“أما قبل” خريج الزراعة في سلة غذاء السودان غداً.. هل تتم الاستفادة من زيارة حسبو لمصلحة شعب القضارف أم تستغل لتثبيت كراسي المسؤولين؟
بالطبع اعتبر قطاع عريض أن ذلك خطأ كبير بحكم أن الخريف وموسم الزراعة تجاوز مرحلة التأسيس خاصة للجهات المستهدفة التي عرفت بزراعة مبكرة جدا، فيما يرى البعض أن الأولى بهذه الخطوة توزيع تلك الآليات منذ وقت مبكر ليحضر نائب الرئيس أو أي مسؤول آخر ليقف على إنتاج تلك الآليات وليس هيكلها الحديدي الذي تنظر إليه حكومة القضارف بشيء من الفخار.
بالطبع ستحلق طائرة نائب الرئيس فوق سماء جامعة القضارف، وربما لا يسعفه الوقت مليا للزيارة لكنه بالتأكيد لو أراد الاطلاع على ملفات هذه الجامعة فسيصاب بالإحباط، إدارة جامعة القضارف بقدر ما يهمها مما يبدو في برنامجها الأكاديمي هو إنجاز التحصيل الأكاديمي، لكن وجود كلية للزراعة بالولاية ليس لها أي إسهام في إطار العملية الزراعية الكلية بالولاية يلقي باستفهامات ضخمة وكبيرة، لا تسخر الجامعة فترة الدراسة للطلاب في تقديم أي معينات لصالح تطور العمل الزراعي في القطاع المطري البكر، وهو رأي غالب المهتمين بالعمل الزراعي، كما أن الكلية المنشأة لقرابة العقد من الزمان لم تؤسس لأي مباحث يمكنها أن تنهض بالتقنيات الحديثة، ولو استغل البعض زيارة نائب الرئيس لإحداث اختراق كبير في العلاقة الباردة بين الحقل الزراعي في أكبر ولايات البلاد زراعة وبين جامعة القضارف فربما تدب الحياة من جديد في هذه العلاقة المفترضة بدور أكبر وأوسع.
لن يخلو الشريط الطويل من القيادات التي ستستقبل حسبو من قيادات معروفة في القضارف ظلت على دورها ومقاعدها في الحكم، بالطبع سيكون الشيخ عبد القادر محمد علي نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية أول المصافحين لحسبو عبد الرحمن، وسيمتد الشريط المحسوب لآخر القيادات لو كان وزير المالية موسى بشير موسى أو حتى معتمد وسط القضارف على الشيخ الضو، فسيجد حسبو حزبا متضخما قاوم رؤية المركز في تنزيل وثيقة الإصلاح، بل عمل على إقصاء كل الذين حاولوا فقط تذكيره بالرؤية الإصلاحية المركزية حتى وإن كان الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ عثمان محمد علي.
لن يظهر السخط على حزب المؤتمر الوطني لنائب الرئيس لكنه ربما يقرأ في الصحف كثيرا عن العراك في مجالس الشورى وضبط الاجتماعات بالأجهزة الخاصة وإيقاف المد للأصوات الشبابية.
ربما يفتتح نائب الرئيس عددا من المنشآت التي تم افتتاحها من قبل على يد أكثر من مسؤول، آخر زيارة لمسؤول في رئاسة الجمهورية لولاية القضارف قام بها مساعد الرئيس ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور، وقبل أن يؤذن مضيف طائرة غندور بربط أحزمة المغادرة من ولاية الذرة كان مبنى العمليات بمستشفى الحوادث الذي افتتحه قبل يوم واحد قد بدأ في الانهيار.
الكثير من الولايات تنقل للمسؤولين الكبار في الدولة أمثال نائب الرئيس حسبو حاجة ولاياتهم للعون، آخر إحصائية للتنمية المخصصة للولايات من المركز لم تتنزل على القضارف لأكثر من أربع سنوات متتالية، وربما زادت الآن منذ العام (2007) هذا تقرير رسمي لحكومة القضارف، لكن شغل المسؤولين وطمس معالم الخراب في ولاية مثل القضارف في حاجة لدفع في كل ملفاتها سيفاقم من أزمات ولاية تعاني كثيرا أو استغلال الزيارة لتثبيت دعائم كراسي المسؤولين، لا الاستجابة لصوت المواطن ومطالبه، حكومة القضارف حسب رأي الكثيرين تنقصها إرادة الصوت العالي في وجه المركز، والمركز دائما يملك آذانا مليئة بالشمع
اليوم التالي
خ.ي