا هذه في المساعدة على التخلي لمفهوم الرئاسة الابدية.
** لكننا تلمسنا اتجاه ومساع من بعض اعضاء الحزب لاعادة انتخابك مجدداً ؟؟
صحيح أن بعض العضوية رأيها التعامل مع المؤتمرين السابقين الاول والثاني باعتبارهما مؤتمران تمهيديان وجعل هذا المؤتمر الاول بالسودان وان نحسب دورة رئيس المكتب التنفيذي من هذه النقطة بمعنى أن تكون الدورة القادمة في المؤتمر الثالث هي الدورة الاولى، لكنني تصديت لهذا الامر وقلت لهم أن هذا تحايل على النظام الاساسي ويقودنا لعقلية شمولية ويناقض مبدأنا في عدم ابدية الرئاسة. النقطة الثانية عدم ترشحي لرئاسة الحزب لا يعني أنني سأغدر صفوف الحزب وسأكون بموقع آخر وسأحترم قيادة الحزب الجديدة التي سيتم انتخابها وسأعمل معها بكل رغبة وجدية وسيرى الشعب السوداني تجربة جديدة ومختلفة.
** إذاً يمكننا القول إن أمر ترشحك لرئاسة الحزب بات أمر مفروغ ولن تترشح للرئاسة ؟؟
بالضبط ويمكنك أن تقول قضي الامر فيه نهائياً.
** هل سيتم تقييم تجربة الوحدة بينكم وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان وما خلفته من انقسامات وانسلاخات بالتحالف ؟؟
من الضروري أن تكون هذه القضية من بين الاجندة وهو من بين الموضوعات التي تتضمنها فترة التقييم بين المؤتمرين الثاني في يوليو 2001م والثالث في مايو 2009م، نحن لا نشعر بجروح تجاه الحركة الشعبية أو الذين انقسموا منا ولكننا نعتقد أن قراءتهم كانت غير صحيحة سواء الذين انقسموا عنا أو الحركة. فالمنقسمون استعجلوا اكمال عملية دمج التحالف داخل الحركة ولكنهم لم يستطيعوا تقديم أي اضافة داخل الحركة بعد دمجهم فيها، فيما استمرت الحركة في تعاملها مع المجموعة المنقسمة.
ولو مضى المشروع لنهايته المنطقية واعد برنامجا للسودان الجديد يحتوي على الرؤى والاهداف والهيكل.. وهذه القضايا التي تمسكنا بها وطرحناها ولم نتحدث عمن يقود أو الاسم وانما ذهبنا نحو المشروع، وقتها كان يمكن أن نقدم للقوى الجديدة والشعب السوداني تجربة مختلفة، وحتى الحركة الشعبية حينما جاءت بعد اتفاق السلام الشامل استغرقت وقتا طويلا في عمليات البناء وهو وقت كان يمكن توفيره.
ومنذ توقف الحوار الرسمي بيننا وبين الحركة الشعبية لم يتم أي حوار جاد أو تفاوض جاد بيننا لاكمال مشروع الوحدة، صحيح أن هناك لقاءات تجمعنا مع قيادات بالحركة لكنها لا تتجاوز محطة تبادل الآراء والمواقف حول القضايا. لكن الامر المثير للاستغراب وينطبق عليه المثل (أن شر البلية ما يضحك) أن يفضي توجه التحالف للوحدة لانقسام وهو تناقض غريب، لكن كما قلت مسبقاً بأننا ليست لدينا جراحات مع احد وندعو الذين انقسموا عنا للعودة ونرحب بهم في أي وقت والباب مفتوح لعودتهم مجدداً.
** هل يشمل هذا الترحيب حتى قيادات الانقسام وعلى رأسهم رئيس الدائرة السياسية السابق بروفسير تيسير محمد أحمد على وغيره من القيادات التي تعتبرونها خططت لانقسام 2004م ؟؟؟
صحيح اننا يمكن أن نصنف اولئك الاشخاص الذين انقسموا، لكن من الضرورة الاشارة لوجود مواصفات وشروط للراغبين في العودة من الذين انقسموا في لوائحنا الداخلية فهناك النقد والنقد الذاتي، لكن نحن نرحب بالذين انقسموا عنا، وحينما ننظر للمسألة من جانبها العقلاني فمن الافضل والاسهل لنا أن يكون معنا الذين كانوا جزءا من حركتنا في يوم من الايام، وهم بالتأكيد اقرب الينا من اعدائنا.
** هل يمكننا القول بأن الحركة الشعبية لم تكن جادة في إكمال عملية الوحدة بعد توقيعها لاتفاق السلام الشامل ووصولها للسلطة ؟؟
اعتقد أن العبارة الادق بأنه لم يكن من اسبقياتها التوحد مع التحالف والقوى الجديدة، وانما باتت تلك الاسبقيات مرتبطة بمواضيع وقضايا اخرى استجدت لها بعد توقيع اتفاق السلام الشامل، فالبعض رأى الاسبقية الافضل بالمضي مع الشريك الموقع معه اتفاق السلام الشامل.. و هناك من يرى الافضل المضي مع الحليف الموقع معه اتفاق السلام الشامل، فيما كان هناك رأي ثان يرى المضي قدماً في وحدة قوى السودان الجديد.
لكن في تقديري أن الوقت قد حان لاعادة طرح مشروع الوحدة مع الحركة الشعبية، ووجهنا لهم الدعوة لحضور الجلسة المفتوحة لمؤتمرنا الثالث، وسندعو الحركة خلال خطابنا في تلك الجلسة وبداية التفاوض من النقطة التي توقفنا فيها، ومن جانبنا نؤكد رغبتنا الخاصة في السير تجاه وحدة قوى السودان الجديد.
** ما هو مستقبل علاقاتكم مع أريتريا ؟؟
بالطبع العلاقات الخارجية ستكون احدى الاجندة الرئيسية بالمؤتمر، لكن لعلمكم فقد اجتمعنا بالخرطوم مع احد المسؤولين الاريتريين واعدنا معهم العلاقات وشهدوا بأن التحالف تنظيم عظيم، وانه رغم الخلاف الذي وقع لم يحدث أن اساء احد قيادات التحالف للحكومة أو الشعب الاريتري بل كانت كل التصريحات تحية لهما لمواقفهما واستضافتهما للتحالف بصبر وتقاسمهما معنا في السراء والضراء، هذا الامر لا يعود لاننا سودانيون نقدر مسألة الاستضافة فقط، وانما لان الثوريين صفتهم النقاء، صحيح لم يزر وفد منا اريتريا لكننا اتفقنا على زيارة وفد منا لاريتريا حينما تتاح الظروف.
** وماذا عن قضية ممتلكات الحزب الموجودة بأريتريا ومصيرها؟؟
نحن مهتمين بهذا الامر، هناك وثائق خاصة موجودة لدى الانقساميين ومطلوب منهم تسليمها لانهم انضموا للحركة، ولدينا ممتلكات اخرى من ضمنها اذاعة صوت الحرية والتجديد والتي تأكد أنهم سيعطوننا لها في الوقت المناسب.. وقولوا ذلك على لساني، واعتقد انهم حتى لو اعادوها لنا خلال الفترة الماضية ما كنا نستطيع تشغيلها لعوامل وظروف عديدة.

الوطن