رأي ومقالات
الصادق المهدي : شكوى لله.. وشهادة للتاريخ.. وإشهاد للشعب السودانى
ومنذئذٍ تكررت فرص إيجاد مخرج للبلاد: فى 1993م، وفى 1996م، ولكنهم أصروا واستكبروا استكباراً، وبعد إعلان المعارضة الموحدة اتفاق أسمرة على القضايا المصيرية اهتدى النظام، قبل هجرتى فى تهتدون، أن أفضل وسيلة يتعاملون بها مع عاصفة أسمرة أن يضعونى فى الحبس رهينة.
أطلق سراحى من هذا المصير التدابير التى اتخذها النظام لإخفاء دوره فى محاولة اغتيال الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك.
وكان اتفاقنا مع النظام فى جيبوتى فى نداء الوطن عام 1999م فرصة أخرى لإيجاد مخرج قومى من الزاوية الأحادية التى حشر النظام نفسه فيها عن طريق سياسة التمكين الغبية، ولكنهم حولوا حوارات نداء الوطن لوجهٍ آخر من وجوه التمكين، فاخترقوا صفوفنا عن طريق إغراء الفريق المكلف بالحوار معهم بالمال والوظائف ففوتوا فرصة أخرى.
وفى إبريل من عام 2006م زارنى المرحوم مجذوب الخليفة وقال إنه يريد أن يستأنس برأيى وهو فى الطريق لمحادثات السلام فى أبوجا مع حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة فى مايو 2006م، قلت له: لو أننا نتعامل معهم بمنطق السياسيين لتمنينا لهم الفشل، ولكننا نتعامل بمنطق الوطنيين الحريصين على حقن الدماء وإنهاء معاناة أهلنا فى دارفور. أقول لك نصيحة من ثلاثة بنود إذا اتبعتها سوف تحصل على تجاوب الفريق الدارفورى، وسوف تحصل الآن على تأييدنا دون مقابل. قال لى: هات. قلت له: أولاً: فيما يتعلق بمشاركة أهل دارفور فى رئاسة الدولة، والإقليم واحد أم ثلاثة، وإدارة الحواكير، وحدود دارفور مع سائر أقاليم السودان، التزموا بالعودة لما كان عليه الحال فى عام 1989م.
ثانياً: التزموا للنازحين واللاجئين بتعويضات فردية وجماعية والعودة آمنين لمناطقهم الأصلية.
ثالثاً: التزموا لأهل دارفور بأن يكون نصيبهم فى السلطة والثروة بنسبة حجم السكان على أن تثبت هذه الاستحقاقات فى الدستور.
رد علىّ قائلاً: هذه النصيحة غير مقبولة لأنها تتعارض مع ثوابت ثورة «الإنقاذ»، وتتعارض مع اتفاقية السلام الشامل. قلت له: هذه الأبقار المقدسة سوف تحول دون السلام فى دارفور، فامض لمحادثاتك ولكن سلام دارفور لن يتحقق. وقد كان. هكذا ضيعوا فرصة أخرى.
وفى عام 2008م لاحت فرصة أخرى عن طريق التراضى الوطنى الذى هندسنا تفاصيله واستجابوا له ثم أجهضوا التراضى.
وقبل اندلاع الحرب فى جنوب كردفان ثم فى جنوب النيل الأزرق، وفى اجتماع مع رئيس الدولة فى مارس 2011م تحدثت عن احتمال انفصال الجنوب القادم، وعن احتمالات جنوب جديد بعد ذلك، وأن علينا أن نتفق على برنامج قومى استباقى ينفذه رئيس وفاقى، واقترحت له تفاصيل البرنامج القومى وآلية اختيار الرئيس الوفاقى، وكانت فرصة أخرى. لم يقل رأس الدولة إزاءها لا أو نعم.
وفى يونيو 2011م بعد فشلهم فى تنفيذ بروتوكول جنوب كردفان وجنوب دارفور، وتوصل الأخوان مالك ونافع لاتفاق إطارى من شأنه أن يحقق السلام، أجهضوا الاتفاق بصورة مستهترة فضاعت فرصة أخرى، واشتد القتال.
وبعد انفصال الجنوب فى يوليو 2011م، واجه النظام صدمة اقتصادية ومالية مازال يترنح منها، واستمرت الحرب الأهلية فى دارفور وفى جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، وصار النظام يعانى من استنزاف بشرى ومالى غير محدود، وبدا واضحاً أن هياكل النظام الأمنية والسياسية بدأت تتصدع فى أكثر من وجه. وواجه النظام هبة سبتمبر 2013م بوحشية الخائف على مصيره.
هذه هى العوامل الحقيقية وراء خطاب الوثبة فى يناير 2014م، ولإدراكنا هذه العوامل لم نشتغل كما انشغل الآخرون بنوايا النظام، واعتبرنا هذه الوثبة فى ميدان طالما دعونا إليه، ولكن بدا واضحاً أن النظام يريد حواراً مقيداً برئاسته، وبلا كفالة للحريات، أى حوار على سُنة التمكين وشبق السلطان، لذلك نفضنا يدنا منه وتركناه أشبه بمحرمات الطعام: كالمنخنقة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع لا يؤمه إلا من أعلنوا مسبقاً التوالى مع أصحاب التمكين. هكذا أُهدرت فرصة أخرى للخلاص الوطنى.
لا يمكن لعاقل أن يستخف بالقوى الشعبية، والسياسية، والقتالية التى تمثلها الفصائل المنضوية تحت الجبهة الثورية السودانية. إنهم يمثلون قوى اجتماعية ذات وزن ثقيل ولا سبيل للقضاء عليهم عسكرياً، وكل ادعاءات اجتثاثهم نوايا واهمة.
