رأي ومقالات

د. الصديق الامام محمد: ما الذي ابكى الطيب صالح في بيت بخيته امين والصلحي بمسرح الربيع

البكية الاولى
عندما جاء الأديب الطيب صالح للسودان بعد غياب طويل دعته الصحفية بخيته امين لدرارها بأم درمان ، قال لها أقلي البن
وتعالي باللقيمات وجهزي الشاي الصاموتي جاء ها و ومنصور خالد فكانت الجلسة العفوية التي دعيت لها الفنانة سميرة دنيا وجاءت ولم تكن معها دلوكة وكانت هناك علبة لبن فارغة أمسكت بها لتدق عليها والدموع تبلل عيونها وهي ترى الطيب صالح لأول مرة وفاض المنزل بالضيوف وتنادى كل أهل الحي كلٌّ معه طعام أو شاي وغنت سميرة دنيا « يجو عايدين الليلة عايدين ناس الطيب الزينين» ولما تعالت الصفقة والرجال يلوحون بعمائمهم عندها بكى الاديب الطيب صالح بكى الطيب وكانه لم يبك من قبل .
البكية الثانية

للفنان التشكيلي العالمي الكبير ابراهيم الصلحي الذي كان أستاذاً بكلية الفنون الجميلة بمعهد الخرطوم الفني سابقاً ( جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حالياً ) ثم وكيلاً لوزارة الإعلام والثقافة ، ثم مستشاراً ثقافياً بوزارة الإعلام بدولة قطر …، ثم مقيما فى بريطانيا ، وقد كرمته جهات ومؤسسات عديدة ، أعماله الفنية التشكيلية مقتناه في كبرى المتاحف العالمية أعلن عن تكريمه من منشأ حياته بأم درمان حي العباسية بميدان الربيع ، فى خطوة ولفتة بارعة موفقة اجتمع أهل العباسية بميدان الربيع بالعباسية عن بكرة ابيهم ليشهدوا تكريم ابنهم الصلحي ، خرجت العباسية وكأنها لم تخرج من قبل ، غنى المغنون ورفعت العمائم وزغردت النساء ، عندها ايضا بكى ابراهيم الصلحي
فما الذي أبكى الطيب صالح وابراهيم الصلحي انها الغربة قاتلها الله فيوم من العمر في الوطن اغلى من سنيين في الغربة
رد الله غربة الجميع والرحمة والمغفرة للأديب الطيب صالح والعمر المديد لإبراهيم الصلحي
ولأعزاء للمعتبرين

د. الصديق الامام محمد

تعليق واحد

  1. اخي د.الصديق
    تسلم كتابة بعمق المحبة….ولفتة حنينة من زول مجبول بالوفاء والاكرام والتقدير….