محي الدين تيتاوي: ناس الشبكة شذوا عن القاعدة.. أنا ما عايز اترشح ولكن إذا قالوا “تيتاوي يعود” سنعود.. وإذا قالوا “يمش في ستين داهية” سنمشي

* كيف الحال يا دكتور؟
– والله الحال كويس بدليل إنو نحن بقينا معروفين كاتحاد صحافيين سودانيين في كل المجتمع الصحفي الإقليمي، العربي والدولي وحتى إن غبنا يتم اختيارنا في اللجان الدولية والأفريقية.
* معايير الشهرة دي شنو هل بما قدمتموه في الداخل مثلا؟
– ما قدمناه في الداخل جزء من هذا التقدير لكن هذا الاتحاد عريق تأسس سنة 1946 وقتها كانت الناس لا تعرف الاتحادات والصحافة كانت تعبانة وتكتب تحت حكم المستعمر وكذا في العالم العربي، ونحن قياسا على الصحافة الأفريقية والعربية صحافتنا متقدمة جدا تقنيا وأداء لأن صحافتنا أصبحت مهنة الممتهنين و90% من العاملين في الصحافة درسوا صحافة وخريجين بعضهم درس علوم اجتماعية وسياسية وعلى درجة عالية من الثقافة.
* ومهنة من لا مهنة له؟
– دا كان في السابق.
* يعني تغيرت هذه المعادلة الآن؟
– تغيرت كثير جدا نحن لدينا 12 جامعة تخرج في كليات الإعلام، وبالضرورة هذا العدد الضخم ينعكس أداء وجودة على صفحات الجرائد.
* مع ذلك يضم الاتحاد أعضاء لا علاقة لهم بالعمل الصحفي؟
– شوف أصلا الإنسان الذي لديه رغبة في المعارضة يقول أي كلام، زمان عدد الصحافيين يعد على أصابع اليد الواحدة ولم يكونوا مهنيين بالدرجة المطلوبة، بالتالي كانوا يقولون الصحافة مهنة لا مهنة له، لكن منذ أوائل السبعينات نحن كنا الرواد الأوائل الذين درسوا صحافة وعملوا في الصحف، كانوا يقولون لنا الصحافة موهبة وليست دراسة، قلنا لهم نعم الصحافة موهبة ولكن دراسة أيضا لأن الموهبة تصقل بالتجارب ونقلها.
* الشغل في الاتحاد مرهق؟
– متعب جدا، أول حاجة يحتاج إلى إنسان متمرس في العمل النقابي ومتمرس على التضحية من أجل الآخرين، وأنا لم أمارس العمل النقابي اليوم أو بالأمس، منذ السبعينيات كنت نقابيا معروفا في صحيفة الأيام، انتخبت لأمثل المحررين في مجالس الإدارات، والعمل في الاتحاد ليس وجاهة هو عمل صعب جدا، نجتمع بالساعات وننحت مخنا ونتصل بالمسؤولين ونلح عليهم إلى أن نصل إلى الهدف، ومثال لذلك التأمين الصحي والإسكان.
* دي خدمات واجبة عليكم؟
– نعم خدمات لكن في ناس بفتكروا إنو هذه الخدمات تأتينا ونحن جالسين في أماكننا، والله جرينا لغاية ما كرعينا حفت وبعدين ما في عذر.
* ولماذا البعض يردد بأن الاتحاد (قاعد ساي)؟
– هم ما عارفين، شغالين في صحفهم وقاعدين جنب ستات الشاي، ويقولوا الكلام العايزين يقولوه.
* ديل منو مثلا، كأنك تشير إلى جهات محددة؟
– قطاع من الصحافيين.
* الشبكة مثلا؟
– نعم الشبكة.
* لماذا تثير سيرة الشبكة عندك حساسية؟
– لأنهم شذوا عن القاعدة، إذا كنا نحن نقول لهم تعالوا اعملوا من داخل الاتحاد، إذا كنتم ترون بأن هناك نقصا وتريدون أن تعلموا أحسن منه، لأن الدار هذه ليست ملكا لنا فهي ملك للصحافيين عملت باسمهم، بالتالي يجب أن يأتوا ليعملوا من هنا مش من تحت شجرة النادي الفرنسي.
