مصطفى الآغا

الجولة المجنونة


[JUSTIFY]
الجولة المجنونة

من غير المعقول أن لا نُطلق على الجولة الأخيرة من دوري عبداللطيف جميل السعودي أية صفة ليس لها علاقة بالجنون ومشتقاته، لأن بعض مبارياتها ومجرياتها وأحداثها وتبعاتها تدخل في فئة أمور لا ولم ولن تُصدّق.

صحيح أن في كرة القدم كل شيء جائز، وأنها لا تعترف لا بالتاريخ ولا الجغرافية ولا المنطق نفسه، ولكن لو كانت هذه الحال «مُطلقة» لتوّجت المالديف أو سيريلانكا بكأس العالم طالما أنها 11 ضد 11 كما يقول البعض… إذ يبقى هناك تاريخ وخبرة وجمهور وإرث يلعب مع اللاعبين حتى لو تغيرت أسماءهم.

ويوم الأربعاء شاهدنا انتقال الصدارة من النصر إلى الهلال، وهو أمر أقل من طبيعي في دوري طويل، إذ سبق للهلال وتصدر، ثم سلم الصدارة للنصر ولكن «غير الطبيعي» كان حال النصر أمام الاتفاق، وحال الاتفاق في عهدة غوران أمام النصر والاتحاد، وكان قمة «غير الطبيعي» هو أداء حارس النصر عبدالله العنزي الذي تصادف أن تمت دعوته في يوم المباراة نفسه إلى قائمة المنتخب السعودي، فكانت كل العيون عليه بقصد أو من دون قصد، فكان في أسوأ أيامه وأحواله، وهنا ألا يحق لنا أن ننصح «ولا أقول نتساءل» بأن لا يتم الإعلان عن تشكيلة المنتخب في يوم مباريات حساسة، وأن يتم ترك الإعلان إلى ما بعد الجولة؟ لأن اللاعبين غير المختارين مثلا قد يصابون بإحباط وتتأثر نفسياتهم وربما يتم التشويش عليهم فتتأثر أنديتهم أيضاً، وهذا بالتأكيد قد يكون سلاحاً ذا حدين، فالمختارون قد يخشون الإصابة في يوم الإعلان عن التشكيلة طمعاً بمركز أساسي، وغير المختارين قد ينتفضون ليثبتوا لمن لم يخترهم أحقيتهم وجدارتهم بالتشكيلة.. لهذا فعدم الإعلان عنها في اليوم نفسه أراه الحل الأفضل طالما لا يوجد شيء مستعجل أو طارئ.

أما يوم الخميس فكان قمة الجنون، ليس في تقدم الشباب والاتحاد على التعاون والنهضة بهدفين ثم التعادل (3-3) و(4-4)، بل في طريقة إضاعة ناديين كبيرين مدججين بالنجوم (الدوليين والمحترفين) وبالخبرة والألقاب، إضاعتهما للتقدم بهدفين أمام فريقين وإن كانا مجتهدين إلا أن النهضة لم يفز في أية مباراة في الدوري، وكاد الاتحاد أن يمنحه هذا الشرف كما منحه سابقاً للعروبة (على رغم الخطأ التحكيمي) أمام الشباب، فكان واضحاً أن الاستغناء عن برودوم وتيغالي وكماتشو لم تصب في مصلحة الفريق الذي اهتزت شباك حارسه «الدولي» وليد عبدالله سبع مرات في مباراتين… ويبقى السقوط الكبير للفتح على أرضه أمام الأهلي نهاية عهد وبداية عهد.. نهاية عهد بطل كان عصياً على الجميع فبات يخسر على أرضه بالثلاثة، وبداية عهد الانتصارات للأهلي بصحبة واحد من أفضل المدربين الموجودين في المنطقة البرتغالي بيريرا الذي لن يقبل بغير اللقب ليُضيفه إلى سيرته الذاتية في السعودية .
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]