إن حزب الأمة، وهو صاحب شرعية تاريخية، وشعبية، ودبلوماسية، وعطاء فكرى لا يُجارى، لم يشك أبداً فى وزن الجبهة الثورية السودانية، ولا فى مشروعية حقوقها، ولذلك لم يقطع حزب الأمة القومى صلته بها، ولكنه لأسباب وطنية كان يتحفظ على إسقاط النظام بالقوة العسكرية، وعلى تقرير المصير لمزيد من مناطق السودان. لذلك عندما لاحت فرصة لاتفاق مع الجبهة الثورية لوقف الحرب وتحقيق السلام العادل الشامل وإقامة نظام جديد بوسائل خالية من العنف رحبنا بها ترحيباً حاراً، واعتبرناها فرصة تاريخية لتحقيق مطالب الشعب المشروعة.
ومع أن (إعلان باريس) يسلب من أصحاب التمكين زمام المبادرة، ويضع زمام المبادرة فى يد قوى سياسية جديدة تصنع توازنا قويا جديدا، ما يثير الغيرة السياسية لمدمنى التمكين، فقد كنا نعتقد أن الضيق الذى يعانى منه النظام، وما يتعرض له من حصار متعدد الجبهات، وحاجة الوطن لمخرج ينهى الحرب، ويضع حداً لأزمة السلطة، عوامل كافية تجعل النظام يقتصد فى الشبق المعهود ويرحب بما حقق (إعلان باريس) من فرصة تاريخية، ولكن إدمان النظام المعهود على تفويت الفرص جعله مرة أخرى يهدر فرصة تاريخية كأنه يكتسب وصفه تعالى: (وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).
إننى فى وجه هذا الإهدار للمصلحة الوطنية أشكو لله، وأُشهد التاريخ، وأستشهد الشعب السودانى الذى يقع تفويت الفرص هذا عليه سفكاً للدماء، ودماراً للعمران، ومزيداً من المعاناة. شكوى وشهادة قد لا تكون لها نتائج عملية ولكنها أنة مجروح بمداد الدم والدموع، وقديماً قيل:
ولابُدَّ من شَكْوَى إِلى ذى مُروءَةٍ يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أو يَتألم
ليعلم سدنة التمكين أننا عازمون على فعل كل ما يلزم لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطى الكامل، وسوف نستخدم كل الوسائل الخالية من العنف، ونعتقد أنه: ما ضاع حق قام عنه مطالب.
ونطرق أسماع وعيون سدنة التمكين أن يراعوا الله والوطن، بل يراعوا مصالحهم الذاتية للخروج من الهاوية، ولكن:
من ليس يفتح للضياء عيونه
هيهات يوماً واحداً أن يبصرا
العربية نت
[/JUSTIFY]
[B][SIZE=7]الشبق وشبقهم وشبقنا وهلموجرا..[/SIZE] [/B]
((إننى فى وجه هذا الإهدار للمصلحة الوطنية أشكو لله، وأُشهد التاريخ، وأستشهد الشعب السودانى الذى يقع تفويت الفرص هذا عليه سفكاً للدماء، ودماراً للعمران، ومزيداً من المعاناة. شكوى وشهادة قد لا تكون لها نتائج عملية ولكنها أنة مجروح بمداد الدم والدموع،))…… وبنفس القدر من الشكوى لله ، وإشهاد للتاريخ ، وشهادة من الشعب السوداني الذي وقع عليه سفك الدماء ودمار العمران وكل المعاناة،أنه ومنذ خروج الإستعمار لم يجد حاكماً يلبي تطلعاته ( إلا من رحم الله) والدليل على ذلك كلما زاد عدد السنين في حريته إزداد صعوداً للهاوية وانحداراً في الإزدهار والتقدم وإذا أمعنا النظر حول العالم نجد أن بلداناً نالت إستقلالها بعدنا بسنين عدداً ولكنها في ميزان التقدم بلغت شأواً هيهات أن يبلغه السودان قريباً، وحال الحكومات هكذا منذ سنوات .فيا السيد الصادق لا الحكومات التي أُطلق عليها ديموقراطية ولا الحكومات الانقلابية في السودان قامت بواجباتها على السودان والشعب السوداني بما يُرضي الله، بل أن كل حكومة عملت لتثبيت أركانها وعملت لصالح نفسها ،وهذا السبب الذي أودى بالسودان الذي أُطلق عليه سلة غذاء العالم قبل 40 أو 50 فإذا به حاله اليوم يُغني عن سؤاله. فلا تُشِكر لي حكوماتك الفاتت فذاكرة الشعب السوداني لم تُمسح ولن تُمسح ولكن الله غالبٌ على أمره وسيُقيض للشعب السوداني من يأخذ بيده للعلا والسؤدد يحبونه ويُحبهم إن شاء الله تعالى.
[FONT=Tahoma]اتق الله يا الصادق ولا تكن سبب في الفتنة وسفك دماء السودانيين وأنت على وشك الدخول في القبر واغنتم ما تبقى من عمرك في إصلاح ما سبق منك وأنت أعلم به من غيرك ودع عنك محبة السلطة والحكم وأعلم أن الحساب شديد وستوقف بين يدي الله تعالى فأعد للسؤال جوابا .[/FONT]
دة استرحام, ولا استعطاف ,ولا جرد حساب, ولا حالة عرض للواقع,,
شوف ياحـــــــــــاج الكلام دة مابشفع ليك ,ولا فى حد بيقيف معاك,مجرد وصولك
البلد ,العصابة الحاكمة بأنتظارك بالكلبشات.