* ماذا بشان انتهاء الدورة وقدوم الانتخابات؟
– نحن نفتخر جدا بأن عملنا دورة حافلة بالإنجازات، نحن دخلنا انتخابات الفيدرالية الأفريقية، وفزنا سبعة أشخاص من (54) دولة، وفي هذه الدورة جدد لي اتحاد شرق أفريقيا رئيسا للاتحاد بعد تعديل الدستور لدورة ثالثة، في هذه الدورة أيضا دخلنا انتخابات الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب وفزنا بأصوات عالية جدا، ودخلنا انتخابات الاتحاد الدولي ولأول مرة السودان يشارك في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي ويترشح للانتخابات ويفوز والآن أنا مسافر يوم 14 أكتوبر إلى لندن للمشاركة في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي وهذا لم يحدث منذ 1946 وحتى الآن، ودا عمل كبير، وهذه الدورة نحن شاركنا في الجمعية العمومية لاتحاد الصحافيين الآفروآسيويين، وفزنا بالرئاسة، بل زد على ذلك اختاروا رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين عضوا في اللجنة الدائمة للانتخابات في الاتحاد الدولي قبل أسبوع.
* مردود هذا على المستوي الداخلي؟
– بالتأكيد هذه خبرات وتجارب نقابية هذا اسم السودان وهذا هو الاتحاد الدولي الذي يضم 26 دولة و600 ألف صحفي، كون السودان يدخل ضمن هذه الدول ويكون معروفا كرقم وكعضو فاعل في الاتحاد أعتقد أنه لا يوجد مكسب أكثر من ذلك.
* مع ذلك الأوضاع الصحفية بالداخل في غاية المعاناة؟
– هذه فيها مشاكل كثيرة جزء منها متعلق بالمجلس القومي وآخر متعلق بالناشرين أنفسهم وشيء متعلق بارتفاع أسعار الصحف وشيء متعلق بالصحافة الإلكترونية والتنافس مع الصحافة الورقية، وآخر بمخرجات التوزيع، وإيقاف جرائد من الصدور وجرائد تصل متأخرة، بالتالي أحوال الصحف متعلقة بهذه العوامل ولا علاقة للاتحاد بها لأنه مهني، وكل ما يمس قضايا التوزيع وغيره من اختصاص مجلس الصحافة.
* على ذكر المجلس، النزاع بينكم وبينه هل ما زال قائما؟
– لا يوجد أي نزاع بينا ومجلس الصحافة والمطبوعات.
* ومن أين يأتي ذاك الحديث؟
– هذا يأتي من اختراق بعض الناس الذين يريدون أن يوصلوا أن هناك خلافات بين المجلس والاتحاد، السجل كان عند المجلس مؤقتا وناس المجلس قالوا لنا شيلوا السجل عندكم طالما بقي عندكم دار وإمكانيات وأجهزة كمبيوتر، في ناس فاهمين غلط وداخلين في الموضوع غلط وماخدين الحكاية دي وحايمين بيها، مرة يقولوا ليك دا صراع موارد ومرة شنو ما عارف لكن لا يوجد صراع موارد ولا صراع قوى لأن لا الاتحاد حق لتيتاوي ولا المجلس حق للعبيد، كله حق الصحافيين ونحن مكلفين عندما تنتهي المدة يقولوا لنا امشوا ويعطنا ضربة في مؤخرة رأسنا ونمش.
* خلاص نقول العلاقة بين المجلس والاتحاد سمن على عسل؟
– ليس ذلك فحسب بل المجلس حقنا لأن الاتحاد صاحب الكتلة الأكبر في المجلس لديه 10 أعضاء، من جملة 21 ممثلين في المجلس.
* الآن الدورة انتهت ماذا هناك؟
– هذه أسال منها مسجل التنظيمات.
* ما يعنيكم شنو؟
– مجرد ما دورتنا انتهت حصرنا عضويتنا، والآن نرتب للأوراق، ونكتب كتابنا وإنجازتنا وحساب ميزانية المراجعة وبعدها نسلمها للمجلس، على ضوء هذا يحدد المجلس متي تكون الانتخابات.
* تيتاوي ممكن يترشح تاني؟
– والله دا ما في يدي أنا، وهو ممكن وغير ممكن، لأنو في ناس ما عايزين وناس عايزين في النهاية الذي يستقر عليه الرأي يمشي.
