رأي ومقالات

ابراهيم البيقاوي : حكاية الموبايل “ربيكا – لَمْس” الذي جاء ب “جلاكسي لَمْس”

[JUSTIFY] بينما كان المعلِّم يشرح درس اليوم في ذلك الصباح الباهي في تلك المدرسة الخاصّة المرموقة ذات السمعة الطيِّبة والتي تبدو علي طلّابها وطالِباتها آثار النعمة ويُسر الحال, بينما كان المعلِّم ينثر معاني الدرس دُرَرَاً لطالباته إذا بهاتفه يرن ويرن. حاول المعلِّم أن يتجاهل هاتفه ولكنه قرّر أن يخفض من صوته ولمّا رأي إسم أو رقم الشخص المتَّصل عليه قرّر ان يرُد عليه.

في اللّحظات التي تَلَت إستخراج المعلّم لِهاتِفه وخلال محادثته مع الطرف الآخر حدثت همهماتٌ بين الطالبات تَلًتها نوبة من الضحك الجماعي بصوت عالٍ لَفَتَ إنتباه المعلّم بَل واسترعي إنتباه مديرة المدرسة التي هزّتها هذه الضحكة المجلجلة التي جاءت من هذا الفصل. أنهي العلّم المكالمة بسرعة مستئذناً من الطرف الآخر في المحادثة. وقبل أن يسأل طالباته مستغرباً عن أسباب تلك الضحكة العالية وصلت مديرة المدرسة وشاركت في الإستفسار عن الذي جري.

توصّل الجميع إلي أن سبب الضحك هو إخراج المعلّم لجهاز موبايل قديم من طراز “رِبيكا” ولمّا شُوهِد وهو يمسح علي شاشته ربما ليزيح الغبار ويتمكّن من مشاهدة رقم أو إسم المتصل تساءلت إحدي الطالبات عمّا إذا كان هناك جهاز موبايل “رِبيكا لَمْس”؟ فانفجر الفصل بالضحك. تمكّنت مديرة المدرسة بحكمتها وحنكتها وجدارتها من إحتواء الموقف بالكامل والتأمين علي سير الدراسة كالمعتاد.

في اليوم التالي وبينما كان المعلّم يقدّم حصته استدعته مديرة المدرسة ليقابلها في مكتبها المجاور للفصل الذي يدرِّس فيه. ظنّ المعلّم أن غرض هذه المقابلة ربَّما كان من أجل محاسبته أو حتي فصله من العمل بهذه المدرسة ولكن المفاجاة الكبري التي كانت في إنتظاره هي أن سلمته مديرة المدرسة جهاز سامسونج جلاكسي لَمْس جديد “في كرتونته وغلافه”). وأفادته بأن هذا الجهاز الجديد عبارة عن هدية من أسرة إبنته الطالبة التي تهكّمت عليه بالأمس وقالت “يا ربي في موبايل ربيكا لَمْس”؟). شكر المعلّم مديرة المدرسة وعاد إلي الفصل لمواصلة تقديم حصته.

بعد إنتهاء حصته شكر المعلّم طالبتَه علي هدية أسرتها ولكنّه ختم حديثه ضاحكاً يا إبنتي هذا الجهاز قميته أكثر من 700 جنيه سوداني أما كان الأفضل أن تعطيني المبلغ بدلاً منه؟.

أعدّه المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي[/JUSTIFY]

تعليق واحد