سياسية

معركة بحر أبيض “عراقي” ينفي التكهنات و”شنبلي” يتدثر بصمته.. في انتظار القادم

[JUSTIFY]”مجلس شورى النيل الأبيض يبايع العراقي والياً”.. الحبر لم تجف حروفه بعد ليؤكد معتمد ربك الحالي في حكومة الشنبلي، ومعتمد كوستي السابق العقيد أبوعبيدة أن الأمر لا أساس له من الصحة. وأنه لم يتلق مبايعات في هذا الشأن، وأن الأمر لا يعدو كونه اجتهادات وتكهنات لا علاقة لها بالحقيقة. لكن بين النفي والإثبات ثمة حقائق تدور بين جنبات بحر أبيض. وحكايات ترتسم في نهاية الطريق، وصراعات تدور في الخفاء بين الكل من أجل عبور الجسر بغية الوصول إلى كرسي الوالي.

الواقع هناك يخبرك بأن الكرسي بدأ يهتز تحت الجالس عليه بشرعية أبريل في العام 2010 يوسف الشنبلي، اهتزازا بدأ عقب مناقشة تقارير المراجع العام لثلاثة أعوام، ما دفع البعض لمطالبته بالتنحي. لكن المعركة الدائرة في بحر أبيض الآن لا يمكن فصلها عن معارك بدأت تدور في مناطق مختلفة تتعلق بعملية اختيار الولاة، ما دفع بالمركز للتلويح أمس بعصا العقاب للمتجاوزين ومعها معايير جديدة لاختيار الولاة حددت بثمانية عشر معياراً. يتم وفقاً لها اختيار مرشح الحزب للانتخابات حال تم قيامها في وقتها المضروب في أبريل للعام 2015. مسؤول القطاع التنظيمي يبرر خطوة الحزب الأخيرة بأن هدفها الرئيسي هو القضاء على التكتلات التي تحدث أثناء انعقاد مجالس الشورى الخاصة بالحزب في الولايات وحماية عضوية الحزب من تصفية الحسابات الشخصية من قبل النافذين. هكذا بدا المشهد في هبوطه من شارع المطار بالخرطوم في اتجاهه نحو الولايات.

الوطني الذي أكد سريان ذات القديم في عملية اختيار الولاة عبر اختيار خمسة ولاة على أن يحسم هو في نهاية المطاف مرشحه لحكم الولاية ووفقاً لما يراه مناسباً. لكن بعيداً من المركز قريباً منه، فإن العلاقة بين الولاة المنتخبين وبين جماهير تلك الولايات هو عهد الصندوق، فالحزب الحاكم دخل إلى السباق تحت راية (من أجل استدامة النهضة) الراية التي تبرز تساؤلاتها فوقها، ما الذي حدث طوال ما يزيد عن السنوات الأربع.. ما الذي تغير؟ أحد الشباب يقول إنه لو أن هؤلاء الولاة أقاموا استبيانات أداء فإن النتائج ستكون على غير ما يشتهون. وهو الحديث الذي يشير إلى سيادة حالة من السلبية في عملية أداء وظائف النيابة عن الشعب والتعبير عن تطلعاته.

المشهد في بحر أبيض يخبرك عن حالة من الاستقطاب الحاد من أجل تحديد، من يدير الولاية في أقصى الجنوب في الفترة القادمة؟. ربما سادت حالة من عدم الرضاء عما قامت به حكومة الشنبلي طوال السنوات الماضية، لكن ليست حالة عدم الرضاء وحدها هي التي تحدد المسارات المقبلة، فطبيعة التحالفات والتكتلات بين المجموعات المختلفة داخل الولاية ستظل محدداً آخر لما يمكن أن توؤل إليه الأوضاع.