* بالتأكيد أنت عندك موقف شخصي ممكن تقوله؟
– شوف الحكاية دي من الصعب جدا تقول أنا عايز وأنا ما عايز، أنا لو خيروني سأقول لهم أنا ما عايز، ولكن هل الخيار في الوضع دا لشخص، إذا اختارك الناس تقودهم، الخيار ليس في يدي إذا قالوا تيتاوي يعود سنعود وإذا قالوا يمش في ستين داهية سنمشي.
* تيتاوي لا يعبر عن الصحافيين لكونه رئيس الاتحاد، بل يعبر عن رأي المؤتمر الوطني وأصبح ملكيا أكثر من الملك؟
– من خلال عملي أو من خلال كتاباتي.
* الاثنين معا؟
– لا من خلال كتاباتي دا رأيي أنا.
* ومن خلال العمل؟
– نحن شغالين لكل الصحافيين بدليل أن أعدى أعدائنا قائد الشبكة نحن سلمناه بيت وعنده بطاقة وخدمات يتمتع بها، يبقي نحن نعبر عن رأي الحزب كيف.
* دا على مستوى الخدمات وماذا؟. مقاطعا؟
– على مستوى أداء الاتحاد، الاتحاد عنده بيوت وزعها للناس وهل نحن منحنا المنتمين وحمينا الآخرين، اتحداك جيب أي واحد قال قدم ودفع المقدم وما أديناه بيت.
* دا مفهوم، وعلى مستوى قضايا الحريات وحقوق الصحافيين؟
– أصلا نحن ما في حادثة واحدة مرت دون أن نقول فيها كلمتنا، وندين الحادثة ونطالب بفك الجريدة وبلهجة قوية جدا جدا هم ذاتهم ما يقدروا يقولوا ذلك.
* مثلكم والجامعة العربية إدانة بس.. هكذا يردد البعض؟
– الذي يشبهنا بالجامعة العربية هو نفسه جامعة عربية وأسوأ منها.
* كالاعتداء الذي حدث للأستاذ عثمان ميرغني، اكتفيتم بالبيان؟
– الحديث عند الجهات الأمنية، لكن نحن أصدرنا بيان إدانة وذهبنا إلى المستشفى زرنا الزميل وذهبنا إلى الجريدة مسرح الجريمة ووقفنا مع المحررين، وقفة تضامنية وهتفنا لا صحافة بلا حريات، طبعا في ناس قاصدين حاجة ونحن قاصدين حاجة تانية، وجاءت القنوات شالت مننا تصريحات إدانة.
* وانتهى دوركم؟
– نعمل شنو لكن؟
* أنتم اتحاد، أليس بإمكانكم متابعة سير القضية مع الجهات المختصة؟
– التحقيقات للجهات الأمنية، والعدالة تقتضي طالما أن القضية عند السلطات الأمنية، خلاص، لأن أي محاولة للتدخل أو الكتابة تعرقل التحقيقات وتتوه القضية، المشكلة أن الصحافيين عندما يقولوا لهم وقفوا النشر في القضية المعينة ما بفهموا المقصود، وهو عدم تضليل العدالة والمجرمين أنفسهم قد يضخوا معلومات ليست في صالح العدالة.
* وماذا بشأن الصحف الموقوفة؟
– في خطابنا في رمضان طالبنا بإعادة (الصيحة) إلى العمل، وقلنا إذا في أي خطأ تتم المحاكمة بالقانون.
* عداءاتك الشخصية مع الزملاء كثيرة؟
– ما عندي أي عداء شخصي مع أي زميل.
