تحول حاد” كمبالا مترددة في سحب قواتها من جنوب السودان خشية أن يتسبب ذلك في انهيار حكومة ميارديت.
وظل مطلب سحب القوات الأوغندية حاضراً في كل جولات التفاوض مع حكومة جوبا حتى خلال الجولة الراهنة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي تشهد جموداً غير معلن، بعد مقاطعة وفد حكومة جوبا المفاوضات، لجهة وضع وفد التمرد شرط انسحاب القوات الأوغندية قبل التوقيع على مصفوفة وقف العدائيات.
ولكن (تحولا حاداً) كما تصفه وكالة رويترز للأنباء حدث أمس (الجمعة) عندما أعلن المتحدث باسم الحكومة الأوغندية أن وفد حركة مشار المعارضة وافق على بقاء القوات الأوغندية ولو إلى حين اكتمال انتشار قوات مجموعة دول الإيقاد لحفظ السلام!
وقال المتحدث أوفونو أوبوندو لرويترز إن وفدا من المتمردين في جنوب السودان التقى فريقا من الحكومة الأوغندية بقيادة سالم صالح شقيق موسيفيني الذي يعمل مستشارا للرئيس لشؤون الدفاع والأمن. وأشار أوبوندو إلى أن الجانب الأوغندي أوضح للمتمردين أسباب نشر كمبالا قوات في بلادهم، وقد وافقوا على بقاء هذه القوات حتى تنشر إيقاد قوات لها هناك. وأضاف أن “أوغندا لم تنشر قواتها في جنوب السودان لتقف إلى جانب طرف من الصراع هناك ضد الآخر، بل لمنع أي إبادة”.
وقالت رويترز إن هذا الموقف من قبل المتمردين يمثل تحولا حادا عن موقفهم السابق المطالب بانسحاب القوات من جنوب السودان، ويمكن أن يمهد الطريق لإصلاح العلاقات بينهم وبين الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.
ويقول المتمردون إنهم يتفهمون أن أوغندا يمكنها لعب دور إيجابي بتأثيرها على حكومة جنوب السودان ودفعها للالتزام بمفاوضات السلام الجارية.
ويقول محللون إن أوغندا مترددة في سحب قواتها من جنوب السودان خشية أن يتسبب ذلك في انهيار حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام حرب أهلية شاملة في دولة تمثل لأوغندا سوقا جديدة رئيسة. وكانت دول غربية ومجاورة قد أعربت عن قلقها من أن يتسبب وجود القوات الأوغندية في عرقلة جهود إيقاد لحل الصراع في جنوب السودان.
وتدهورت العلاقة بين رياك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان والرئيس الأوغندى يوري موسيفيني، حيث كانت أوغندا الاستثناء الوحيد في جولات مشار على دول الجوار لشرح موقفه وبحث سبل دعم العملية السلمية التي تتوسط فيها وترعاها مجموعة دول الإيقاد. وتبادل الطرفان الاتهامات والانتقادات، حيث اتهم مشار أوغندا بتدبير محاولة لاغتياله، واعتبر رياك مشار أن: “أوغندا أصبحت معوقا رئيسا لعملية السلام” معربا عن رفضه نشر قوات في البلاد. وفي حوار مع وكالة الأناضول، قال مشار إن “أوغندا أصبحت معوقا رئيسا لعملية السلام في جنوب السودان، والمعارضة تريد حلا سريعا للأزمة”. وحذر من أن “وجود سلفاكير، ونظيره الأوغندي يوري موسفيني ضمن وسطاء (إيقاد)، يؤثر على قراراتها وتوصياتها”.
من جانبه توعد الرئيس الأوغندي، رياك مشار “بالهزيمة” في حال لم يتوقف القتال. وقال موسيفيني للصحفيين في إحدى زياراته إلى جوبا عاصمة جنوب السودان: “أهنئ سلفا كير لإلحاقه الهزيمة بهؤلاء الرجال الذين يحاولون إثارة الاضطرابات لكن يجب أن يعرفوا أنهم سيهزمون إذا لم يقدموا على السلام”.
وكانت القوات الأوغندية وصلت إلى الجنوب بعد أربعة أيام على اندلاع الصراع في ديسمبر من العام 2013 بطلب من الرئيس سلفاكير وتقدر بحوالي 3 آلاف عنصر من القوات الخاصة، بكامل تجهيزاتها العسكرية من دبابات، ومدافع ثقيلة، وطائرات حربية. كانت القوات الخاصة تحت قيادة الجنرال كاتمبا وامالا القائد العام للجيش الأوغندي، والعميد موهوزي كينيرقابا قائد القوات الخاصة الأوغندية، والعقيد موهانقا من القوات الخاصة الأوغندية. في المرحلة الأولى أمنت القوات الأوغندية الخاصة مطار جوبا، والقصر الرئاسي في جوبا، وبعض المواقع الحساسة (رئاسة الحرس الجمهوري في جوبا) في جوبا
وكان الرئيس سلفاكير قد رهن خروج القوات الأوغندية باستقرار الأوضاع في دولة جنوب السودان، وأوضح كير في خطابه بمناسبة الذكرى الثالثة لاستقلال بلاده أنه لم يأمر القوات الأوغندية بالخروج، مضيفاً: “لولا دخول القوات الأوغندية بعد انفجار الأوضاع في ديسمبر الماضي لكان جنوب السودان فقد العديد من الأرواح والممتلكات”، وأثنى كير على مجهودات القوات الأوغندية في بلاده، وشدد على أنه لم يأمر القوات الأوغندية بالخروج من بلاده ما لم تستقر الأوضاع الأمنية
اليوم التالي
ح.ي