ثقافة وفنون

وجوه سودانية: منال بدر الدين.. أغنيات البنيات النسيمات الهفيف

[JUSTIFY][SIZE=5]وحين تلح عليك فكرة التنقيب عن سيرة الفنان (منال بدر الدين) تقرر على غير عادتك أن تذهب مبدئياً في زيارة تفقدية إلى صفحتها بـ (فيس بوك)، فتجدها معلقة على بابها لافتة تُرحِّب بالجميع، إذ كتبت:

إﻟى ﻛﻞ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﺻﺪﻳﻖ/ ﻣﻌﺰﻭﻡ ﻳﺎ ﺯﻭﻝ ﺃﺷﻮﺍﻕ ﻭﺣﻨﻴﻦ

ﻭﻟﻮ ﻧﺎﻭﻱ ﺗﺠﻴﻨﺎ أﻭﺻﻒ ﻟﻴﻚ / ﺳﻜﺘﻨﺎ ﻣﻌﺒﺪﺓ ﻟﻠﺴﻤﺤﻴﻦ

ﺗﻨﺰﻝ ﻗﺒﺎﻝ ﺍﻵﻫﺔ ﺗﺘﻢ / ﻭﺗﻠﻒ ﺑﺎﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﻳﻤﻴﻦ

ﺣﺘﻼﻗﻲ ﻫﻨﺎﻙ آﺧﺮ ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻉ / ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻗﺪﺍﻣﻮ ﻓﺮﺡ ﻣﺰﺭﻭﻉ

(1)

يقول (أنور عبد الرحمن) أحد مؤسسي مجموعة عقد الجلاد التي قدمت (منال بدر الدين) إلى الغناء السوداني: (أﺗﺖ إﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺠﻼﺩ وﻫي ﻓﻨﺎﻧة ﻭﺍﺑﻨﺔ ﻓﻨﺎﻥ، ﻓﻮﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍلأﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻮﺽ ﻣﻦ أﻭﺍﺋﻞ ﻣﺆﺳﺴي ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺠﺎﺯ ﻓي ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻋاﺰﻑ ﺠﻴﺘﺎﺭ ﻭﺭﺳﺎﻡ ﻛﺎﺭﻳﻜﺘﻴﺮ)، لذلك ﻠﻢ ﻧﺠﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻨﺎﺀ ﻓي إﻗﻨﺎﻋﻬﺎ بالانضمام إلينا.

(2)

حينما انطلقت المجموعة تحلق بالغناء في 1988م، كانت الصبيِّة التي تتوسطهم تثير فضول الكثيرين، بطلتها البهية وصوتها الرائع، وكما شكل (ظهور) المجموعة انتصاراً للغناء الجماعي، كان وجودها بينهم تأكيداً لحضور الأصوات النسائية على خريطة الغناء، وأن بصمتهن لن تنطمس معالمها أبداً.

(3)

لم يتصور أحداً أن طالبة الصيدلية حينها، ورغم نشأتها في بيئة (مبدعة)، سيكون لها باع وذراع بين تلك الأصوات الباهرة، لكن عزيمتها القوية وإلهامها الكبير، ساعداها على وضع صوتها على رأس (القامة) إن صح التعبير في هكذا حالة.

فكانت حين تدخل بصوتها الباهر على كلمات القدال “إنت في اللالوبة مصلبة البنيات النسيمات الهفيف/ انت في اللالوبة مشنقة الوليدات ناس نجومي، محبس النفس الرهيف”. تنحبس أنفاس السامعين وتهفهف مشاعرهم وكأنهم منخرطين في حالة جذب صوفي (فادح)!!

ومنال حينما غادرت المجموعة، تألم كثيرون، وحينما عادت وحدها قابلوها بنصف فرحة، وحينما انقسمت العقد، انقسم كل شيء. لكن ظلت تغني وحدها وكأنها (غفارية)، ولا زالت تمضي ما بين دواء ودواء، لكن دواء الروح أخذها من (صيدلتها) أخذاً وبيلا.

اليوم التالي
خ.ي[/SIZE][/JUSTIFY]