* مثلا محمد لطيف ومحمد الأسباط في إطار خلاف الرأي؟
– هم يناكفون وانا أناكف، وانا أصلا ما حصل شلت قلمي هذا وناكفت لي زول، دائما أدافع عن الاتحاد، ولم يحصل أن شلت قلمي وشتمت لطيف ولا الأسباط أو جمال حسن علي، هؤلاء يعتدون على شخص رئيس الاتحاد ورئيس الاتحاد يرد في موقف المدافع وليس المهاجم.. ولا شنو؟
* تمنحون الصحافيين سكنا في أطراف المدينة وتمنون عليهم؟
– كدا وريني من سنة 46 جاء اتحاد منح منسوبيه بيوتا في أبو ضلوع مثلا، نحن سكنا الناس في الأماكن التي يسكن فيها الآخرون، الصفوة أحسن سكن، الوادي الأخضر والحارة مائة أصبحتا مدنا، الذي عملناه غير مسبوق إلا من أراد أن يقول شغلكم دا مسيخ ويريد أن يبخس الشغل، لكن بشهادة كل الجهات أحسن اتحاد تعامل مع منسوبيه، بموضوعية وبإخلاص هو اتحاد الصحافيين، نحن سكنا 2500 أسرة في المدن الثلاث، الآن أصبحت مدنا فيها مستشفيات ومدارس ومراكز شرطة، اذهب إلى الصفوة أنا عايز أموت من الإعجاب في الصفوة اللي قالوا عليها بعيدة، الوادي الأخضر 18 دقيقة فقط، وهذا في المدن لا يساوي 2 كيلومتر، أنا سألت صحفيا شغال في وكالة السودان للأنباء قال لي أنا ساكن الوادي الأخضر وبصل العمل قبل الناس الساكنين في وسط الخرطوم.
* كمان في شقق سكنية؟
– دا اسمه الإسكان الفئوي عند اتحاد العمال بس، نحن بقوتنا قلعنا مية شقة من شقق غير مخصصة لنا، وهي غالية تساوي 300 – 400 الف وفيها إقساط، لكن المقتدر يجي يقدم.
* ظروف الصحافيين المادية لا تسمح لهم بامتلاك تلك الشقق؟
– 90 صحفيا اخذوا أرانيك، ودا يعني ممكن.
* قد يكونوا صحافيين يعلمون في جهات أخرى؟
– الزول العايز يجي يشيل يجي، مافي زول ما عضو في الاتحاد نحن منحناه، القاعدين في الشجر تحت ستات الشاي هم من يقولون هذا الكلام.
* توصيات مؤتمر الإعلام الأخير التي أجيزت؟
– نحن اشتغلنا مؤتمر الصحافة وركزنا على قانون الصحافة والمطبوعات، لدينا مطالب كتابة ومنتظرين التعديلات الإصلاحية الايجابية التي قيلت في المؤتمر منتظرين إدخالها في القانون الجديد.
* عندك نية للاغتراب هل تخليت عنها؟
– أي سوداني عنده نية للاغتراب حسب ظروفه.
* السفر إلى ليبيا طلع ساي يعني؟
– والله أقول ليك كلام، كان عندي نية أمشي لكن في ناس كده فرحوا بالتالي أنا خليت السفر.
* تضيع فرصة للاغتراب عشان كلام الناس؟
– نعم ضيعتها عشان الناس اللي بفرحوا ديل.
* هل أنت راضي عن ما قدمته خلال عملك في الاتحاد؟
– أكثر من راضي، أنا 45 سنة شغال صحفي، وأتمنى أن يسود المناخ الصحفي الذي عشناه في السبعينيات في وسط الصحافيين الآن، مناخ فيه احترام للآخر، وانتقال للتجارب بين الأجيال، لكن بعض الصحافيين ادخلوا أسلوب الشتائم والاتهامات الباطلة وغير الصحيحة وعكروا الأجواء ومازال هناك من يمضي على هذا الطريق، أتمنى أن تسود الأجواء الإيجابية الصحية الأخوية، وحينها نرتقي بالعمل الصحفي، أما الذين لا يستطيعون إلا أن يعشوا في المناخ العكر وفي ظل اتهامات غير مؤسسة وغير سليمة افتكر نحن نعرض صحافتنا للكثير من المهازل.
* ظروف قاتمة؛ يعني ما في مستقبل مشرق؟
– المستقبل يتوقف على أن الناس بجانب السلوك الاجتماعي، يعملوا على التطوير المهني للصحافة والصحفي لا يكتفي بما درس ولا يكتفي بما اكتسب من خبر بل يظل يسعى بكل ما يملك لمزيد من الخيرات لتقوية قدراته المهنية واللغوية والوقوف على مزيد من التجارب من الصحافة العالمية التي أصبحت متاحة، وهذا يجعل صحافتنا متقدمة لأننا أمة متقدمة ذات جذور غائرة في الحضارة وبالتالي نستطيع أن نقدم أساسا ونقود حركة صحافية ناهضة.
اليوم التالي
خ.ي