مجموعة التغيير داخل الولاية ظلت صداعا في رأس الحكومة، ربما بدا يطفو للسطح إبان عملية مناقشات تقارير المراجع العام، حين برز في الإعلام صوت العضو في المجلس التشريعي من دائرة كوستي، ياسر زين العابدين، وهو يشير إلى التجاوزات في معظم الملفات وإلى التراجع في عمليات التنمية وغيرها من الملفات، الأمر انتهى بأن قدم النائب لمجلس محاسبة بتهمة التصريحات الصحفية.

لكن المعارك لم تنته بانتهاء الجلسات البرلمانية، وإنما برزت للسطح مرة أخرى حين ابتدار انعقاد مؤتمر الشورى، وحين خرجت الأنباء التي تفيد بمبايعة الأعضاء لأبوعبيدة العراقي والياً، وهو ما اعتبره البعض معركة إعلامية تهدف للتأثير على عمليات الاختيار، في حين اكتفت المجموعة الأخرى بالصمت وكأنها توجه المركز للحديث بالنيابة عنها، فعملية التزامن ما بين الخبر الذي يجعل من العراقي واليا، وتحديد المعايير لاختيار الولاة مركزياً، ثمة خيط رفيع يمكن من خلال تتبعه أن تصل إلى بقية خيوط اللعبة السياسية هناك.

وحين ينفي العراقي لـ(اليوم التالي) الخبر المنسوب إليه، وأن لا مبايعة تمت. ويعلن في الوقت نفسه التزامه بموجهات الحزب وأن عملية مبايعته مجرد اجتهادات وتكهنات لا علاقة لها بالحقيقة، احترامه للوائح وشروط التنظيم لعملية ترشيح الوالي، واحترامه لمؤسسات الحزب والخطوط التي ترسم الطريقة، مؤكداً زهده في أي منصب بما في ذلك منصب الوالي، في هذه الحالة يمكنك أن تجزم بانتهاء المعركة، وأنه تم تحويل كل الأمر إلى المؤسسية الحزبية ليحسم.

لكن همس الولاية يقول بغير ذلك، وينبئ عن معركة قادمة قد يستخدم فيها كل فريق الأسلحة المتاحة له، وعن (كباتن) في صمتهم كلام وفي كلامهم تحديد لمسارات المستقبل التي لم تحسم بعد.. لمن تكون الابتسامة الأخيرة.؟

عراقي أعلن بصوته عدم صحة ما يدور من اجتهادات، بينما تدثر الشنبلي بصمته في انتظار ما تأتي به الأيام القادمات، أعضاء الشورى في رحلة ذهابهم وإيابهم يفكرون في القادم. القادم تحسمه في نهاية المطاف المركزية القابضة في الخرطوم وموقف القيادات وتقييمها لما حدث في الفترة السابقة .

وحلم بالتمسك بالمنصب من الوالي الحالي الشنبلي. بينما بعيداً عن كل ما يدور، تبقى رؤية المواطنين وتقييمهم للفترة تصب في غير صالح الحزب، فمشاريع التنمية لم تحرز أي تقدم، والعاصمة في ربك تشكو التجاهل، والمستشفيات تصيبك بالمرض، والمدارس الحال فيها يغني عن السؤال. والسؤال الأخير هو ذاته الأول.. ترى ما الذي فعله الشنبلي في سنواته.. وما الذي يمكن أن يقدمه العراقي.!؟

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. العراقي من أبناء المدينة الأوفياء لمدينتهم ، يستحق أن يكون والياً وتستحق الولاية أن يكون مهندسها العراقي، ليس تحزُباً للعراقي ولكن لأنه من سيكون التغيير للأحسن في الولاية على يديه إن شاء الاله تعالى ، ونقول للشنبلي جزاك الله خيراً إجتهدت فلك الأجر إن شاء الله .

  2. العراقى فى الاول ابن ناس و راجل محترم وود بلد و بيخاف الله و ما حرامى و ساكن فى بيته و بياكل كسرة و ملاح و ما عنده لف و دوران اهلا به واليا فى النيل الابيض