رأي ومقالات

أميمة عبدالله: رجال وأقدارهم وقصص

كان في منتصف عقده الخامس ، قويا واضح النبرات ، شديد الإباء وسيماً ، بهي الطلعة شجاعاً ، غنياً مالاً وروحاً كريماً رقيقاً ، يقود أسرته الكبيرة كقائد ، واثقاً من نفسه ويوحي بالثقة ، يشغل منصباً هاماً في بلده ، له من الأبناء ثلاثة وزوجة عصبية تذكره دائما بعبارات خاطفة وكأنها غير مقصودة بأنها امرأة متعلمة تحمل درجة دكتوراه في القانون ومن اسرة ثرية ولها مكانة اجتماعية ،

ذاك كان تحذير خفي شديد اللهجة له بعدم التفكير في استخدام حقه الشرعي الذي أعطاه له المولى من السموات العلى ، يجب أن يظل حبيس هاجس وضعها الاجتماعي وإن اشتهى التعدد في النساء ، هي لا تستطيع احتمال زواجه من أخرى ، له أن يفعل ما يشاء مع العابرات ستغض الطرف ولن تحاسبه ، لكنه كان ذو دين وخلق رفيع ، يتخطفه حب تعثر به فجأة ذات يوم ، ملأ عليه حياته وحمله على بساط رقيق رحيم ومده بطاقات حياة اضافية ، تغير حاله وصار في شوق دائم لحبه ذاك ، اكتشف أنه يحمل في داخله مشاعر بكر فتية ، خرقت حياته بلون أخضر زاهي ، كان يقضي معها أوقاتا يتحرر فيها من نفسه وسجنه ، يتحدث إليها بكل شيء دون خوف ، إلا أنه كان محاطا بحصار زوجته المحكم بالأبناء ، فقد احكمت قبضتها عليه بهم ، والأبناء في الحياة هم على رأس القائمة ، من أجلهم كتم حبه ولم يتزوج بها ، تعقدت حياته وود لو أن زوجته تسمح له بزواج آخر حلالا يجنبه المهالك والفتن وضياع الدروب ، لكنها حتما لن تسمعه فصار قلبه من يومها مفتوحا للعابرات وكذلك ماله .

سافر لدولة جنوب افريقيا لحضور مؤتمر إقليمي ، ود لو يقول لزوجته قبل السفر لما لا تكون الحياة لكِ وليّ ولها ، لكنها غيرة المرأة التي فُطرت عليها ، سافر يحمل قلبه العاشق والمحكوم عليه بالسجن المؤبد من القاضية زوجته . وهو في باحة الفندق الداخلية يجلس وحيدا تعبث به ذكرى حبه وليتها لو كانت معه ، هكذا تمنى الخاطر المجروح ، وفي لحظة التمني تلك انتبه للمكان ، كان رائعا وبأضواء خافتة ، مغريا ومليئا بالرغبات ، عبرت من امامه درة بيضاء متلألئة بابتسامة أنثى لها وجه طفولي ، كانت فتاة وتعرفون ماذا تعني هذه الكلمة ، تتحرك بحيوية وخفة ، تتحدث بمرح ، عليها ثوب أرجواني يشي بالمفاتن وشعر مسدل أسود ، تبادلت معه التحية ، إستاذنته أن تجلس معه قليلا ، ابتسم لها ، جلست وغاصا معا في حديث مفرح ، كانت تفيض رقة وجمالا ، ابعدت عنه الهم الذي كان مخيما ، تناولا الغداء معا ، دعته لنزهة صغيرة ودعاها لغرفته ليلا ، صباحا لم يجدها قربه لكنه وجد علي الكمدين ورقة مكتوب عليها بالإنجليزية تقول له فيها مرحبا بك في عالم الايدز.

أميمة عبدالله

‫3 تعليقات

  1. قصة قديمة مكرورة ولا تليق بك كبنت وكاتبة … أتقي الله ولكن يغفرها لك ما ترمزين له من مدح للتعدد.